أذكر جيداً تلك الطائرة العمودية التي مرت فوق منزلنا عندما كنا أطفالاً، لوحنا لها بأيدينا أنا وأصحابي حينها وقلنا:(سلمي على بابا قابوس) ظنّاً منا بكل براءة الطفولة أنها ذاهبة لإيصال سلامنا، كنا مطمئنين حينها وسعداء بمرور تلك الطائرة فوقنا، وأخبرنا زملاءنا في المدرسة بكل حب أننا أخبرنا الطائرة بأن تبلّغ السلام وسخِرنا منهم لأنهم لم يحظو بتبليغ السلام معنا.هكذا نشأنا على حب سلطاننا منذ صغرنا، كبرنا وكبر معنا هذا الحب، وكلمنا علمنا أكثر عن حكمة وإنجازات المغفور له بإذن الله المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله شعرنا بالفخر أكثر بأن لدينا أبا عظيما همه الوحيد أن يعيش المواطنون سعداء في دولة عصرية تقوم على العدل والمساواة والتعايش السلمي واحترام الجار وعدم التدخل في شؤون الآخرين.كأي فرد على هذا الوطن العزيز تلقينا هذا النبأ الجلل فجرا غير مستوعبين تماماً ما يحدث بحثنا في أكثر من مصدر رسمي وكلها أكدت الخبر عن البيان الصادر من ديوان البلاط السلطاني، عندها تبادرت في أذهاننا صورة جلالته في كتب المدرسة وصوتنا عند ترديد السلام السلطاني (أبشري قابوس جاء) وابتسامته وتوجيهاته الحكيمة ووقفته الشامخة بالزي العسكري، تلك الهيبة والوقار، التواضع والطبية، والحزم والعدل صفات الحاكم الذي بنى عمان وأسس نهضتها الحديثة، كل ذلك مرّ على أذهاننا ونحن نقرأ الخبر غير مستوعبين ماذا يحدث، تأكدنا من الخبر فقلنا إنا لله وإنا إليه راجعون.يرتبط اسم المغفور له بإذن الله السلطان قابوس ـ رحمه الله ـ بالدولة الحديثة والمؤسسات والقانون والتاريخ يشهد على ذلك، فمنذ أن تولى الحكم تغيرت السلطنة بشكل تدريجي للأفضل وتقدمت في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية والتعليمية والثقافية والاجتماعية .. وغيرها، فقد أقامها على أساس متين ووضع سياساتها الداخلية والخارجية القائمة على العدل والمساواة واحترام شؤون الآخرين، ناقلاً البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة على جميع الأصعدة.وبطبيعة الحال لا يتسع مقال واحد للكتابة عن إنجازات هذا القائد العظيم، الذي سطر في كتب التاريخ حروفاً من ذهب لمسيرة حافلة بالانجازات، نفتخر بها كعمانيين ويغبطنا أشقائنا العرب وغيرهم على النعمة التي حظيت بها عمان وعلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله لما حققه من إنجازات معروفة في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، فلطالما سعى إلى أن تكون السلطنة صديقة لجميع دول العالم، وها هي دول العالم اليوم تشهد بحكمة هذا القائد وقدرته على بناء دولة تحمل الرقم صفر في مؤشر الارهاب.نحن ممتنون حقاً كمواطنين على ما قدمه المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد، وأكتب كخريج من جامعته العريقة، ولطالمنا رددنا في أنشودة الجامعة في أيام الدراسة (عشت يا سلطاننا أسست الجامعة) وإنها لشعارات نسعد بترديدها كل مرة، ولذلك نستشعر الفضل الكبير بعد الله تعالى لوالدنا المغفور له بإذن الله السلطان قابوس، والذي اهتم بتعليم أبناء هذا الوطن وتعزيز مكانتهم العالمية والإيمان بقدراتهم في بناء نهضة عمان.وواجنا اليوم يحتم علينا أن نواصل المسير نحن مستقبل أجمل لعمان وأن ندعم مسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد ـ حفظه الله ورعاه ـ بكل ما أوتينا من معرفة وخبره، مكملين بذلك مسيرة الولاء والعرفان لهذا البلد العزيز ونواصل رد الجميل له كمواطنين ومؤسسات، راجين من الله عز وجل أن يحفظ عمان وشعبها وسلطانها وأن يديم عليها الاستقرار والازدهار.عيسى بن سلاّم اليعقوبيمن أسرة تحرير (الوطن) [email protected]