مسقط ـ العمانية: لموسم الصيف الذي يعرف محليا بـ(القيظ) طعم فريد وميزة خاصة منذ قديم الزمان تنفرد به السلطنة عن بقية الدول، إذ تمثل هذا التميز في ظهور تباشير أنواع مختلفة من الرطب أبرزها «النغال». ويعتبر موسم (القيظ) في السلطنة أحد المواسم الاقتصادية التي ينتظرهاالمزارعون سنويا بعد عناء واهتمام بالنخلة خلال عام زراعي كامل.ويبدأ موسم (القيظ) بنهاية شهر مايو ويستمر حتى شهر سبتمبر، ويتواصل أحيانًا حتى شهر نوفمبر وبشكل متتابع حسب نوع النخلة، ويعرف «القيظ « بأنه موسم حصاد وجني ثمار النخيل وكذلك بعض أنواع الحمضيات والفواكه.وتعد ولاية (دماء والطائيين) في محافظة شمال الشرقية أول ولاية عمانية تجود بتباشير رطب نخلة (النغال) التي تشتهر بها، ويُسوق رطبهُا الى مختلف أسواق ولايات السلطنة وبعض الدول المجاورة. وينقسم موسم (القيظ) إلى ثلاث مراحل، الأولى تسمى بـ (الرطب) فكلما كانت تباشير النخلة قبل الموسم كان العائد أكبر، أما المرحلة الثانية فتعرف بـــــــــ (التبسيل) وتكون لأنواع معينة من النخيل كـ (المبسلي، والمدلوكي، والبو نارنجة) حيث يتم طبخ الرطب بواسطة أوانٍ كبيرة ثم تجفف لسبعة أو عشرة أيام ثم تخزن وتُنقى من الشوائب بعدها تعرض للبيع، أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة (جني التمور) والمعروفة محليًا بـ (الهماد) ويتم خلالها جمع التمور في ميادين مشمسة تسمى (المساطيح) لتجفف ثم تنقى من الشوائب ومن ثم يتم بيعها.يقول علي بن ناصر الجابري رئيس مركز التنمية الزراعية بولاية السيب التابع لوزارة الزراعة والثروة السمكية: «يوجد في مختلف ولايات السلطنة أكثر من 250 صنفًا من أشجار النخيل، أشهرها «الفرض»، بالإضافة إلى (الخلاص، والنغال ، والبرني ، والخنيزي) وقد اشتهرت التمور العمانية منذ قديم الزمان بجودتها العالية وطعمها المميز، مما جعلها تٌشكل نسبة كبيرة من الصادرات العمانية الى شتى بقاع العالم». من جانبه يقول حمود بن منصور الهنائي أحد أهالي بلدة الخوض (البلاد) بولاية السيب وصاحب مزرعة تضم عددًا من النخيل والأشجار « أول النخيل التي تأتي بتباشير الرطب في موسم القيظ في السلطنة هي (النغال) وقشوش (القدمي والمنومه وبطاش)، وتتفاوت أسعار الرطب في بداية الموسم في الأسواق بمختلف ولايات السلطنة بين المرتفع والمتوسط والمنخفض، فمثلًا تجد سعر كيلو رطب (النغال) في بداية موسم القيظ بين 5 إلى 7 ريالات ومع مرور الأيام يبدأ السعر في الانخفاض حتى يصل إلى 500 بيسة للكيلو الواحد، أما رطب القشوش فَقَلما يعرض للبيع في الأسواق لقلة توفره، فيقتصر أكله على أفراد الأسرة، بالإضافة إلى إهدائه للجيران والأقارب.ومن نيابة طيوي بولاية صور يتحدث سعيد بن أحمد القلهاتي فيقول: «موسم (القيظ) الذي نعيش أيامه الآن كان يجمع أهالي وادي طيوي الذي يضم مجموعة قرى وبلدات أهمها (الحصن، وحارة بده، وسيما ميبام ، والجحل) ، ويطلق على هذا التجمع الصيفي محليًا بـ ( حضور القيظ ) ، وأغلب العوائل التي تعتاد ممارسته تأتي من مناطق وأحياء سكنية ساحلية أبرزها : (طيوي الساحل ، والرفعة ، والشاب ، وجريف) وهي تابعة لولاية صور».