فيينا ـ عواصم - وكالات : ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى بيان امس الخميس أن مفتشيها الدوليين وإيران لم يتوصلوا لاتفاق حول سبل المضي قدما في التحقيق بشأن مشروعات الأسلحة النووية المحتملة . فيما اعلن مسؤول نووي ايراني امس الخميس ان ايران اجرت مباحثات "بناءة" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحاول الحصول على توضيحات بشأن البرنامج النووي الايراني. وجاء البيان بعد عودة مسؤولين بارزين من الوكالة من آخر جولة للمحادثات مع نظرائهم الإيرانيين في طهران ، والتي عقدت بهدف تسليط الضوء على مشروعات البحث العلمي والتطوير المشتبه بها. وقالت الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها إن "إيران لم تقترح أي إجراءات جديدة خلال الاجتماعات في طهران". ، مضيفة إن المحادثات سوف تستمر ، ولكن دون تحديد موعد لذلك . وقال دبلوماسيون غربيون إن إيران تحتاج لتسريع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا كانت ترغب في إبرام اتفاق قريبا مع القوى العالمية الست ، يقضى برفع العقوبات الاقتصادية عن طهران مقابل وضع قيود صارمة على البرنامج النووي الإيراني. وحددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قائمة من 12 مسألة ترغب في مناقشتها ، وتلقت معلومات من إيران بشأن بعض هذه المسائل. ومع ذلك ، تنكر إيران الاتهامات الغربية بأنها تسعى لتطوير قدرتها لإنتاج أسلحة نووية ، ولم تقترح إجراءات جديدة بشأن توضيح المسائل الباقية. وتستمر محادثات منفصلة حول الاتفاق النووي مع إيران يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في فيينا بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري والمنسقة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وحددت إيران والقوى العالمية الست 24 نوفمبر المقبل موعدا نهائيا للتوصل لاتفاق . من جانبه ، اوضح السفير الايراني لدى الوكالة الدولية رضا نجفي، وفق ما ورد على موقع التلفزيون الرسمي ان "خلال هذين اليومين ناقشنا كل المسائل الثنائية، لا سيما طريقة تطبيق الاجراءات التي تم اتخاذها ومستقبل" المباحثات. واضاف ان "تلك المفاوضات كانت بناءة في جوهرها وكانت ايضا مباشرة". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتظر قبل 25 اغسطس توضيحات حول احتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الايراني
لا سيما حول امكانية "اختبار على نطاق واسع" "لنوع خاص من المواد الشديدة الانفجار". وفي رسالة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشرت هذا الاسبوع على موقع الوكالة اوضح نجفي ان ايران لم ترد في المهلة المحددة على تلك الاسئلة "بسبب تعقيداتها ومعلومات ليس لها مصداقية وقلة الادلة الدامغة المتوفرة لدى الوكالة". وتعتبر تلك الردود حاسمة بهدف التوصل الى اتفاق نهائي في نوفمبر مع الدول الكبرى في هذا الملف. وبالموازاة مع مباحثاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجري ايران مفاوضات مع مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) من اجل ابرام اتفاق يضع حدا لازمة ملفها النووي بحلول 24 نوفمبر. وتؤكد ايران ان برنامجها محض مدني وليس فيه اي بعد عسكري لكن المجتمع الدولي يحاول التأكد من ذلك منذ 12 سنة. كذلك برر السفير الايراني رفض تسليم تأشيرة دخول لاحد عناصر الوكالة من اجل القيام بزيارة تقنية الى ايران في 31 اغسطس.
وقال ان "قانون الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على ان ايران ليست مضطرة منح تأشيرة لاعضاء الوكالة، ورفضها منح رابع عضو في الوفد الذي ليس خبيرا، حق سيادي لايران". وتعرب ايران باستمرار عن قلقها من تواجد عناصر من اجهزة الاستخبارات الغربية والاسرائيلية في الوكالة الدولية. واكدت الوكالة في اخر تقرير صدر مطلع سبتمبر ان "كي تتمكن الوكالة من التطرق بشكل فعال للمسائل العالقة، من المهم ان يتمكن اي عضو تعتبره الوكالة ذا خبرة ان يشارك في الانشطة التقنية للوكالة في ايران".