بعد مسيرة حافلة بالعطاء ... وبعد مشوار كروي جميل ارتدى خلاله الأمين علي الحبسي شعار المنتخبات الوطنية ... ها هو قائد منتخبنا الوطني وحارسه الأول يترجل عن صهوة جواده معلنا نهاية مشواره الدولي مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم ... بعد أن ساهم معه في الكثير من الإنجازات والأفراح التي عرفتها الكرة العمانية على مر التاريخ ... ولعل أبرزها تلك اللحظة التاريخية التي عانق فيها الأحمر العماني لقب خليجي 19 على أرضه وبين جماهيره بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في 2009م على حساب نظيره السعودي بركلات الترجيح ... الحبسي وصل إلى قناعة تامة بأن المرحلة القادمة في صفوف المنتخب الوطني في مأمن تام بوجود فايز الرشيدي وخلفه أحمد الرواحي وإبراهيم المخيني الذين يعدون الأبرز في حراسة المرمى بالسلطنة حاليا ... فجاء إعلانه أمس الأول بعد قناعته التامة بأن ما قدمه مع الأحمر العماني كافيا بأن يبقى خالدا في التاريخ لأمد طويل ... فشكرا للحبسي على كل ما قدمه للكرة العمانية في السنوات الماضية .

مشوار كبير
مشوار كبير قدمه علي الحبسي مع الكرة العمانية بمختلف فئاتها ، وكان أحد أبرز الأسماء الذهبية اللامعة التي سطعت في سماء الكرة العمانية رفقة الجيل الذهبي الذي قدم للكرة العمانية أول إنجاز متفرد على مستوى دورات كأس الخليج ، اضف إلى ذلك المستويات الفنية التي قدمها ذلك الجيل بدءا من خليجي 16 وحتى خليجي 19 بمسقط ، حيث قدم هذا الجيل أروع مستويات الكرة العمانية على الإطلاق ، ومن خلاله حصل الفريق الأحمر على لقب خليجي 19 في مسقط وقبله وصيف خليجي 17 ، و 18 على التوالي بعد أن ضاع اللقب في اللحظات الأخيرة الأول بركلات الترجيح في الدوحة والثاني بهدف إسماعيل مطر في الإمارات .
ولعل مشواره مع الاحمر العماني في تصفيات كأس العالم 2014م بالبرازيل هي أهم مرحلة ، حيث كان منتخبنا قاب قوسين أو أدنى من التواجد في مونديال البرازيل لولا التعادل القاتل الذي فرضه المنتخب الاسترالي على منتخبنا في الدقائق الخمس الأخيرة 2/2 بأرض الكونغارو الاسترالي في مشهد حزين للغاية ، حيث سرق الاستراليون فرحتنا في غمضة عين .

إنجازات شخصية
لعل مسيرة علي الحبسي مع الكرة العمانية لم تكن خالية من الانجازات الشخصية بالنسبة له ، فقد حصل مع المنتخب الوطني الأول على لقب أفضل حارس مرمى في بطولات كأس الخليج لأربع مرات متتالية ، حيث بدأها من خليجي 16 في الكويت 2003 ، ثم خليجي 17 في الدوحة 2004 ، وخليجي 18 في الإمارات العربية المتحدة 2007 ، وخليجي 19 في مسقط 2009 والتي توج فيها منتخبنا الوطني بلقب بطل الخليج للمرة الأولى في تاريخه بعد أن فلت منه اللقب في 17 ، 18 كما اسلفنا .
اضف إلى ذلك ، فإن الحبسي حصل على لقب افضل حارس عربي في العام 2004م ، ما يعد إنجازا فرديا آخر يضاف إلى سجله الذهبي .

البداية
بدأ علي الحبسي مسيرته الكروية مع نادي المضيبي أحد أندية الدرجة الثانية وهو النادي الذي يمثل ولايته ، ثم انتقل إلى نادي النصر وحصل معه على لقب كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - ، وحصل على عرض للاحتراف الخارجي انتقل بموجبه إلى نادي لين النرويجي في عام 2003 ، ولعب معهم حتى عام2005 وقد شارك في تلك الفترة في 49 مباراة مع النادي ، وساهم الحبسي في وصول الفريق إلى نهائي الكأس المحلية عام 2004 واحتلال المركز الثالث في الدوري عام 2005 ، وحقق في العامين جائزة أفضل حارس في النرويج .

