[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/06/k.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]خلفان المبسلي[/author]قيل قديماً في الأمثال السائدة بأن (الوقاية خير من العلاج) وهو مثلٌ ينسحب على جميع سلوكيات الحياة وتصرفاتنا اليومية، فعلى سبيل المثال من يقي لسانه سوء اللفظ حفظ بذلك سلامته، ومن وقى أمواله عن البعثرة حفظ ماله وصرفه في الوجه الصحيح، فالوقاية لا تعني شرطاً فيما يتعلق بصحة الانسان فحسب بل كل ما يتعلق بحياته من تصرفات وسلوكيات وممارسات يقوم بها الفرد في اليوم الليلة، فالوقاية من الوقوع في أي فخ أو مرض أو هدم أو جهل أو فاحشة أو حادثة أو غير ذلك خير من علاجها في وقت يسبق فيه السيف العذل وهو أمر يعني بتدبير وتسيير الأمور في نصابها الصحيح وبما هو منطقي وخير للفرد.إن ما نشر في الآونة الأخيرة من مرض يطلق عليه اسم (كورونا) أو باسمه العلمي (كوفيد 19) والذي تفشى بين كثير من الدول ولا يُعرف الى الآن مصدر تفشي هذا الداء، فمن يدعي أنه بسبب بعض الحيوانات أو الطيور .. وغيرها من الافتراضات التي لم تثبت مخبرياً ولم يتأكد من صحتها فانتقل المرض الى كثير من البشر لأسباب كثيرة، كما أن كثيراً من البلدان حول العالم اتخذت تدابير وقائية غير أن الأسفار والانتقال من بلد إلى أخر أدى إلى تعرضها الى نقل المرض اليها بواسطة مواطنيها المسافرين مما أدى الى إصابة أكثر من ثمانين ألف مريض ووفاة كثير منهم تُقدّر بحوالي أكثر من (2500) حالة وفاة حول العالم الأمر الذي أدى إلى اعتبار أن المرض ليس له مصلٌ يعالجه مما أدى إلى تفشي الفيروس.إنّ الوعي بقيمة الصحة والسلامة أمرٌ لا غنى عنه البتة بين أفراد الأسرة والمجتمع، فتصنيف المرض حالياً يُعدُّ أقرب إلى الوباء وثمة ممارسات ما زالت تمارس نهاراً جهاراً دون خوف من تفشي لهذا المرض الذي لا يُعرَف حامله من عدمه، فالتوقف عن ممارسات المصافحة أمرٌ واجبٌ أو ما يُسمّى بالمخاشمة بين أفراد المجتمع الرجال وبعض الأسر من النساء أو التجمعات الكبيرة التي يختلط فيها أفراد الأسرة وجب كذلك تعليقها حتى تتحسن مواقف المرض ويظهر دواء يعالجه كما أن المناسبات والأفراح يجب أن نعلق فيها السلام بعناق وحرارة فيما بيننا حتى لا نصبح عرضة للأمراض فيجب أن نقي أنفسنا ونتجنب ذلك ما استطعنا ونبث روح الوعي بين أسرنا مع عدم التحسس لتغيير وضعية السلام والمصافحة كما لا يفوتنا أنه في المساجد وبعد انتهاء المصلين من الصلوات أردت ان أذكر مثالاً لأحد أئمة المساجد الذين يبثون ويعكسون سماحة الإسلام حين تحدث قبل بداية الصلاة أنه لا تصافح بالأيدي عقب الصلاة تجنباً لانتقال عدوى المرض وذلك لأجل سلامتكم وسلامة أسركم حيث تقبّل المأمومين الملاحظة وأخذوها بعين الاعتبار دون تحسس أو اعتراض وبذلك يُعدُّ مؤشراً لتحقيق أهداف الحملة الإعلامية التي تبثها وزارة الصحة للوقاية من مرض فروس (كورونا).إنّ الجهات المعنية بأمر الصحة في البلاد أتاحت دخول كثير من منتجات الوقاية والسلامة وتتبعت كذلك جودتها وأسعارها وباتت متوافرة في أيادي المستهلك مع وجود نقص في بعض من المنتجات التي من الضرورة بمكان أن يعملوا على توفيرها، كما أنّ وعي المستهلك بكيفية استخدامها جدٌّ مهمٌ، فالمعرفة تعد كذلك وقاية من الأمراض كمثل منتجات التعقيم والأكمام الواقية من انتقال العدوى مع الممارسات الصحية الأخرى كغسل الأيادي جيدا بالماء والصابون وطرائق التغذية والنظافة العامة للمنزل والملابس .. وغيرها من الكماليات وعدم استخدام أدوات الآخرين كالفوط والأحذية والأسرة والبطانيات .. وغيرها من المواد والأدوات الشخصية وشفرات الحلاقة وبعض الأدوية الخاصة بالمرضى.على كل من شعر بأعراض المرض فليباشر فوراً مراجعة المستشفى وليزمن مقعده في داره حتى لا يتسبب في انتقال العدوى، كما يجب أن نلتزم بالوقاية في جميع الحالات وليس في مرض واحد فهي خير قنطار العلاج، كما يجب أن نجتهد بالنصح والإرشاد لمن نتعامل معهم، فـ(درهم وقاية خير من قنطار علاج).*[email protected]