تشرفت بوجود بيت البركة العامر وقصر السيب

ـ من قصر السيب كانت مواكب الخير تنطلق لبدء الجولات السلطانية الى ربوع عمان وسيوحها
ـ المواطنون في المنومة والغشيبة وسائر ولاية السيب كانوا يستأنسون بجواره الكريم ويترقبون دائما اطلالته واللقاء به
ـ تُسمى (دما) قديما وبها الكثير من الأبراج والأحداث التاريخية وتم فيها توقيع اتفاقية (السيب) التاريخية
ـ الولاية نالت نصيبا وافرت من الخدمات وبها العديد من المؤسسات العصرية الكبيرة والهامة

كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي:
ولاية السيب هي بوابة محافظة مسقط لمعظم محافظات السلطنة، وقد اكتسبت أهمية كبيرة في عهد ـ المغفور له بإذن الله تعالى ـ جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ حيث كانت الولاية التي اختارها ـ المغفور له بإذن الله تعالى ـ ليسكن فيها في معظم الأوقات، وعُرفت بمقر إقامته متمثلا ذلك (ببيت البركة العامر) الذي يقع بمنطقة المنومة بولاية السيب والذي كان مقر إقامته بشكل دائم، حيث كان الأهالي في منطقة (المنومة) التي تجاور بيت البركة من جهة الغرب وحلة (الغشيبة) بالمعبيلة الشمالية المجاورة للقصر من جهة الشرق يستأنسون بمجاورتهم لسلطانهم وأبيهم وقائدهم ـ طيب الله ثراه ـ طوال السنوات الماضية.

حيث كان ـ المغفور له بإذن الله تعالى ـ يزورهم، وكثيرا من الأحيان يمر بطرقات تلك المناطق كعادة جلالته دائما في كثير من الولايات والمحافظات، حيث كانت مكارمه ـ طيب الله ثراه ـ تأتي بين فترة وأخرى لأبناء الغشيبة والمنومة، لذلك فإنهم دائما ما يكونون بالقرب من بيت البركة، ويتابعون خروج موكبه أو يحاولون مقابلته عندما كان ـ المغفور له بإذن الله تعالى ـ يقوم بجولات انفرادية للاطمئنان على أحوال المنطقة والأهالي، ويتعرف على الأخبار والأوضاع من خلال لقائه مع أبنائه المواطنين.

كذلك تشرفت ولاية السيب كونها الولاية التي ينطلق منها موكب جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ مع بدء جولاته السلطانية في ربوع البلاد، حيث كانت الانطلاقة دائما للركب الميمون من قصر السيب العامر، فكان هو القصر الذي منه ينطلق الموكب السامي المُقلُّ للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ لجولات الخير في ربوع البلاد، والتي دائما ما كان المواطنون ينتظرونها بلهفة وشوق. لذلك كانت السيب دائما محط أنظار أبناء السلطنة ويكنّون لها المحبة كأي ولاية أخرى.
فالسيب هي الولاية التي تجاور البحر والجبل، حيث تعانق أمواج بحر عُمان رمال شواطئها الناعمة الممتدة من منطقة الموالح شرقا إلى منطقة المنومة غربا، فيما تجاور الخوض والجفنين والرسيل جبال الحجر، وتتخذ من تلك الجبال رونقا آخر لوجه ولاية السيب الجميل، الذي جمع بجماله ورونقه وجود الأب القائد دائما بين أحضان هذه الولاية العريقة.

