.. والثاني: أن يُرَكَبَ الجزآن تركيب خمسةَ عشرَ، أي يكون الركيب كله مبنيا على فتح الجزأين، نحو: (هذه بورَسعيدَ)،(رأيت بورَسعيدَ)،(مررت ببورَسعيدَ)، فهي في الجملة الأولى خبر مبنيٌّ على فتح الجزأين في محل رفع، وفي الثانية مفعول به مبني على فتح الجزأين في محل نصب، وفي الثالثة اسم مبني على فتح الجزأين في محل جر بحرف الجر الباء، وهكذا، والثالث: أن تعرب إعراب الممنوع من الصرف على الجزء الثاني (العجز) فقط، ويبقى الجزء الأول كما هو منطوقًا عند العرب: تسكينا، أو تحريكا، ويبقى الصدر ساكنًا، نحو:(هذه بورْسعيدُ)، (رأيتُ بورْسعيدَ)، (مررت ببورْسعيدَ)، فالأولى اسم مرفوع، وعلامة رفعه ضمة واحدة من غير تنوين؛ لكونه ممنوعا من الصرف للعلمية والتركيب المزجي، وفي الثانية مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة واحدة من غير تنوين؛ لكونه ممنوعا من الصرف للعلمية والتركيب المزجي، وفي الثالثة اسم مجرور، وعلامة جره فتحة واحدة من غير تنوين؛ لكونه ممنوعا من الصرف للعلمية والتركيب المزجي، وهكذا هي الأعاريب الثلاثة لهذا اللون من المركبات المزجية، وكلها أعاريب مقبولة أعرب بها النحاة هذه التراكيب.
ثالثاً: التركيب العددي وهو العدد المركب هو كل عدد وقع بين العددين:(أحد عشر إلى تسعة عشر)، أي يبدأ من أحد عشر، ويستمر حتى العدد تسعة عشر، وفي هذه الحالة يبنى على فتح الجزأين ويتخذ الموقع أو المحل الإعرابي له في التركيب ما عدا العدد ( اثنا عشر) الذي يخرج عن الأعداد المركبة المبنية، ويعرب صدره إعراب المثنى لأنه ملحق بالمثنى ، ويظل ما بعد وهو العجز مبنيا على الفتح لا محل له من الإعراب، وليس مضافا حتى يأخذ حكم المضاف إليه ؛ حيث إن الإضافة هنا شكلية، لا حقيقية تقوم مقام التنوين في صدر العدد، فالصدر هو اللفظ الأول، والعجز هو الثاني.
وحكم العدد المركب من أحد عشر إلى تسعة عشر ـ كما سبق ـ أن الجزء الأول من العدد المركب، ويدعى (الصدر) يؤنث مع المذكر، ويذكر معالمؤنث، أما الجزء الثاني ويدعى (العجز) فيذكر مع المذكر، ويؤنث مع المؤنث، أي أن الصدر يخالف المعدود مادام يبدأ من ثلاثة إلى تسعة، وأما العجز فيوافق المعدود دائماً مع (أحد عشر واثنا عشر) فكل أجزائه الثلاثة توافق، لأن العددين (واحد واثنين) يوافقان والعشرة مهما في هذا التركيب توافق دائما فيوافق الأجزاء الثلاثة المعدود، كما قال تعالى: (إني رأيت أحد عشر كوكباً ..)، وكما قال تعالى:(وبعثنا معهم اثني عشر نقيباً)، وكما قالسبحانه:(فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً)، ونحو:(عندي في مدرستي أحد عشر معلماً، وإحدى عشرة معلمة)، و(معي اثنا عشر قلماً واثنتا عشرةممحاة)، و(هؤلاء اثناعشر رجلاً ومعهما اثنتاعشرة امرأة).
رابعاً: التركيب الإسنادي (مفهوم ودلالة المركب تركيبًا إسناديًّا): وهو عبارة عن (جملة اسمية أو فعلية تطلق علي أشخاص أو أسماء أعلام أو أسماء بلاد)،كما تسمي ابنتك (نحمده)، أو تسمي ولدك (تأبط شرًّا)، وكما سمَّى القرآن الكريم سورة بالجملة الفعلية، وهي سورة (فُصِّلتْ)، واسم شيخ الأزهر الشريف الأسبق: جاد الحق علي جاد الحق”، فمثل هذه المركبات الإسنادية تعرب حين الرفع بضمة مقدرة منع من ظهورها حكاية الناس لها ، وحين النصب تنصب بفتحة مقدرة منع ظهورها الحكاية، وحين الجر يجر بكسرة مقدرة منع من ظهورها الحكاية، نحو: حضر (جادَ اللهُ)، رأيت (جادَ اللهُ)، سلمت على (جادَ اللهُ)، وهذا المركب الإسنادي موجود عند العرب في تسمياتهم منها: برق نحره، وشاب قرناها، وتأبط شرا، وغيرها مما ورد في أقوالهم، وتعاملاتهم، وهو كثير مشهور تَسَمَّتْ به قبائل عربية عريقة، وأشخاص مشهورون، وسور قرآنية معروفة.
ومن المركبات الإضافية ما هو كنية ولقب، فالكنية: كل مركب إضافي ورد في صدره كلمات، نحو: أب أو أم أو ابن أو بنت، مثل:(أبو بكر، أم كلثوم، ابن خلدون، بنت الشاطئ)، ومن الألقاب: وي كل ما أشعر برفعة المسمَّى أو ضعته، نحو:(خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وشفيع المؤمنين، و زين العابدين، وأنف الناقة، وشرف الدين، وعز الدين، وصلاح الدين، والرشيد، والأمين، والمأمون، والصديق، والفاروق، ومسيلمة الكذاب، ونحوها مما يفيد رِفعة أو ضِعة، ويفيد مدحًا أو قَدحًا، فالمعنيان واردان في اللقب).

د.جمال عبدالعزيز أحمد ✽
✽ كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة - جمهورية مصر العربية
[email protected]