المرحلة الأهم
بعد أن ذاع صيت الحبسي ، حصل على عرض جديد انتقل بموجبه إلى نادي بولتون واندرزالإنجليزي في يناير2006. ولكنه لم يحرس مرمى بولتون سوى في 18 مباراة فقط وذلك حتى صيف 2010 دفعته قلة المشاركة والبقاء احتياطياً للانتقال لنادي ويجان أثلتيك الإنجليزي في يوليو 2010 على سبيل الإعارة لمدة موسم كامل ليعوض غياب حارس ويجان كريس كيركلاند المصاب ، هذه المرحلة شهدت تألق الحبسي مع فريقه الجديد ، فضمن مركز الحارس الأساسي في تشكيلة المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز وشارك في 39 مباراة في فترة إعارته. كما توج بجائزتي "أفضل لاعب بويجان خلال الموسم" و"أفضل لاعب في الفريق يخوض مباريات خارج الأرض" بعد استفتاء جماهيري ، ونتيجة لذلك التألق، توصل الحبسي لاتفاق لتوقيع عقد الانضمام نهائياً إلى نادي ويجان في صفقة وصلت قيمتها إلى 4 ملايين جنيه استرليني في تاريخ 16 أبريل 2016 أصبح علي الحبسي أول حارس عربي يرتدي شارة القيادة في إنجلترا وكان ذلك مع نادي ريدينج ضد نادي ليدز يونايتد ، وانتهت المباراة بفوز ليدز يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

العودة للخليج
أراد نادي الهلال السعودي للأمين علي الحبسي أن يعود للكرة الخليجية مجددا بعد أن غاب طويلا في الملاعب الأوروبية ، فتوصل معه إلى اتفاق انتقل من خلاله للعب لنادي الهلال السعودي لمدة ثلاثة مواسم ، حيث وقع معه النادي الأزرق عقداً احترافياً حتى العام 2020 ، إلا أن العقد لم يستمر إلى نهايته ، وتم الاتفاق على فسخه بالتراضي بين الطرفين في الموسم الماضي ، ليعود الحبسي إلى إنجلترا مرة أخرى وبالتحديد مع نادي وست بروميتش الذي يلعب في الدرجة الأولى بالدوري الإنجليزي (تشامبيونشيب) الذي سينتهي العقد بينهما في نهاية الموسم الحالي 2019/2020م .
حقق علي الحبسي مع نادي الهلال لقب الدوري 2017/2018م ولقب كأس السوبر كذلك .
مسيرته الدولية
بدأ علي الحبسي المشاركة مع منتخبنا الوطني الأول في عام 2002 ولعب أول مباراة له بقيادة رشيد جابر في خليجي 15 أمام البحرين وانتهت بالتعادل 1/1 في الرياض ، وشارك في بطولة كأس الأمم الآسيوية لعام 2004 والتي أبلى فيها بلاء حسنا ، فبالرغم من سوء حظ منتخبنا الذي أوقعته القرعة في مجموعة صعبة مع كل من المنتخب الياباني والمنتخب الإيراني، ولكن هذا لم يمنع الحبسي من تقديم ثلاث مباريات عظيمة ، وكان المنتخب العماني قاب قوسين أو أدنى من بلوغ ثمن نهائي المنافسة لولا هدف إيراني في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع ، وتواصل بعدها عطاء علي الحبسي مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم آسيويا وخليجيا مقدما معه اداء جيدا للغاية اشار له الجميع بالبنان ، وفي دورات كأس الخليج بدأت مشاركاته حارسا أساسيا بدءا من كأس الخليج 2003 وكأس الخليج 2004 وكأس الخليج 2007 وقد حصل في كل البطولات على لقب أفضل حارس مرمى ، وقد توج مع المنتخب العماني بكأس الخليج 19 في عمان وحصل على أفضل حارس مرمى في الدورة للمرة الرابعة على التوالي ، فيما غاب عن المشاركة مع المنتخب في خليجي 20 باليمن وخليجي 21 بالبحرين ، وعاد في خليجي 22 في السعودية ، ولكنه غاب عن خليجي 23 بالكويت والتي توج فيها منتخبنا بلقبه الثاني خليجيا على حساب الامارات ، وغاب عن خليجي 24 الأخيرة في قطر .
أكاديمية الحبسي لكرة القدم
في 2016 أسس الكابتن علي الحبسي مدرسة الحبسي لكرة القدم بمسقط، ، الأكاديمية حولت التجربة الاحترافية للكابتن علي إلى منهجية تدريب كاملة تهدف صناعة نجوم كرة القدم للمستقبل ، منهجية تجمع بين احتراف كرة القدم وزرع قيم الالتزام والاحترام في نفوس الأجيال ، وقد تنوعت مناشط هذه الاكاديمية ومساهماتها المختلفة ، حيث أصبحت في مقدمة الاكاديميات التي يتهافت عليها الجميع للتسجيل بها والاستفادة من خبرات الكفاءات المتواجدة بها .