السيب التي كانت قديما تُسمى (دما) هي ولاية تاريخية عريقة كانت محطة من محطات التاريخ العماني، وفيها وقعت العديد من الاتفاقيات التاريخية منها ما يُعرف بـ(اتفاقية السيب)، كما شهدت الولاية عبر التاريخ أحداثا متعاقبة، لكنها ظلت قوية محافظة على جمالها ورونقها.
وتُعتبر ولاية السيب واحدة من الولايات ذات التاريخ الضارب في القدم، حيث يوجد بها العديد من الآثار والأبراج التاريخية مثل الأبراج التاريخية في الجفنين والرسيل والخرس والسليل وبرج الخوض ومسجد (فيقا) بمنطقة المعبيلة الشمالية.
وقد شُيّدت في عهد ـ المغفور له بإذن الله تعالى ـ العديد من الجوامع والمساجد بولاية السيب ومنها جامع السلطان قابوس وجامع سمو السيد طارق بن تيمور، وجامع السيدة فاطمة بنت علي آل سعيد ومسجد السيدة ميزون بنت أحمد وجامع السلطان تيمور بن فيصل ومسجد الزلفى ..وغيرها من المساجد والجوامع ومدارس القرآن الكريم.

وتُعد ولاية السيب من أكبر ولايات محافظة مسقط الست، وحظيت كغيرها من الولايات بنصيبها من مشاريع النهضة المباركة التي أسسها ـ المغفور له بإذن الله تعالى ـ جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ حيث نالت نصيبها من كافة الخدمات، واحتضنت مؤسسات حكومية مهمة، مثل جامعة السلطان قابوس المنارة العلمية الأكبر والأهم التي بُنيت في عهده، ومنها تخرجت أجيال من السواعد العمانية التي انخرطت للعمل في مؤسسات الدولة لتبني عمان، كذلك ومن بين أهم المؤسسات الموجودة بولاية السيب مطار مسقط الدولي الذي يُعدُّ واحدا من أكبر وأرقى المطارات في المنطقة، ومنطقة الرسيل الصناعية والتي تعتبر من أهم المناطق الصناعية في السلطنة، كذلك يوجد بولاية السيب السوق المركزي للخضراوات والفواكه بالموالح، كما يوجد بها مستشفى جامعة السلطان قابوس والمستشفى العسكري، كما ينتشر بالولاية العديد من المدارس الحكومية والخاصة، ويوجد بها العديد من المجمعات التجارية الكبيرة، إضافة إلى الأسواق والمراكز التجارية، كذلك يوجد بولاية السيب العديد من المؤسسات العسكرية والمدنية المختلفة، وهي من بين أهم المؤسسات التي تقدم كافة الخدمات للمواطنين.

كما يوجد بولاية السيب العديد من المنتجعات والمجمعات السياحية والمدن السياحية المعروفة، حيث شهدت الولاية ولا تزال زخما حضاريا ثقافيا واجتماعيا وتجاريا واقتصاديا، كما أن بولاية السيب العديد من المدن والمناطق الرئيسية المعروفة على مستوى السلطنة، وفي قلب الولاية (السيب) يقع سوق السيب الذي يُعتبر واحدا من أقدم الأسواق بالسلطنة وأكبرها، حيث يزخر هذا السوق بالعديد من المنتجات المحلية والمستوردة، ومن خلاله عُرفت ولاية السيب بتسميتها المشهورة (السيب سكر وحليب)، وذلك لتنوع البضائع فيها ووجود كافة الأصناف التي يطلبها الناس، حيث يأتي المتسوقون والتجار لهذا السوق من كل أنحاء السلطنة، إضافة إلى سوق السمك الذي يعتبر واحدا من أبرز الأسواق على مستوى السلطنة، ومن بين المناطق كذلك منطقة الحيل الشمالية والجنوبية ووادي اللوامي والخوض والموالح الجنوبية والشمالية والجفنين والرسيل والسليل .. وغيرها الكثير من المناطق المعروفة بولاية السيب.

وفي يوم رحيل جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ شُيِّع جثمانه الطاهر من بيت البركة بولاية السيب إلى جامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر، حيث خرج الموكب من بيت البركة مارًّا بمنطقة المعبيلة والسيب والخوض والحيل والموالح، حيث خرج الأهالي ليودعوا قائدهم وفقيدهم الغالي وإلقاء النظرة الأخيرة على نعشه، وهو يمر من أمامهم وهم يذرفون الدموع مودعين سلطانا أحبوه وأحبهم، داعين الله العلي القدير بأن يسكنه الفردوس الأعلى من جنانه.