الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بعد أدائه قسم اليمين يوم السبت الماضي الخامس عشر من من جمادى الأولى لعام 1441هـ الموافق الحادي عشر من يناير لعام ۲۰۲۰م، يعد خطابًا تاريخيًّا يؤسس لمرحلة جديدة من مراحل البناء والتنمية الشاملة التي جاءت من أجلها النهضة المباركة بقيادة المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ وذلك لما ارتكز عليه من تأكيد واضح ورصين، وسير على الحق المبين والوعد المتين الذي قطعه جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ بأن تكون عمان كما كانت دولة ذات شهرة وقوة، وتاريخ وحضارة، ونماء ورخاء واستقرار وسلام، وموئلًا للباحثين عن السلام والأمان والاستقرار، وعن الدعم والمساعدة في حل القضايا والمشكلات.لقد جاء الخطاب مؤكدًا ما آمن به جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ ووقع في قلبه ووجدانه واستقر، وما آمنت به عمان من أقصاها إلى أقصاها، واعتقدته واستقر في قلبها ووجدانها، بل والعالم أجمع، بأن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ هو أعز الرجال وأنقاهم والذي شاءت إرادة الله أن نفقد جميعًا هذا العزيز النقي مسلِّمين الأمر لله المبدئ والمعيد، ولا راد لإرادته وقضائه.إن الاعتراف بالفضل ونسبته إلى أهله لهو محمدة وخصال وسمات المتواضعين المحبين للخير لغيرهم قبل أنفسهم، وفي ذلك انعكاس واضح لما تتحلى به شخصية المعترِف من نبل وتواضع واحترام وتقدير وكرم وحلم، وهذا يرسي القناعة ويؤكدها لدى كل مواطن وكل من تابع تفاصيل قسم اليمين والخطاب السامي بأن جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ خير خلف لخير سلف، وأن عناية الله بهذا الوطن العزيز بتسخيره قادة عظامًا كرامًا، مؤتمنين على رعاية البلاد والعباد.نعم، وكما قال جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ أيده الله ـ بأن المرء يقف عاجزًا أن يعدد ويحصي ما أنجزه وما بناه المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ جلالة السلطان قابوس ـ رحمه الله ـ وأن يوفيه حقه، فلكل زمان رجاله، ولكل عصر دولته، والدولة العمانية العصرية دولة المؤسسات والقانون، دولة الشموخ والمجد، قبلة السلام والوئام والتسامح، شقت طريقها ودورها التاريخي والحضاري من جديد وسط أحداث وتطورات ومحطات تاريخية، لتؤكد أن القامة العظيمة في الفكر والحكمة والسياسة والرزانة، وبُعد النظر والرؤية القادرة على استشراف آفاق الحاضر والمستقبل لجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ كانت القدرة التي وهبها الله للسلطان الراحل ولعمان لتنهض بسرعة فائقة، وتتفاعل مع وسطها العربي والإقليمي والدولي وتعود رايتها عالية خفاقة. وهذا ما أكده جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ أعزه الله ـ حين قال: "فلقد بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني، وشيد نهضة راسخة تجلت معالمها في منظومة القوانين والتشريعات التي ستحفظ البلاد وتنظم مسيرتها نحو مستقبل زاهر أراده لها، وأقام بنية أساسية غدت محطة أنظار العالم، وأسس منظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل، مما أدى إلى رفع مستوى معيشة المواطن العماني، وأقام هياكل ثابتة ودائمة للتعليم بجميع مستوياته وتخصصاته فنهلت منه الأجيال وتشربت علمًا ومعرفة وخبرة".ويبلغ الاعتراف بالفضل ونسبته إلى أهله أفضل درجاته، ويبلغ التواضع أعلى مستوياته بقول جلالته: "فجزاه الله خير ما جزى سلطانًا عن شعبه وبلده وأمته، وأنزله منازل الصالحين، وجعل مثواه في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وهيأ لعمان أسباب العز والازدهار والتمكين". وفي ذلك تأكيد واضح أن مسيرة البناء والتنمية الشاملة ماضية ـ بعون الله وتوفيقه ـ وركائز الحق والعدل والمساواة محفوظة ومرعية كما أرادها المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه.