علي بن سالم الرواحي:
علم الحديث علم متّسع في تعريفاته وجوانبه .. ونستعرض هنا عدداً من هذه التعريفات نوضح خلالها كل علم على حدة.
* تعريف السنة: تعرّف السنة في اللغة العربية على أنها السيرة, قال الله تعالى:( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ( (آل عمران
ـ 137), وسنة النبي طريقته التي كان يتحراها.
وتعريفها في اصطلاح المحدثين هي: ما أثر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من قول أو فعل أو تقرير أو صفات خلُقية أو خلْقية أو سيرة.
* الحديث النبوي: وجاء في اللغة تعريف الحديث على أنه ضد القديم, أي الجديد, ويطلق كذلك على كلام المتحدِّث, وجاء في الاصطلاح على أنه مرادف السنة, وقيل بل يشمل كذلك ما أضيف إلى الصحابي والتابعي من قول أو فعل وهو بذلك أوسع من السنة.
* الخبر: الخبر اصطلاحاً مرادف للحديث, وقيل بل أعم منه وذلك إذا فسرنا الحديث بما أثر عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقط, وفسرنا الخبر بما أثر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعن السلف الصالح، هذا وقد شاع إطلاق الخبر على ما أسند إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم).
* الأثر: والأثر لغة حصول ما يدل على وجود الشيء, وشاع في اصطلاح المتأخرين بأنه ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي أو عالم من العلماء السابقين.
* أقسام علوم الحديث:
هناك قسمان من أصول الحديث هما الرواية والدراية, ولقد تضاربت الأقوال في تعريفهما, وأوضح التعاريف كما يلي:
1 ـ علم الحديث رواية وهو دراسة الحديث من جهة السند هل رواته ثقات وعدول وضابطون, وهل السند مثلاً متصل أم منقطع أم مرسل, وتأتي الرواية لغة بمعنى حمل الماء ونقله, ولا شك أن الرواة حملوا الأحاديث ونقلوها.
2 ـ علم الحديث دراية هو دراسة الحديث من جهة المتن هل متنه يخالف القرآن والعقل والإجماع والحديث الذي هو أقوى منه, وهل في المتن إدراج أو تصحيف أو زيادة في بعض عباراته أو نقصانها عن نظرائه.
فلو أخذنا مثلاً حديث:(إنما الأعمال بالنيات) فإن معرفة السند من راو إلى آخر هي من باب علم الرواية, بينما معرفة الحديث من حيث أنه لا يناقض القرآن ولا العقل ولا الإجماع ويتفق مع كل الأحاديث بل هو أصل من أصولها, هذا المعرفة هي من باب علم الدراية.
* المسنِد: وهو من يروي الحديث بإسناده دون اشتراط أن يكون عالماً به.
* المحدِّث: ويطلق اصطلاحاً على العارف والمشتغل برواية الحديث ودرايته, والمطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها.
* الحافظ: هو مرداف للمحدِّث, وقيل: بل أرفع منه في المنزلة, على أساس أن ما يعرفه في كل طبقة من الرواة أكثر مما يجهله, وقيل: بل الذي يحفظ جميع الروايات سنداً ومتناً عن ظهر قلب.
* الحاكم: وهو من علم جميع الأحاديث, ولم يفته شيء منها إلا اليسير.
* الحجة: وهو الذي علم ثلاثمائة ألف حديث دراية ورواية.
* أمير المؤمنين في الحديث: وهو الذي اشتهر في عصره بالحفظ والدراية حتى صار إمام الحديث.