الدوحة ـ من محمد بن سعيد العلوي:
افتتح مؤخرا بمتحف الفن الإسلامي بالعاصمة القطرية الدوحة معرض أحجار كريمة ومجوهرات من البلاط الهندي والذي يستمر حتى يناير القدم وذلك ضمن فعاليات العام الثقافي قطر الهند ٢٠١٩، وذلك تحت رعاية معالي صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة القطري، حيث يحتوي المعرض، الذي يستمر حتى 18 يناير 2020 على أكثر من 100 قطعة مختارة من المجموعة الدائمة لمتحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني ومجموعة أعمال المستشرقين بمتاحف قطر، ومن بينها روائع فنية لم يسبق عرضها من قبل.
وتتنوع المعروضات بين المجوهرات والقطع المصنوعة من الجواهر وأعمال الورق والتصوير الفوتوغرافي، حيث تُعرَف الهند بأنها بلد غني بالمعادن، ولأكثر من 5 آلاف عام ظلَّت هذه المعادن تُستخرَج من باطن الأرض وتحوَّل بمهارة إلى قطع فنية جميلة تستخدم للزينة الشخصية أو للتهادي، ولوفرة كنوزها الطبيعية كانت الهند محط اهتمام للرحّالة والتجَّار لقرون عديدةا. وكان مستوى ثراء البلاط الملكي يُقاس بحجم وقيمة كنوزه الملكية، ويُعد عصر الإمبراطورية المغولية (1526-1858) هو أكثر العصور الذي تجلّى فيه هذا الأمر، وقد استُخدِمت الأحجار الكريمة بأشكالها المختلفة، منقوشة أو مطلية بالذهب أو بحالتها الأولى، في تزيين مجموعة متنوعة من القطع التي ارتبطت بالطبقة الثرية والأباطرة والأمراء. وصارت هذه القطع الفاخرة مرادفة للترف الهندي.
وينقسم المعرض إلى 4 أقسام: "أحجار كريمة"، ويبرز الأهمية الثقافية والاقتصادية للأحجار الكريمة في الهند، متتبعًا تاريخها ومسلطًا الضوء على مواطن استخراجها وحركة التجارة التي درات حولها في أوائل العصر الحديث. والقسم الثاني "البلاط الملكي"، وفيه يستكشف الزائر دور الأحجار الكريمة والمجوهرات في التعبير عن ثراء البلاط الملكي ومكانته. فيما يستعرض القسم الثالث "ما وراء البلاط الملكي" الأغراض الشخصية والخاصة والتعبيرية للمجوهرات. أما القسم الرابع "الروابط مع قطر: لآلئ من الذهب" فيوضح دور المجوهرات في توثيق العلاقات الثقافية والتجارية طويلة الأمد بين قطر والهند.