عزيزي القارئ .. لو تساءلنا:لماذا عدّد النبي زوجاته بأكثر من أربع؟ فنقول: إنّ للتعدد في الزواج من جهة النبي حكماً كثيرة لا نكاد نعرفها، وهو من فضل الله تعالى عليه، وإن قوة محمد في شهوته كقوة ثلاثين شخصاً، وقد عاش معهن في شظف من العيش وبساطة في الملبس والسكن وهو رغم كثرتهم لكنه استطاع العدل بينهن إلا ما استثناه الله منه وهو الحب، فهو أمر قلبي لا يملكه محمد، ولم تشتكِ زوجاً من زوجاته إلا عن حبّ له وتريد أن تتقرب إليه، أو غيرة عليه من قريناتها.
وإليك ـ عزيزي القارئ ـ هذه السطور:
1 ـ لقد تزوج الرسول (صلى الله عليه وسلم)بخديجة بنت خويلد إكراماً لها ولفضلها عليه حين عمل بتجارتها، وكان عمره خمسة وعشرين عاماً وعمرها أربعون عاماًوظل يذكر فضلها عليه بعد موتها ولم تغِرْ عائشة على أحدٍ كغيرتها على خديجة، قد آمنت به حين كذبه الناس وواسته بمالها حين حرمه منه الناس ورزقه منها الذرية ولم يرزقه الله من غيرها.
2 ـ تزوج بسودة بنت زمعة عقب وفاة خديجة إكراماً لها على تضحيتها لدينها وهجرتها إلى الحبشة وخوفاً عليها من والدها المشرك إذا رجعت إليه.
3 ـ تزوج بعائشة الشابة البكر الجميلة البليغة الذكية الزكية إكراماً لأبيها أبي بكر.
4 ـ تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب إكراماً لأبيها.
5 ـ تزوج بأم سلمة هند بنت أمية كفالةًلأولادها.
6 ـ تزوج (صلى الله عليه وسلم) بزينب بنت خزيمة إعانة لها على رعايتهم المساكين، حيث كانت تأويهم وتطعمهم حتى لقبت بـ(أم المساكين).
7 ـتزوج زينب بنت جحش الأسدية إبطالاًلدعوة الجاهلية في التبني وتوابعه فهي زوجة من تبناه سابقاً وهو زيد بن حارثة ـ رضي الله عنه ـ وكانت تتفاخروتقول:(زوجني الله نبيه من فوق سبع سموات).
8 ـ تزوج جويرية بنت الحارث سعياًلإسلام قومها فكان ذلك.
9 ـ تزوج صفية بنت حيي بن أخطب اليهودي سعياً لدخول قومها الإسلام وتقريباً بين العرب واليهود، فأسلم الكثيرون وكان تزويجه منها بعد مقتل زوجها.
10 ـوتزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان من النجاشي وهي في الحبشة إكراماً لها بعد ارتداد زوجها عن الإسلام وإواءٍ لها من الضياع.
11 ـوتزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) بميمونة بنت الحارث تقريباً بين القبائل وهي خالة خالد بن الوليدوعبدالله ابن عباس.
12 ـ وتزوج بمارية القبطية لتكون عتقاً وطرداً لأفكار الجاهلية الوثنية الرافضة للتزوج من جارية.
ولو لم يكن محمد نبياً لثار الصحابة عليه من زواجه باثنتي عشرة زوجاً وقيل بثلاث عشرة زوجاً، فهذا دليل على نبوة محمد المحترم صاحب القيم الشماء والروح البيضاء.
ـرفع الصوت فوق صوت النبي:
لقد حكم الله أن من يرفع صوته فوق الصوت النبي بإحباط عمله وإدخاله نار جهنم وذلك قد للنبي من صوب أبي بكر وعمر حيث تنازعا أمامه وعلا صوتهما على صوته، فما بالك هذا الأمر فيهما وهما وزيري النبي (عليه الصلاة والسلام) فما بلك بغيرهما، وما بالك بالجزاء الرباني لهذا الذنب، هل لو لم يكن محمد نبياً حاز هذا المقام؟ والقول: لا لكن لعظمة سيدنا محمد عند ربه ولملمة شمل المؤمنين حوله.
ـ لماذا لم يُطِع محمد أصحابه كثيراً؟:
النبي محمد رجل معصوم من الله رب العالمين في تشريعه خصوصاً وفي جوارحه عموماً، وكذا في اجتهاداته لم تكن خاطئة تماماً وإنما تركت الفاضل وأخذت بالمفضول وعاتبه ربه فما أحلى عتابه، هذا العتاب لا يخشى عليه لأنه القدوة العظمى فأراده الله أن يكون موفيّاً بذلك، أما عموم الناس فلا يُكتَب ذنباً لأنه لا ذنب على الصغائر إذا لم تستمر.
إذن الحكمة من عدم طاعة النبي للصحابة في كثير من الأمور لأنه مُشرِّع فهو الذي يأمر وينهى ولو أطاعهم لانتهى الأمر والنهي ولتعنّوا في حياتهم وتشاقّوها، إذا أن الهوى يولد التنازع وعدم الأخذ بتعاليم الدين.
علي بن سالم الرواحي