بعد ٢٨ عاما قضيتها في العمل الصحفي يؤسفني ان اجد بعض ممتهني الاعلام يحولونه الى اعلام للتباهي الشخصي ولفت الانتباه لهم من اجل ان يقال عنه اعلامي او كاتب صحفي.
ان هذا الهدف الذي بدا يظهر جليا في بعض مؤسساتنا الإعلامية الصحفية اصبح يعتمد على ترويج الشائعات التى لا تخدم الهدف الرئيسي لدور الاعلام في إبراز الجهود المبذولة لتنمية المجتمع .. ان فاقدي المعلومة يظهرون أنفسهم عبر مختلف وسائل الاتصال وكان الواحد منهم متحدث رسمي او انه يمتلك المصادر التي تؤكد له صحة خبره ومعلومته.
السؤال الذي يجب علينا ان نطرحه هو الى متى سيظل بعض الاعلاميين او الصحفيين المتجاهلين لقواعد مهنة الصحافة دون حساب؟ مروجين لشائعات ومعلومات بعيدة عن الدقة يستثيرون ( الرأي العام ) بدعوى حرية الصحافة .. ؟ مستغلين عملهم في هذه المهنة من اجل ان يقال عنهم اعلاميين وكتاب صحفيين .. ؟ هل هذا الأسلوب يعد شريفا لمهنة اساسها الدقة والمصداقية ..؟ وما هي الفائدة التى يحققها المتباهين لانفسهم؟؟

اصبح الكثير من هؤلاء المتباهين يتناول اخبار رسمية وكأن الواحد منهم على يقين تام بالسياسة العامة دون التفكير في ابعاد نقلها .. من هنا فان المسؤولية في هذا الاطار تقع على المؤسسات التى يعمل بها المتباهين المدعين لمهنة الصحافة وهي مطالبة بوضع حد لهذا الأسلوب الذي ينتهجه المنتمين اليها فالصحفي يمثل ( رأي عام) وأي معلومة ينقلها او يتداولها عبر اي وسيلة كانت للأسف يسيء بها الى المؤسسة الإعلامية التى ينتمي اليها فكيف تقبل هذه المؤسسات ان يكون ممتهني الوظيفة حالهم كحال اي شخص لا ينتمي الى المهنة؟
ان ما يحدث اليوم من ضجيج اعلامي من قبل المتباهين الذين يطلقون على أنفسهم ( اعلامي وكاتب صحفي ) اصبح بعيدا جدا عن المهنة ومن هذا المنطلق أتمنى على المسئولين القائمين على هذه المؤسسات متابعة ما يكتبه هؤلاء الذين يصنفون أنفسهم بأنهم اهل لمهنة الاعلام العماني الذي عرف عنه النزاهة والمصداقية وعليهم ان يقفوا عند اخلاقيات العمل الصحفي وان لا يفتوا في أمور لا تخدم الصالح العام ونحن في غنا عنها.
لقد ساهم بعض هؤلاء الاعلاميين المتباهين في نفور المصادر وأوجدوا حالة من انعدام الثقة بين المسئول ووسائل الاعلام .. لان الثقة والمصداقية أساسا لبقاء المصادر التى تمد الاعلامي بالمعلومة وتساعده على نقل كل ما هو مفيد للمجتمع ويخدم الصالح العام.

من هنا اتمنى على المؤسسات الرسمية وجمعيات المجتمع المدني المتخصصة المانحة لعضوية ( صحفي وكاتب) .. وقف من أصبحوا متباهين وليسوا اهل للإعلام والكتابة الصحفية النزيهة ومحاسبتهم حفاظا على بقاء حرية الاعلام الصادق الذي ينتمون اليه وليس حرية الاعلام المبني على الشائعات والتباهي .. حفظ الله سيدنا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بعنايته وأمد في عمره ومتعه بالصحة والعافية اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئن وسائر بلدا العالم اجمع وهي تنعم بالسلم والسلام والأمن والاستقرار .. دمتم في حب عمان وسلطاننا المفدى ( أبقاه الله).

طالب بن محمد بن شعبان الفارسي