الأغراض الحقيقية للخبر:
للخبر غرضان أساسان حقيقيان كما يلي: فائدة الخبر أي تقديم معلومات جديدة مقصودة من المتكلم للمخاطب, ولازم الفائدة: هو إعلام المتكلم المخاطب أنه يعرف معلومات الخبر مثله.
الأغراض المجازية للخبر:
وهي الأغراض التي ليست بفائدة ا لخبر ولا بلازم الفائدة, وهي كما يلي: التحسر والتهديد واللوم وإظهار الضعف، والحث على السعي والاكتساب والاستعطاف والترحم، والفرح بمقبل والشماتة بمدبر والتسلية، والعجب والافتخار، والمدح والذم.
الانشاء الطلبي:
الانشاء نوعان: حسب ما يشتمل على طلب, أو لا, كما سبق ذكره, فالإنشاء الطلبي يكون مثل: طلب الفعل كـ (افعل) وهو الأمر, وطلب الكف عن الفعل كـ (لا تفعل)، وطلب فهم عن ماهية أو عن نسبة هو الاستفهام، وطلب محبوب وهو التمني، وطلب الإقبال وهو النداء، ويكون من أساليب الإنشاء الطلبي كذلك التحضيض والعرض, والدعاء.
* أنواع الإنشاء غير الطلبي:
ويتجلى الانشاء الغير طلبي في الأساليب التالية: المدح والذم، ويلاحظ في الآيتين الأسلوبين المدح والذم مجيئهما على صيغة الخبر، لكن أنشئت معنىً جديداً غير واقعاً قبل التلفظ به, لكن من غير طلب ونحوه، والقسم, وفيه ابتكار القسم من غير اقتضاء لمطلوب، والتعجب: ومعنى (وي) نتعجب، وفيه ابتكار التعجب ولا يقتضي مطلوباً، والرجاء: فالله سبحانه لم يطلب وقوع الساعة وإنما آذن بقربها, والرجاء يشمل المحبوب والمكروه وليس من المعقول أن المكروه يكون مطلوباً, وقد يُعطًى (لعل) حكم (ليت) فيكون تمنياً، أما أفعال الرجاء (عسى وحرى واخلولق) فهي توقعً وترقع وليست طلباً, وصيغ العقود كعقود الزواج والتجارة التي تكون بالإيجاب والقبول, كنحو:(بعتُ) و(انكحتُ) و(وهبتُ).
ـ أغراض مجازية بلاغية للإنشاء الطلبي:
ولكل قسم جزئي من أقسام الأنشاء الطلبي والإنشاء الغير طلبي أغراض بلاغية مجازية, ولقلة ورود الانشاء الغير الطلبي على الألسنة ولقلة أغراضه البلاغية والبيانية, ولأن معظمها أخبار نُقِلت إلى انشاء, لذلك كله لم يكثر البحث عنها كجزء من علوم المعاني.
أما بالنسبة للإنشاء الطلبي فله معان مجازية كثيرة كالآتي: أ ـ (الأمر): وحقيقته طلب الجهة العليا الفعل من جهة سفلى, ومعانيه مجازية مثل: الدعاء والتعجيز والإهانة والإرشاد, فكتابة الدين ليس أمراً واجباً وإنما هو إرشاد من الله لعباده، والإباحة، والتسوية، والإكرام, والإمتنان, والتهديد، والإهانة والتحقير، والتفكر والاعتبار, والخلق, والتخيير, والتعجب، ب ـ النهي: ومعانيه المجازية هي نفسها ما للأمر وأشهرها: الدعاء, والتيئيس، والدوام, وبيان العاقبة، ج ـ الاستفهام، د ـ النداء.
جملة دائرة بين الخبر والإنشاء: فجملة (أنعم الله عليهما) قد تكون انشائية معترضة بمعنى الدعاء، وقد تكون خبرية صفة.

علي بن سالم الرواحي