وصلني عصر أمس الأول خبر كان كالصاعقة على قلبي، خبر وفاة ابنة خالي الكبرى مريم بنت هاشم الطائية، لم أشعر بنفسي إلا وأنا مستلقية، لا أعرف أبكي؟ أم أتماسك؟ أم أحبس دمعي الذي جفَّ داخل مقلتي عيني قبل أن ينهمر؟، كيف لي أن أنسى تلك المرأة صاحبة الأخلاق؟ كيف أستطيع أصبر عن اتصالها لي في كل أسبوع، ولم تنتظر الأصغر أن يبادر بالسؤال عنها؟.. كيف لي أن أنسى ذلك الصوت الحزين الذي قبل سبع سنوات فقد قطعة من قلبه، فلذة كبدها سعيد وهو في عزّ شبابه؟، وكيف صبرت كل هذه السنوات على فقده؟.
كيف أنسى عندما تلتقي بي تأخذني بحضنها الدافئ فتقول لي: اشتقت لك يا ابنة عمتي، أنا أحبكم فأنتم بنات عمتي الوحيدة؟ ياااااه كيف لهذه الدنيا تأخذنا عن أحبابنا وتشغلنا عنهم؟.. كيف أستطيع أن أنسى صورتها المحفورة في عيني؟.. كيف أستطيع أمسح رقمها من هاتفي؟، كيف؟ وكيف؟ وكيف؟ وألف كيف؟.. رحمك الله يا غالية وجوهرة وألماسة عائلة الطائي، رحمك الله يا ابنة الشيخ هاشم .. رحمك الله يا حفيدة الشيخ عيسى، رحمك الله يا ابنة عائلة يتحدث عنها التاريخ، رحمك الله وصبّرنا الله على فرقاك وجعل مثواك الجنة، سامحيني يا دمعة عيني .. سامحيني يا حبيبة روحي على تقصيري، اللهم صبرني على من بفقدهم دمعت عيني وانفطر قلبي حزناً، وأنا في طريقي لمنزلك غيّمت السحب، وبكتك السماء، حينها عرفت لِمَ خبر وفاتك كان كالصاعقة على قلبي وقلب كل من أحبك يا أميرة الأخلاق .. رحمك الله.

رفيف بنت عبدالله الطائية