مصطفى المعمري:
سخر الله تعالى لهذا الوطن من الرجال الأوفياء المخلصين من تحملوا الأمانة وبلغوا الرسالة وكانوا على قدر المسؤولية الوطنية التي وضعها فيهم المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ فكانوا عند حسن الظن بهم وبمن وضع فيهم الثقة والأمانة وأخلصوا لها وافين ومعاهدين دائما بالقول والفعل "الولاء للوطن والسلطان".
رجال كانوا الحصن الحصين والدرع المتين للوالد القائد ـ طيب الله ثراه ـ منذ اليوم الأول من مسيرة نهضة عمان الحديثة فجابوا معه الصحاري والجبال والبراري على مدى 50 عاما من مسيرة الحكم الرشيد يقتدون بأثره ويأتمرون بتوجيهاته وينفذون تعليماته وينهلون من مدرسة حكمته ورؤيته يتعلمون معنى التضحية في سبيل الوطن وأبنائه وطرق وأساليب صناعة المجد والوقوف على المبادئ وأسس الحوار ومعنى الشورى وحب الأوطان.
كانوا على قلب رجل واحد متعاضدين ملتفين نحو قيادتهم واضعين عمان ومصلحتها فوق كل اعتبار فأسهموا ورسموا بالجد ملامح العز طريقا لغد مشرق جميل مفروشا بعرق وجهد السنين الذي تعاقبت عليها أسماء وحكومات تشرفت في صنع المجد على مدى 50 عاما مشرقة وضاءة مطرزة بالتضحيات والعطاء تحت راية حكمه فمنهم من بقي بفضل الله ومنهم من اختاره الله.
رجال مخلصون كانوا الساعد الأيمن لجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بايعوه على الولاء والطاعة وكرسوا سنوات عمرهم في دعم مسيرته المباركة التي قامت على مرتكزات وأسس الدولة العصرية الحديثة، دولة المؤسسات والقانون فلم يكن الطريق مفروشا بالورود بل كان هناك عمل متواصل يقوم على بناء الدولة واستثمار مواردها وتسخير الطاقات المادية والبشرية من أجل النهوض بها وبمقدراتها لينعم الجميع بخيراتها وبركاتها التي عمت كل شبر من تراب هذا الوطن العزيز.
ولطالما ثمن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ جهودهم وبارك عطاءهم ووجههم وحثهم على رعاية الأمانة والذود عن الوطن واحترام وخدمة مواطنيه والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته وتغليب مصالح الوطن فوق أي اعتبارات فحسن الأداء وبارك الله الانجاز.
وكذلك كان أبناء عمان جميعا عند حسن ظن الوالد القائد ـ رحمة الله عليه ـ منذ أول خطاب له عندما قال "وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب"، كلمات جاب صداها عمان ولبى الجميع واجب النداء وشمر عن ساعد الجد مخلصا متفانيا يستشرف المستقبل بخطى ثابتة واثقة".
ولقد وجب علينا شكر النعم وتلك الهامات التي أخلصت بدءا من الوزير والمستشار والمسؤول والمدير والمواطن كل بعمله وعطائه الذي أشاد بها الوالد القائد ـ رحمة الله عليه ـ في كل المناسبات وأكد عليها وهو ما يدعونا اليوم لمواصلة المسير بالمحافظة على العهد والولاء لقائد عمان جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مخلصين متفانين من أجل عمان وقائد عمان ولمرحلة أكثر عطاء وحضورا وتميزا في المشاركة الوطنية على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.