[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
رغم دراسات السوق الواسعة التي تعتمدها الشركات الكبرى في رسم سياساتها المستقبلية وعلى مختلف الصعد، إلا أن ذلك لم يمنع إعلان شركات عملاقة إفلاسها ما شكّل صدمة للكثيرين، وهذا يدق ناقوس خطر ليس بالهين للكثير من الشركات، فهل تحتاج شركات كبرى في سوق المنطقة لدراسة المتغيرات الحاصلة في البنى العامة والخاصة في السوق؟ وهل نتوقع حصول انهيارات في بعض الشركات الكبرى؟
قبل فترة ليست بالبعيدة لم يتوقع الكثيرون إعلان شركة عملاقة مثل "سيرز" الأميركية المتخصصة في تجارة التجزئة إفلاسها، هذه الشركة التي انطلقت في بداية مشوارها في العام 1886، وحققت توسعات كبرى عبر تاريخها الطويل، كما أن فروع الشركة في الكثير من الولايات والمدن الأميركية بقيت حاضرة في أذهان الأميركيين باعتبارها أحد معالم تلك المدن وعبر عدة أجيال، لكن زحف التجارة الإلكترونية السريعة اكتسحت هذا العملاق في السوق التجارية وبسرعة غير متوقعة، ما أسفر عن إغلاق 142 فرعا لها، وبذلك تم إنزال العلامة التجارية للشركة من واجهات تلك المباني.
لم يقتصر الأمر على هذه العلامة التجارية الشهيرة وحدها، ولو كان كذلك لما ازدادت المخاوف في الأوساط التجارية والمالية في العالم، بل تجد مثيلا لها في أغلب دول العالم، على سبيل المثال ثمة 125 شركة بريطانية قد أعلنت إفلاسها مؤخرا، وعندما نتحدث عن أخبار شركات تعلن إفلاسها فهذا يعني أن الحديث مقتصر على الشركات الكبرى. أما المتوسطة منها والصغرى فلا تدخل حيز الأخبار، لذا قد تكون أكبر بكثير مما نتوقع، ويؤشر ذلك خطورة الأمر، ولا يمكن لكل من يتحدث أو يحلل مسألة انهيار الشركات الكبرى تجاهل ما حصل لشركة «تويز آر أس» التي أعلنت عن تصفية 735 فرعا، وهنا لا نتحدث عن محل تسوق صغير وإنما فروع كبيرة لهذه العلامة التجارية المعروفة.
أعتقد أن الشركات الكبرى بحاجة لدراسة ثلاثة أنواع أو فئات من الشركات في الولايات المتحدة، وكيف تقدمت وحققت نجاحات باهرة رغم حداثة عهدها، قياسا بالشركات الأخرى مثل شركة أمازون، وتلك التي تحدثنا عنها وتم طي تاريخها بسرعة غير متوقعة. أما النوع الثالث فيتمثل في الشركات الكبرى التي أدركت خطورة التحولات في السوق وسارعت لدراسة كل شيء فاجتهد مديروها في وضع الخطط اللازمة لتجاوز المحنة التي أودت بمثيلاتها للإفلاس، وأقصد هنا تجربة تارجت ووول مارت، حيث انتقلت هذه الشركات إلى الطرق الحديثة في العرض والتسويق تماشيا مع المتغيرات وأضافت لوسائل تسويقها الطرق الإلكترونية المعتمدة في الكثير من المتاجر في العالم.
ترى هل نحتاج وقفات تأملية علمية لواقع الشركات الآن وما ينطوي عليه المستقبل؟