في دائرة الحياة الكثير من المتغيرات والمتناقضات وكثير من الأمور التي قد تنغص على الشخص في مسار حياته اليومية ...مما يسبب له الانزعاج النفسي وعدم الشعور بالراحة وتعكر المزاج، ويؤثر ذلك على نمط حياته لدرجة أنه قد يتخذ قرارات غير صحيحة ومتسرعة.ومن هذا المنطلق لابد أن نتقن فن التغافل والتغاضي عما ينغص حياتنا فراحة الذات أمر هام ... ولنفسك عليك حق، فكما تهتم لراحة الآخرين ورضاهم لا تتجاهل ذاتك واهتم براحتك ورضاك عن نفسك.لا تؤرق نفسك ولا تجعل لوم الآخرين لك ينغص عليك راحتك، وتعلم مهارة التغافل دون إيذاء الاخرين.فكر كيف تريد أن تكون وأرقى بأخلاقك بمهارة التغافل.. فهي نتاجها كسب الآخرين وليس خسارتهم. فأنت ليس ملزما أن تغير من تفكير وأسلوب الآخرين، إذن تعلم فن التغافل.. فهنا تكمن مهارة فن التعامل مع الآخرين.كنت دائما اخاطب ذاتي بعد أي حوار أو نقاش أو موقف أمر به وأدخل في صراع كيف؟ ولماذا؟ وكثير من التساؤلات التي قد تؤرق نفسي وذهني ولا أخرج بنتيجة قد تريحني سوى التغافل والتغاضي.علمتني الحياة أن اتعلم هذا الفن وهذه المهارة لكي احافظ على أواصر الود بيني وبين الآخرين، علمتني الحياة أنني لا أستطيع المسك بزمام الأمور بأجمعها، علمتني الحياة أنني لا استطيع أن أغير تفكير الناس سواء كان سلبيا أم ايجابيا ولا أغير مشاعرهم سواه كانت حبا أم كرها.نعم... مما تعلمت إن هذه المهارة من شيم الكرام ورقي بالأخلاق وإنها ذوق وفن لا يتقنه الكثير، وما هو إلا من أهم أساليب الذكاء الاجتماعي.علمتني الحياة أن المتغافل هو من يشعر براحة البال، ويكسب احترام الآخرين والأهم يكسب احترام ذاته لنفسه.مما تعلمت أن بمهارة التغافل تحافظ على أواصر الود والرحمة والاحترام.تعلمت كيف أن أكون سعيدة في علاقاتي بمهارة التغافل، لأنني ايقنت أممي لست كفيلة أن أغير تفكير الآخرين فكل يرى الحياة من زاويته وطبيعته.عرفت إن ما يوصلني لمبدأ السعادة هو هذا الفن لأنه يزيد من جمال الروح ويزيد الذات رونقا وتجددا في الفكر.إن أصحاب الشخصية المتغافلة يتسمون بهدوء الملامح وانشراح الصدر.. والابتسامة العفوية الدائمة على الوجه وشخصياتهم شامخة ومعتزة بنفسها، واثقة بذاتها وروحها الجميلة والراقية، ومن سماتهم دائما طلتهم تكون مريحة للآخرين ولهم قدرة الجذب نحو النظر إليهم والحديث معهم فلنكن ممن يتمتعون بهذه الجاذبية.فالتغافل فن لا يتقنه إلا أصحاب العقول الراقية والذكية اجتماعيا، وأصحاب القلوب الصافية والنقية المتسامحة مع ذاتها ومع الآخرين... فهذه المهارة لا يتقنها إلا أصحاب الذات الواعية والمتفهمة وأصحاب القرارات الصائبة.ومن أهم سمات المتغافل اتسامه بالقدرة على كسب محبة الآخرين واحترامهم وتقديرهم، وثقتهم، حيث إن هذه الشخصية تكره الخسران في العلاقات الاجتماعية لذلك فهي تتنازل عن الكثير من فكرها ورأيها لكي لا تصل لأي نوع من الخسران في علاقاتها الانسانية.إن الشخصية المتغافلة دائما بعيدة المدى في التفكير حيث إن تفكيرها ليس باللحظة أو بالعاطفة بل تفكيرها لأبعد الحدود ومتعدد الزوايا وذات تفكير عقلاني صائب ومتوازن.عادة أصحاب الشخصية المتغافلة ذو تفكير إيجابي فهم يتمتعون بالنظرة الإيجابية.إن هذا النمط من الفن والشخصيات قد يفهم بطريقة سلبية من قبل الآخرين ولكنها شخصية معتزة بذاتها وفكرها البارع فهي قادرة على إدارة ذاتها بالشكل الصحيح.من هنا ايقنت أن التغافل ذكاء وليس غباء، تعلمت أن لا ألتفت إلى تصرفات وكلام الآخرين وأن لكل أسلوبه وطريقته وإن الأهم أن ادير ذاتي بطريقة لا أخسر فيها الآخرين...ولا أخسر بها احترامي لذاتي.فالتغافل مهارة وفن.. ذكاء وفكر.. رقي وأخلاق.. إنه مكسب وليس خسارة.فما أجمل وما أروع من تعلم مهارة التغافل لبقاء الود ولبقاء التآلف والرحمة.ومن هنا تعلمت أن التغافل فن ومهارة ذكاء وبديهة، اتقان ورقي أخلاقي هو علم وحكمة لخفايا الأمور وأين تصل على بعد المدى للحياة. رفيف بنت عبدالله الطائية