ان الخمسين عاما التي قضاها جلالة السلطان قابوس في حُكمه لم تكن سهلة عليه، فقد أفنى حياته في أجل بناء لبنات هذا الوطن الكريم، ليكفل عيشاً رغيداً لابناء شعبه، الذين بادلوه صدق النية، بأن يعملوا جنباً إلى جنب، لتكتمل الخريطة التي رسمها باني النهضة ، وتظهر صورة عُمان التي ارادها، و دأب بالعمل عليها، فعُمان اليوم هي جهد سنوات من الجد و التضحية. ودعا جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور منذ العام 1970 بتمكين كل ابناء شعبه في مختلف المجالات، وإتاحة الفرص لأصحاب الإبداع و الابتكار، واستخدام الطرق الذكية لتنمية القدرات الفكرية، انطلاقا من مناشدته بتوسيع مدارك المعرفة للمواطنين، مترجما ذلك بانشاء العديد من المؤسسات، انطلاقا من المدارس الحكومية التي امر بتجويد التعليم والمعرفة فيها، منا أجل تخريج جيل بنّاء وواعد، بالاضافة الى تخصيصه لأعوام خاصة بالشباب والشبيبة ايمانا منه بما يقدمونه.
كما أكد – المغفور له بإذن الله تعالى - بأن دور المرأة العمانية كبير في تثبيت دعائم وركائز هذا الوطن، وأن لها حقٌ يوازي حق اخيها الرجل من خيرات عمان، وأمر بتمكينها بمختلف الوسائل المتاحة وتسخيرها لها، لتكون العمانية في مصاف نساء العالم ممن تملكن قدرات وعطاءات متعددة في مختلف المجالات والممارسات التي تكفل لها حقا في ذلك، كالرياضة والاعلام وممارسة مهنة الطب وغيرها من المجالات التي تميزت العمانية بها. واضف الى ذلك بأن العمانية تولت العديد من المناصب القيادية واعطاها الثقة الكاملة لكي تسهم في دفع عجلة التنمية، بالطريقة العلمية التي تكفل نتائج ملموسه. فقد اكرم جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور كل من وطأت قدماه ارض الكرام – عُمان – وما قام به لا يعد و لا يحصى من اجلنا و من أجل الانسانية في مختلف دول العالم، فلن ينسى العمانيون و غيرهم ما اكرمتهم به، فليكرمك الله في مرقدك يا مولاي، ويرزقك جنة الفردوس.

زينب الزدجالية
[email protected]