[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/07/ssaf.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"] ناصر اليحمدي [/author] الشباب ثروة الوطن الحقيقية والحفاظ على صحتهم وعقولهم وسلوكياتهم هو أكثر ما تحرص عليه الدول؛ لذلك فإنها توفر لهم الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها التي تساعد على تكوين نشء صالح يأخذ بيد الوطن نحو التنمية المستدامة الشاملة .. ولكن نتيجة للغزو الفكري المعادي والتأثر بالثقافات الغربية عبر الفضائيات والإنترنت أو مرافقة أصدقاء السوء مع ضعف الوازع الديني قد ينحرف بعض الشباب خصوصا من طلبة وطالبات الجامعات والمدارس عن جادة الصواب فنراه يسلك طريق الوهم بتعاطي عقاقير مخدرة بدعوى الحصول على السعادة والراحة والتخلص من القلق والملل والاكتئاب، وقد يصل به الأمر إلى الإدمان، وهنا يصبح الأمر كارثة على المتعاطي وأهله بل والمجتمع بأكمله لأن سواعده التي كان يعول عليها الأمل في البناء قد فسدت وانهارت جسديا ونفسيا، وهو ما يستوجب ضرورة التصدي لآفة المخدرات اللعينة.وحرصا على صحة شبابنا فإن السلطنة تضم بين جنباتها العديد من مستشفيات ومراكز علاج إدمان المواد المخدرة ومنها مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج سوء استخدام العقاقير والمواد المخدرة التي تقع في ولاية الرستاق؛ فهي تعمل وفق أعلى معايير الجودة والرعاية الصحية العالمية؛ فإلى جانب أنها توفر راحة للنزلاء وإقامة فندقية رائعة فإن خدماتها الطبية يشهد بها كل من زارها لأنها تقدم كافة الخدمات الصحية والعلاجية التي تضمن استمرار التعافي مدى الحياة عن طريق فريق من أساتذة متخصصين من الكوادر العلاجية في مجالات الطب النفسي وعلاج الإدمان حتى أنها استطاعت استقطاب الكثير من المرضى من خارج السلطنة وليس فقط داخلها.إن مستشفى الأمل يضم أقساما داخلية إلى جانب العيادات الخارجية يعالج إدمان المراهقين وقسما خاصا للنساء إلا أن الملاحظ أنه لم يفعل حتى الآن ووحدة للتأهيل النفسي لمرضى الإدمان والذي يعد الجزء الأكبر في رحلة الشفاء حتى ينخرط المريض في مجتمعه ويعود لحياته الطبيعية مرة أخرى، ووحدة الأعراض الانسحابية للمخدر التي يخضع فيها المريض لبرنامج علاجي طبي ونفسي واجتماعي وديني وإرشادي، كما يقول الأطباء في المستشفى والتي تضمن عدم حدوث انتكاسة وعودته مرة أخرى للمخدرات .. إلى جانب وجود قسم للاكتئاب وآخر للأمراض النفسية التي أصبحت منتشرة في عصرنا الحالي نتيجة لضغوط الحياة والتي لا تقل خطورة عن الأمراض العضوية.ومما يحسب للمستشفى أن القائمين عليه يعالجون أيضا أنماطا أخرى من الإدمان مثل الخمور والجنس والقمار والطعام والإنترنت والتي تقلب حياة مدمنها رأسا على عقب وتسبب له المشاكل في علاقاته الاجتماعية ويخالف بسببها القانون والمبادئ الأخلاقية والدينية .. كذلك العيادة الخارجية تضم قسما للاستشارات الزوجية أو ما يسمى بالعلاج العائلي للزوجين وفيها يتعرف الزوجان على كيفية إدارة مشاكلهما وتحسين علاقتهما.لا شك أن وجود مستشفى مثل الأمل بالسلطنة يعتبر فخرا لنا، ونتمنى أن يستطيع تخليص المجتمع من المدمنين وعلاجهم جميعا ونناشد المسؤولين فيه بتفعيل قسم النساء حتى يستطعن الحصول على الخدمات المأمولة .. وفقهم الله لما فيه خير البلاد والعباد.* * *أيها الأزواج .. احذروا وسائل التواصلسعود بن صالح المعولي رئيس ادعاء عام محافظة شمال الباطنة ومدير الادعاء العام بولاية السويق خلال أسبوع العمل الاجتماعي الذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية لصيف 2019 صرح في محاضرته التي حملت عنوان "أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة" أن الدراسات تشير إلى أن ما نسبته 50 إلى 60% من قضايا الطلاق تقع بسبب مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، ويأتي في مقدمتها الواتس آب .. وهذا بالطبع يستدعي وقفة حازمة؛ فكما نعلم أن وسائل التواصل سلاح ذو حدين، وكما أن لها وجها مشرقا في سهولة التفاعل مع الآخرين وتقريب المسافات بينهم والتعرف على أفراد جديدة فإنها كذلك أصبحت أحد معاول هدم المجتمعات عن طريق نشر الأفكار المغلوطة والسلوكيات الخاطئة. وها هي تتسبب في عدم استقرار الأسر وانفصال الزوجين بعد أن كانت الأسباب اقتصادية أو عدم التوافق الثقافي أو تدخل الأهل في شؤون الزوجين وغيرها من المسببات التي كنا نقرأ ونسمع عنها لحدوث الطلاق.لا بد من التفكير في تصريحات المعولي وأخذها على محمل الجد والعمل على توعية الأزواج بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية تجنب سلبياتها حتى يستقر المجتمع .. لأن المشكلة الأكبر تكمن في أولاد الزوجين، فهم الضحية الأساسية لهذا الطلاق، وهم من يدفعون الثمن الأكبر لأنهم لن ينشأوا نشأة سليمة صحية في ظل انفصال أبويهم حيث سيعانون من الحرمان والعقد النفسية التي ستؤثر عليهم في المستقبل.نتمنى لو يتروى الزوجان ويسعيان حثيثا لاستئصال شأفة الخلافات والمشاكل بينهما وكل ما يعكر صفو حياتهما حتى لو كانت وسائل التواصل يعيش الأولاد في استقرار نفسي وبالتالي المجتمع ككل في استقرار .. فالزواج مسؤولية كبرى وهو رباط الله المقدس الذي يكره أن تنفصم عراه.. فالعلاقة بين الزوجين يجب أن تكون قائمة على المودة والرحمة التي ذكرها الله في كتابه الحكيم لأنها تنعكس بدرجة كبيرة على الأطفال وتؤدي بهم إلى نمو سليم بدنيا ونفسيا.* * *حروف جريئةعظيما حماية المستهلك بمحافظة جنوب الشرقية بصور فقد نظمت حملة توعوية لطلاب المراكز الصيفية بالمحافظة بعنوان (اعرف حقك) لتوعيتهم بحقوقهم كمستهلكين خصوصا الفواتير والضمان عند شراء الأجهزة الإلكترونية والكهربائية وغيرها .. فمثل هذه الحملات تخلق جيلا واعيا استهلاكيا يسهم في استقرار المجتمع.. نتمنى أن تجوب الحملة كل ولايات السلطنة.* * *مسك الختامقال تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".