تبرز جماليات عاداتنا الاجتماعية
عبري ـ من سعيد بن علي الغافري:
تلعب السبلة العمانية دورا مهما وبارزا في حياة أفراد المجتمع في غرس روح التآلف والتكاتف والتعاون والقيم الأصيلة والعادات العريقة وهي في حد ذاتها مدرسة ينبع منها فيض ومعاني الخلق الرفيع وسمات أواصر التواصل بين أفراد المجتمع والسبلة العمانية لعبت دورا بارزا في مجتمعنا في المدينة والقرية.منذ القدم من خلال جلسات البرزة التي يقيمها الأهالي في توثيق البيوع والاتفاق والوفاق والصلح بين المتخاصمين وفض النزاعات وتوثيق حصص مياه الأفلاج من خلال انعقاد جلسات المقعودة وتوزيعها وتوثيق كميتها واوقاتها ودورانها بجانب انها حلقة وصل يلتقي فيها الاهالي في الفترات الصباحية والمسائية لما لها من مآثر ومناقب وصفات وخصال حميدة وكانت السبلة معروفة قديما بدورها وحضورها وأغلبها كانت في الحصون والقلاع و من ضمن الاعمال التي تمارس في السبلة تحرير الرسائل والمخاطبات التي تتعلق بأعمال أفراد المجتمع في مختلف المعاملات وتحرير امور قسمة الاموال بين الورثة وغيرها من المعاملات التي كانت تتم عن طريق البرزة. والقيام بمسائل احوال الناس وفض النزاعات بطرق الصلح والوفاق والاتفاق في احوال النزاع بين الخصوم وتتجلى معاني ذلك من خلال الصور الجمالية في جلسات برزة السبلة التي يقوم بها الاهالي في قرانا والتي بنيت على الأسس المتينة ومبادئ هذه المدرسة الفكرية وشرب افراد مجتمعنا من فنجان قهوتها كل المعاني الاصيلة والثقافات المختلفة من صنوف المعرفة والحكمة والاداب والثقافة الفكرية والقدوة المثلى ويغرسها الأهالي في نفوس الاجيال لتظل شعاع فكر وتاريخا مضيئا يبوح بقيمه وجذوره الحضارية العريقة من خلال جلسات برزة السبلة في كل صباح ومساء.
الوطن عاشت أجواء وروحانية برزة السبلة اثناء زيارتنا لبلدة السليف بولاية عبري العريقة والتي جمعتنا مع الاهالي واخبارهم وعلومهم
جذور متأصلة
حيث يحدثنا الشيخ علي بن عبدالله بن منذر المنذري عن دور السبلة قديما وحديثا قائلا لعبت السبلة العمانية دورا بارزا في حياة افراد المجتمع منذ القدم حيث كانت ومازالت محورا مهما في نشر روح الاخوة والترابط والتآلف والمحبة والتعاون من خلال انعقاد برزتها الصباحية والمسائية وقد لازمنا جلساتها منذ الصغر و حافظنا على هذه العادات والتقاليد والقيم فهي صورة من صور جماليات عادات الآباء والاجداد المستمدة من روح العقيدة السمحاء وعاداتنا وتقاليدنا المتأصلة لتبقى السبلة محور اتصال ورمزا فكريا وثقافيا في سجل تاريخنا العريق ومنبرا للفكر وزادا معينا بقيمها للاجيال المتعاقبة و لكل المهتمين و الباحثين والدارسين في بحور الفكر العماني واغوار تراثنا العماني العريق وقد وصفت السبلة بانها مدرسة يتعلم منها كل من يداوم حضورها كل المبادئ الفاضلة لسيرة الآباء والأجداد لما لها من ادوار عظيمة في حياة الناس التي تختص في مسائل الصلح والوفاق بين الخصوم والمكاتبة في البيوعات وتحرير العقود في الأموال ومقاعيد مياه الفلج والفقه وتعليم امور ديننا الحنيف. والمساجلات والاشعار والعلوم والاخبار بين الناس واسفارهم وتنقلاتهم وامور الطقس والفلك واوقات الزروع والفسل والحصاد وغيرها من مجالات الحياة

السبلة العمانية حلقة وصل في الترابط الاسري
للسبلة أدوار في مسائل الصلح والوفاق وتبادل العلوم والاخبار