[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/06/sa.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سهيل النهدي[/author](الإخلاص) إن رافق أي عمل رافقه النجاح، نحتاج إليه في كل شيء وفي كل وقت، ومتى ما أخلصنا في أعمالنا رافق تلك الأعمال التمام والتوفيق، كذلك الوطن بمقدراته ومكتسباته وجهاته ومؤسساته وقيادته وشعبه تحتاج منا جميعًا أن نكون تجاهها مخلصين دائمًا، وإلا لن نقدم شيئًا ولن نحقق أي هدف، ولن نصل إلى أي مراتب.كثير من الجوانب تحتاج إلى تغيير وبداية التغيير يجب أن تكون نابعة من الفرد نفسه.فالوطن وخدمته والسهر على حفظ مكاسبه وصون منجزاته تعتبر من المقدرات والواجبات والمسؤوليات الوطنية التي تقع على عاتق كل فرد منا، ولا يوجد أي شخص معفي من هذه المسؤوليات، فكل موقع من مواقع العمل أو الدراسة أو الأعمال الخاصة والمهن .. وغيرها يحتاج فيها الفرد أن يكون محافظًا على كل شيء يخص الوطن، خصوصًا فيما يتعلق بالإخلاص في العمل وإعطائه وقته وحقه في الجهد والوقت والعطاء والتفاني.تشرق الشمس مع بداية كل صباح لتنثر النور في كل الأرجاء معلنة بداية يوم جديد، وكما تحلق الطيور في رحاب السماء بحثًا عن رزق مكتوب لها، يتجه الإنسان إلى سبيل العمل بتنوعه وتعدده واختلاف شؤونه ووجهاته، ويبقى القاسم المشترك بين الجميع وهو أنهم يبدأون يومهم لتحقيق هدف وغاية وإكمال عمل وإتمامه على أكمل وجه، مستغلين كل دقيقة وثانية لتقديم أكبر قدر من الجهد تجاه أي عمل يُناط بالفرد وفي كل موقع من مواقع العمل أو الدراسة؛ فكلها مواقع للعطاء وتقديم المزيد. هنا يختلف الناس في مشاربهم؛ فمنهم من يذهب إلى وجهته كتحصيل حاصل يعد الدقائق والثواني حتى تأتي ساعة الخروج أو يختلق عذرًا ليخرج قبل ذلك، وهناك من عقد ويعقد العزيمة كل يوم بأن يعمل ويقدم ويعطي ليرضي ضميره ويشعر في قرارة نفسه بأنه قدم شيئًا في يومه ولم يهدر منه شيئا بإخلاص تام، وبين هذا وذاك فرق شاسع، وثالث الأحوال في الحياة العملية خصوصًا، من يحافظ على بقائه طوال الساعات المحددة ليكون بمقر عمله إلا أنه لا يقدّم أي شيء فتجده يزور الأقسام ويتقاسم أطراف الحديث مع الموظفين طوال وقت العمل، وهنا مجال آخر لتضييع الوقت والإهمال، وغياب الأمانة والإخلاص، والسؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا: من أي الأنواع نحن وتحت أي تصنيف نضع أنفسنا من بين هذه النماذج الثلاثة؟هنا الحديث ليس موجها لشريحة معينة بل الجميع بداية من المسؤولين على رأس العمل ووصولًا إلى آخر السلّم الوظيفي في كل المؤسسات وعلى حد سواء في القطاعين العام والخاص، ورغم أن القطاعات الخاصة في مجملها دائمًا ما تكون حريصة على أن يكون كل فرد فيها منتجًا وإلا يتم الاستغناء عنه، لكن القطاع العام له أهمية خاصة كونه متعلقًا بمسؤوليات الحكومة ويتطلع إليه المواطن على أنه القطاع الذي وجد ليكون خدمة للمواطن ومؤسساته تحافظ على المنجزات والمكتسبات الوطنية بكافة أشكالها، وكل من يعمل تحت مظلتها مطالب بأن يكون مخلصًا تجاه عمله لأنه يؤديه تجاه الوطن، فحجم المسؤولية كبير بقدر عظمة الوطن في نفوس البشر والمواطنين الأوفياء دائمًا يكونون مخلصين لأوطانهم.(الوطن أمانة) كلمتان إن عملنا بهما بإخلاص متقن وبالمعنى الحقيقي لهما لاستطعنا أن نتجاوز كل شيء، ونصنع المزيد من التقدم لأنفسنا ومجتمعنا ووطننا، فالأمانة تتطلب الاخلاص، فلنكن مخلصين تجاه وطننا، والمعطيات تتطلب ذلك دائمًا، ولله الحمد لدينا من المخلصين البررة في هذا الوطن العزيز ما يجعلنا دائمًا نشعر بالطمأنينة، وفي مقدمة مخلصي هذا الوطن العزيز هو القائد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ باني عمان ومجدد نهضتها الذي أثمرت تضحياته وإخلاصه وحبه لوطنه عن منجزات عظيمة يخلدها التاريخ، فليكن القائد هو القدوة لنا في كل شيء ونخلص تجاه وطننا ونراعي حفظه وصون مكتسباته.* من أسرة تحرير (الوطن)