بالعلم ترقى الأمم وتتقدم الشعوب وبالعلم يتحقق الإنجاز وتصنع المعجزات وتزدهر الحضارات فكل مرحلة من مراحل التنمية تحتاج الى من يخطط لها ومن يديرها بجودة عالية من هنا فإن نظام التعليم الذي كان صالحا في بداية السبعينات من القرن الماضي لم يعد مجديا في هذا الوقت نظرا للتغير الظروف والاحوال.
واهتمت السلطنة منذ مطلع فجر النهضة المباركة بالتعليم وكان هذا القطاع ضمن أولويات جلالة السلطان ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد ولا زلنا نتذكر مقولة جلالته المشهورة "سنعلم أبنائنا ولو تحت ظل شجره" وفعلا انتشرت المدارس بكافة مستوياتها في مختلف ربوع السلطنة وقد تجاوز عدد الطلبة حاليا النصف مليون طالب بينما وصل عدد المدارس الى أكثر من ألف مدرسة للبنين والبنات متوزعه في السهل والجبل ويكاد لا تخلوا قرية في الحضر والبادية الا وبها مدرسة حكومية.
يعتبر التعليم في وقتنا الحاضر من أهم أولويات دول العالم ،فالحديث عنه يعني الحديث عن الاقتصاد والمعرفة والتطور و استثمار العنصر البشري في عملية بناء الامم حاضراً ومستقبلاً ،وفي ظل التطور المعرفي والعلمي والتقني الذي شمل مختلف مناحي الحياة البشرية ،فإن تجويد وتطوير التعليم اصبح ضرورة قصوى وملحة لمواكبة ذلك التطور والتقدم المتسارع ، فعملية التعلم والتعليم هما سبب رئيسي من أسباب الرقي والتطور لدى الدول المتقدمة ، ولم يعد الهدف من العملية التعليمية مجرد جمع المعلومات والتلقين والحفظ ، بل تعدى الأمر إلى اجراء التجارب والبحوث والدراسات و تطبيق المعلومات والمعارف وتسعى المدرسة الى تغيير المفاهيم التعليمية التقليدية السابقة إلى عملية تعليمية متطورة ومتجدده تحقق إشباعاً لحاجات الطالب المعرفية والنفسية والاجتماعية ،فالطالب يتعلم المعرفة ليصبح قادرا على العمل والإنتاج والى الدخول الى سوق العمل ،ولن يتحقق هذا إلا بتجويد التعليم ، والعمل على تحسين مخرجاته والاستفادة من آخر ما توصل إليه العقل البشري من إبداع وتطور وإنجاز.
تجويد التعليم يجب ان يشمل كافة عناصر العملية التعليمية وهي الطالب والمعلم والمنهج وأخيرا المؤسسة التعليمية نفسها هذه العناصر ينبغي أن تتكامل مع بعضها البعض بحيث كل عنصر ينسجم مع الاخر ويدعمه، فبالنسبة للطالب لابد ان يؤمن الجميع بأنه هو محور العملية التعليمية فبدونه لا وجود للمعلم ولا للمنشأة التعلمية كما أن الطالب بطبيعته متحمس لاكتشاف عالمه الواسع فينبغي ان تتوفر له البيئة والظروف المناسبة والجو المهيأ داخل أروقة المدرسة لكي يتمكن من ممارسة هوياته وصقل مواهبه وإظهار قدراته الكامنة إضافة الى اهمية النظر الى المنحى التكاملي في تقديم الخبرات التربوية التي تتوجه لتنمية شخصية المتعلم فكرياً ومهارياً وانفعاليا ً من اجل أن يخرج الطالب من مؤسسته التعلمية وهو ناضجا فكريا متسلحا بالعلم والمعرفة ولا يمنع ان نستفيد من تجارب الاخرين في هذا الجانب فهناك نماذج متميزة وناجحة في هذا المجال كالتجربة اليابانية والتجربة السنغافورية والتجربة الفنلندية وتجربة كوريا الجنوبية بحيث يتم تطويع هذه التجارب بما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا الإسلامية وحديثنا متواصل.
تابعونا على صفحتنا في الفيس بك

سالم العبدلي
https://www.facebook.com/salim.alabdali.39