طال أمد الأزمة في سوريا ومعه عذاب شعبي زائد وخراب وتدمير وقتل نفوس. تلك المواصفات لن يمكن لها أن تتحقق، لولا مجموعة عوامل خارجية باتت معروفة ومحققة من قبل الداعمين للارهاب العامل بلا هوادة في تلك الأزمة. ولقد تحقق أيضا ماهو الأنكى، حين جاءت فكرة محاربة هذا الارهاب من دون اعتماد التعاون والتنسيق مع الحكومة السورية، فبدا نوعا من أنواع خداع الذات، بل عبثا بحياة السوريين.
الأزمة في اصلها مؤامرة كبرى على الجمهورية العربية السورية، فاذا أضفنا عليها ذلك العام أعلاه، نكون أمام امكانية إطالة الأزمة، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الخراب والتدمير والقتل والعبث بالتراب الوطني السوري، وزيادة التهجير الداخلي والخارجي، والذي بات ليس مفهوما، إن بعض السوريين ارتضى أن يكون أداة بيد تلك المهمة القذرة طمعا في مال لن يستمر أو توصية بمركز لن يتحقق، وفي الحالتين هي مهمة قاتلة لصاحبها لأن عناصر استمرار الدعم قد لا تستمر عند حدوث اول تفاهم او حل سياسي.
لقد طالت تلك الأزمة ودخلت فيها حسابات عديدة ساهم فيها سوريون بكل أسف، ومن غير السوريين من وضع في حساباته أن الدولة والنظام سوف يسقطان في الأسابيع الأولى أو الشهور الأولى للأزمة، لكن الصمود الأسطوري الذي حققته سوريا، زاد من وتيرة التآمر، وزاد معه الدعم الخارجي الذي صار في حقيقته أمام أمر واقع لايمكن الخروج منه، فأما إن يكمل دعمه للمؤامرة أو يجد له طريقا آخر، فقرر التآمر المفتوح والمفضوح معلنا على الملأ وبدون تهرب، إن دعمه من أجل اسقاط سوريا سيستمر.
بات العالم اليوم يعرف أن الأزمة في سوريا لم تعد مسألة اصلاح كما كثر الحديث في البدايات، بل اسقاط لكل ما له ارتباط بالواقع السوري من دولة ونظام وجيش وشعب، لكن عوامل عديدة حصنت سوريا ومنعت اسقاطها، وتلك العوامل بعضها دولي وبعضها داخلي، وإذ اسقط في يد رواد تلك المؤامرة، فما زالوا يحاولون عبثا ما بدأوه، لكن المناعة والقدرة على الصمود وتجاوز ماحصل دفع كل أحلام المراهنين على الاسقاط أن تصبح إلى الوراء وأن يشتد عود الدولة والنظام، وأن يتمكن الجيش العربي السوري من اقتلاع التآمر والمتآمرين. كما تمكن الشعب السوري من تحقيق المزيد من الوحدة والتماسك الداخلي مما ساعد كثيرا على تلك الانتصارات الباهرة التي تحققت.
اليوم تتبدد أحلام أصحاب المؤامرة، وهم يرون تساقطها على عتبات سوريا حلما وراء الآخر. فهل يسلمون بهذه النتيجة ام يزيدون من غيهم. الواضح أن ثمة تحولات متوقعة لابد أن يكون لها تأثير على مجرى الأحداث في سوريا، وفي طليعتها مآل الاتفاق النووي الأميركي الإيراني الذي يشهد له بأنه مثال التغيير المتوقع في المنطقة وفي أحداثها وفي الطليعة منها ما يجري في سوريا.
على هذا الأساس فإن كل أشكال الأزمة سوف تنهار أن تحقق ذلك الاتفاق، وستسقط معها تلك الأحلام الدونكيشوتية سواء من سوريين أو غير سوريين باسقاط الحكم السوري الذي بات الجميع يعلم أنه رأس الحربة في مشروع كبير عنوانه الممانعة والمقاومة.