أشاد بتطور التجربة التشكيلية العمانية
متابعة ـ خالد بن خليفة السيابي:
الفن التشكيلي العماني من العلامات المميزة في الساحة العربية والعالمية، وتضم الساحة العمانية من سالف العصور إلى يومنا هذا فنانين لهم تجارب ثرية، وللتشكيلي العماني خصوصية تميزه عن أقرانه التشكيليين المنتشرين في بقاع الأرض، وقبل أيام تعرفنا على مجموعة كبيرة من الأعمال العمانية، وذلك في معرض مسابقة الأعمال الفنية الصغيرة لعام 2019م الذي أقامته وزارة التراث والثقافة ضمن فعاليات مهرجان الثقافة، المتابع لهذا المعرض شاهد من خلاله نضوج التجربة العمانية في كافة مجالات الفن التشكيلي، الذي أبحر من خلالها المتلقي إلى عوالم الفن التشكيلي المتعددة، شهدت هذه المسابقة فوز مجموعة من أعمال الفنانين العمانيين، التي خضعت أعمالهم إلى تقييم وتدقيق حسب معايير متفق عليها من قبل لجنة تحكيم مختصة، وصاحبة تجارب عديدة بهذا المجال الفني الكبير.
وحول الأعمال الفائزة والتجربة العمانية بشكل عام تحدث الدكتور محمد طارق استاذ مساعد في كلية التربية النوعية في جامعة القاهرة (عضو لجنة التحكيم بمسابقة الأعمال الفنية الصغيرة لعام 2019م ): يأتي المعرض والمسابقة هذا العام حاملا معه شحنة فنية إنفعالية غير مسبوقة في المعارض والمسابقات الفنية داخل السلطنة، فهو يأتي بعد توقف لسنوات ولكن كانت العودة قوية بمشاركة كبيرة من كافة الأجيال في الحركة الفنية التشكيلية العمانية، ولعل التنوع الكبير في أسلوب التناول يعكس مدى الخبرات للفنانين المشاركين، فكانت بمثابة استعراض فني لرؤى إبداعية بصياغات تشكيلية مختلفة ونجاحات متعددة، فتحت الآفاق لمتذوقي الفنون في التحليق معها نحو مساحات من الإبداع والإنطلاقة في سماء الفن التشكيلي، فهناك من عبر عن رؤيته بعناصر ورموز وهناك من كان التعبير هو الأبرز لديه، وهناك من تناول الموضوع واستعرض فيه إمكاناته التشكيلية والتقنية، وهناك من زاوج بين خامتين أو أكثر في العمل، وهذا دلالة أن المعرض ثري بأعماله، وكل الأعمال مساحتها واحدة، فقط تنوعت الرؤى فكان المعرض حالة إبداعية لأكثر من 200 فنان وفنانة.
أما بخصوص المعايير التي اتبعتها لجنة التحكيم التحكيم لتصنيف الأعمال العمانية المقدمة وكيفية اختيار الأعمال الفائزة في كل مستوى فيقول: كانت هناك لائحة للمسابقة وشروط عامة وضعت لكل مجال، وبعد ما اجتمعت لجنة التحكيم كانت أولى الخطوات استبعاد كل عمل يخالف شروط المسابقة، ثم بعد ذلك الإطلاع على الأعمال والتأكد من أنها أعمال جديدة للفنان، ولم يسبق له المشاركة بها من قبل في مسابقات آخرى، كذلك فرز الأعمال، وتقوم لجنة التحكيم منفردة "كل عضو من اللجنة" بالمرور على كافة الأعمال، ووضع الرقم في ورقة، حيث إن الأعمال تكون أمام اللجنة بدون أسماء، وإنما فقط أرقام لسرية العمل وحياديته، ثم يجتمع أعضاء اللجنة ويتم فرز كل الأصوات في كل مستوى، ويحصل صاحب التصويت الأعلى على المركز في المستوى المرشح فيه للحصول على جائزة، وهي آليات متعارف عليها في لجان التحكيم، التي لابد أن تكون مكونة من أعضاء بعدد فردي، حتى يكون هناك ترجيح للأصوات بحيث لا يكون هناك تعادل يخلق إشكالية بأروقة أعضاء اللجنة.
وأضاف عضو لجنة التحكيم بمسابقة الأعمال الفنية الصغيرة لعام 2019م : الفنان العماني يتميز عن أقرانه بكونه مجربا ويسعى دائما لتطوير وتنمية قدراته الفنية، بحثا عن المزيد من التميز والإبداع، والفنان العماني مثل ما رأيناه في المعرض ممثلا في أعماله، قادر على طرح رؤيته الفنية، والتعبير عن المجتمع والبيئة ويتطرق للقضايا الفنية بحلول ابتكارية متميزة، والتشكيلي العماني هو دائما في سباق للبحث عن المزيد من التألق، فهو يملك أدواته ويوظفها بجرأة وقوة ليعبر عن أفكاره، وفي حقيقة الأمر منذ سنوات لم تكن الحركة التشكيلية العمانية بهذه الحالة الفنية المتوهجة، ولكن طالما الفنان يشارك "متفرجا،ممارسا،مستمتعا" فهو هنا يحفز نفسه ويعد أفكاره للتعبير وحينما تأتي الفرصة فهو حاضر ومشارك.
الجدير بالذكر أن الدكتور محمد طارق مثل مصر في العديد من الفعاليات والمعارض الفنية المختلفة، وشارك في العديد من المسابقات الفنية داخل السلطنة وخارجها كما شارك في تحكيم العديد من المسابقات والمعارض الدولية.