رفيف عبدالله الطائي:يختلف نمط الناس بالتفكير واتخاذ القرارات وجميعها تصنف على حسب منطق الشخص ورؤيته الخاصة... وهناك بعض الاختلافات في الرأي قد تسبب سوء الفهم والتعارض،وحدةً في النقاش، وتوافق في الرأي،ولكن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.وهذه الأنماط في التفكير صنفت من العلوم الحديثة.. وتسمى قبعات التفكير الست.. وهي أساليب وطرق أسسها الكاتب إدوارد بونو... من أجل تنمية الابداع في تطوير الحسالفكري والتحفيز نحو الابداع.ولماذا قام الأب الروحي لهذه الطرق من تأسيس هذه الأنماط؟ وما هي؟ وكيف من الممكن أن تساعدنا عند التفكير؟عزيزي القاريء... ما أراه، إن مبدأ براعة ومهارة التفكير قد نجهله تماما... وما أعلمه إننا عادة عند التفكير نصب رؤيتنا على زاوية واحدة لا نغيرها لما نرى فيه المصلحة العامة أو الشخصية... وفي بعض الأحيان هذا التفكير المحدود يجعلنا نتخذ قرارات غير سليمة ومتسرعة.... فلنكن ماهرون وبارعون عند التفكير... كيف ذلك؟ وبعد أن أسرد هذه القبعات الجميلة ذات الألوان المتداخلة نستطيع اختيار أي قبعة نرتديها عند كل موقف وكل رأي.وهذه القبعات الوهمية والنفسية تساعد على البراعة والمهارة للفكرة...هدفها الحد من التفكير السلبي والاتجاه نحو الإيجابية لكل قرار وموقف نتعرض له ... فمزج يا عزيزي القاريء ما بين قبعاتك وكن متجددا في الفكر.وغير ما بين قبعاتك الجميلة الزاهية ما بين الأبيض والأخضر والأزرق والأسود والأصفر والأحمر...فكرة وأسلوب جميل لاختيار نمط التفكير والأجمل في اللحظة الحاسمة أن نمزج هذه الألوان جميعها ونتفوق في الرأي أو اتخاذ قرار ما.كيف نبدع عند التفكير؟ بالتأكيد الكاتب النفساني إدواردبونو لم يؤسس هذا النمط إلا لخصائص هادفة ومفيدة...والمهارة تكمن عندما نتحاور مع شخص ما، أو مجموعة من الأشخاص نرتدي قبعة معينةبما يتناسب مع الموقف ونتبادل القبعات والأراء وننظر نظرة شمولية لمضمون ونتائج الموضوع.... وأين المهارة في ذلك؟ ببساطة تكمن متعة ومهارة تبادل أووجهات النظر من حيث التداخلات في الآراء.فما هي هذه القبعات الملونة؟... البيضاء بلونها الصافي والنقي ترمز للحيادية في التفكير بما يعني التوازن والتعادل الفكري هنا تكسب مهارة التفكير المتوازن.بينما القبعة الحمراء بلونها الثائر التي لا تنظر للحياد وتتجه للتفكير العاطفي البحت وهنا تكسب مهارة التفكير العاطفي البعيد عن العقلانية...وهو تفكير عاطفي بحت يرفض أي فكرة عقلانية في تلك اللحظة وكيف لا وهو من يستشعر الأمور بشكل عاطفي ويحيط على قراره كتلة من المشاعر والحدس العاطفي... وهو التفكير الاندفاعي الذي يرفض خسارة الأشخاص المحيطة.وعندما نتحدث عن التفكير السلبي فالقبعة السوداء ترفع رايتها بالإحباط والتشاؤم... وكيف لا وصاحب هذه القبعة لا يرى سوى السلب عند طرح موضوع ما.... ولكن على الرغم من نظرته السلبية يكسب صاحب هذه القبعة الحذر والحيطة والتأني عند التفكير.وما أجمل صاحب القبعة الصفراء ذو النظرة الإيجابية والسعادة والطمأنينة فهو من يبث الروح الإيجابية عند النقاش فيكسب الفكرة نوعا من الحيوية والتغيير من حيث الدعم والتركيز على الإيجابيات فقط لا غير، وهي القبعة الناجحة المتوازنة ما بين العقل والعاطفة... وكيف لا؟ وهو ماهر بالتغلب على السلبيات...المبدع صاحب القبعة الخضراء...متسائل جدا.. كيف؟ ولم؟ ولماذا؟ وأين؟ فهو يطرح الكثير من التساؤلات التي تصل به للتفكير الصحيح والابداعي عندتطبيق الفكرة.... فصاحب هذه الفكرة مغامر ومتحدي..... قادر على تحمل وإدارة المخاطر من أجل تحقيق هدفه لما يتمتع من فن ومهارةعند التنفيذ وهو صاحب أفكار غريبة عند التخطيط لطرح وتنفيذ الفكرة.والنظرة الشمولية نجدها في القبعة الزرقاء، وعادة صاحب هذه القبعة ينظر للأساسيات وهي عادة ما تكون قبعة القائد أبسط تحليل لهذه القبعة يجعل فكرته كلعبة الشطرنج يحرك الأداة بتأنِ، ويرتدي جميع هذه القبعات ويأخذ بجميع وجهات النظر وبالتالي هو صاحب قرار... وكيف لا؟ وهو من استطاع أن يحتل صفات شخصية القائد... يمتاز بنظرة شاملة يميل للعمل الجماعي لا يحب الاحتكار وليس أناني فهو يؤمن بمبدأ الأخذ والعطاء، وعمل المجموعة.عزيزي القاري... إنني لوجدتها متعة جميلة في ارتداء كل هذه القبعات الست الرائعة عند أي نقاش أو تفكير... فاستمتع عزيزي القاريء، ونوع ما بين أفكارك ولا تحكر نمطك بالتفكير على قالب معين، لا تكن سلبياً ولا تكن متشائماً ولا تكن محايداً،ولا تتجاوز عن السلبيات ولاتكن نظرتك إيجابية فقط، فقد يخذلك فهمك وحدسك، فالحذر واجب، وكن مبدعاً في طرح الفكرة وكن ذو نظرةٌ شاملةٌ عند تطبيق الفكرة ... فكن بارعاً وماهراً في نمط تفكيرك ارتدي كل القبعات فهي جميلة وجميعها دقيقة وصحيحة فلا تنسى ... نمط التفكير مهارة وفن وبراعة...عزيزي القاريء غير في نمط تفكيرك، لا تحصر عقليتك على نمط معين اخرج من الروتين فهذا نوع من الرياضات العقلية التي لها دور كبير في تحسين وتطوير الذات والترويح النفسي ......فكن ماهرا.