من القضايا الوظيفية الهامة التي تعترض محيط العمل في المؤسسات وتوجد بعض الاشكاليات والأثر النفسي على الموظف وتضعف فيه القدرات وروح العطاء والاجادة في العمل قيام بعض المؤسسات ومن خلال المسئولين بها الى اتخاذ خطوة سريعة وعاجلة اتجاه الموظف الجانح في نظر الادارة بنقله الى وحدة معينة أو مكان معين في المؤسسة بعيداً عن عمله السابق.
ربما يكون هذا القرار صائباً وفي محله كوصفة علاج سريعة في صالح العمل والموظف معاً لمعالجة سلوكيات الموظف المنقول أو نتيجة عدم إلمام المسئول وخبرته بالأنظمة الادارية المتعلقة بالموارد البشرية في معالجة مثل هذه المواضيع في مؤسسته وجعل منه موظفاً مجيداً ومثابراً ذا قدرة عملية وثقة عالية وذلك باحتضانه وتغيير مسلكه.
وتأتي أحياناً قرارات النقل في هذا الشأن في محلها أو من باب الغيرة والحسد بين الموظفين وضعف الإدارة ويكون ضحيتها الموظف الذي صدر فيه قرار بنقله وجعل منه موظفاً محطماً نفسياً واجتماعياً تبقى آثارها النفسية لفترة من السنوات تخلد فيه الكراهية والحقد على مسئوله الذي قام بنقله وزملاء العمل.
ولهذه الأسباب لابد من وضع خطة استراتيجية في مسألة تقويم الأداء الوظيفي ومعالجة نقاط الضعف وإيجاد لها الحلول الناجعة من خلال الدائرة أو القسم المعني بالموارد البشرية بدراسة مشكلة الموظف ووضع لها الحلول العملية والادارية قبل إصدار قرار النقل وهذا يجعل الموظف مطمئناً ويعود من جديد كموظف مثالي بتبني هذه الإدارة بتغيير سلوكيات الموظف وتوضيح له الأسباب التي جعلت من المؤسسة باتخاذ قرار نقله.
يسوقنا الحديث هنا إلى نقطة مهمة تحقق النجاح وتوضح مسارات العمل بضرورة وجود (دليل الموظف) في كل مؤسسة والذي يشتمل على كل ما يحتاجه الموظف من بنود تعريفية بمهامه الوظيفية كل دائرة أو قسم على حده والنصوص الادارية والتأديبية والجزائية كوثيقة استرشاد لكل الموظفين في أقسام العمل والذي سيحد من عواقب القرارات التعسفية التأديبية التي تتخذها المؤسسة ضد الموظف والتي لاتعود بالمنفعة للعمل وربما يكون الموظف المنقول ضحية المسئول ويحدث ما يحمد عقباه من أثر نفسي واجتماعي وحتى لايكون موضوع الموظف المنقول حديث الموظفين في العمل ومادة ثرية للتاليف بالقيل والقال بينهم وافراد المجتمع ويصل مداه للدائرة أو القسم المنقول اليه بأفكار مغلوطة ويكون هذا الموظف المغلوب على أمره في عزلة عن بقية زملائه وحجب الثقة عنه من مسئوله الجديد.
إذن لابد من وضع آلية إدارية طموحة ترضي الفريقين العمل والموظف بأسلوب إداري حديث ومدروس يثري العمل وانتاجيته.

سعيد بن علي الغافري
مسؤول مكتب (الوطن) بعبري