[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
عندما تأسست حركة حالوتس (الطلائع) بعد اضطرابات يونيو/حزيران عام 1941 وما اصطلح على تسميته بـ(الفرهود) ركزت على الشبان من عمر 14-17 عامًا، وكانت تهدف إلى تعبئة الشباب اليهودي، وكانت حصة المنطقة الشمالية قد تركزت في مدينتي كركوك وأربيل برغم أن المنتمين إليها كانوا عبارة عن مجاميع أصغر مما كان في المدن الأخرى، وفي كركوك نجحت عملية التدريب الزراعي إحدى ممارسات حركة حالوتس، ففي عام 1946 وافق رئيس الطائفة اليهودية في المدينة على وضع قطعة أرض خالية قرب المدرسة الموجودة هناك تحت تصرف الحركة، وتبلغ عدة دونمات، وقام اليهود بحراستها بعد أن نجحت الزراعة فيها خشية السطو عليها.
ربما كانت كركوك المدينة الوحيدة التي كان بها تعاون تام بين رئيس الطائفة والحركة السرية، وذلك ابتداء من عام 1946م، وكان حاخام الطائفة إبراهام اخ ساسون خضوري من بغداد، وأنه قد تفاعل مع وجود جنود يهود في المدينة (كركوك) وكان يفرح دائمًا باستقبالهم وقد صادق بعضهم وتأثر كثيرًا عندما ودعوه وغادروا، ولأنه كان غير متعاون مع حركة (همالوتس) فقد أرغم على الاستقالة من منصبه، وعاد إلى بغداد عام 1946 وفي العام ذاته عين دانيئيل افرايم رئيسًا للطائفة، وكان أحد إخوته عضوًا في الحركة، وقد تعاون مع الحركة وكانت تقام في بيته الحفلات، وربما لهذا السبب أصبح فرع كركوك منذ ذلك الحين، أحد الفروع الكبيرة والقوية بالنسبة لحجم الطائفة اليهودية في المنطقة.
يقول حاييم كوهين إن يهود الشمال لم يعيقوا عمل الحركة السرية، بل أيدوها وساعدوها، وقد كتب أحد المبعوثين عندما زار مدن الشمال نهاية 1947، لقد رأيت علاقة يهود الشمال بكل قضية صهيونية هي علاقة عملية نابعة من قلوبهم، في تلك الفترة، عقدت في إحدى مدن الشمال دورة استغرقت تسعة أيام، كانت أيام عيد لليهود، وقال لم تصادفنا مشاكل في إقامة الدورة الدراسية أو إيواء المشتركين، والواقع أن نشاط الحركة السرية هناك قد دام وانتشر بفضل اليهود المحليين.
وتم تشكيل فرع كركوك من جديد حيث ضم مجموعة من 12 عضوًا في سن 22، 23 عامًا، وتقلص فرع الموصل من 7 إلى 5 أعضاء، لم تكن هناك عضوية في هذه الفروع الصغيرة، وطرح جدعون جولاني خطة عمل للمستقبل، هدفها الرئيسي، هو زيادة وتوسيع وتعميق الثقافة الصهيونية الطلائعية، وشدد على ضرورة اللياقة البدنية.
ويذكر مؤلف كتاب (خلف الصحراء) أنه قد طرحت قضية القرى اليهودية في شمال العراق، حيث يستصرخ سكانها من أجل الهجرة إلى البلاد.
ورد ذكر الجالية اليهودية في مدينة زاخو في الشمال، عندما ذكر يوسف ميئر قصة الشبان اليهود الثلاثة، الذين شكوا بأمرهم وهم في طريقهم إلى زاخو ليهربوا من هناك، وبعد أن تم استجوابهم في مركز الشرطة لعدم حملهم البطاقات الشخصية، حضر رئيس الطائفة اليهودية هناك وتعهد بهم عن طريق مختار اليهود في زاخو.
يقول مردخاي بن فورات: لا يزال بعض مهاجري العراق خاصة من الشمال يحافظون على الوحدة العشائرية، ويقول شوشتا أربيلي الموزلينو يعقد مهاجرو الموصل اجتماعات دائمة، وأنا أشارك فيها باعتباري من مواليد الموصل.
وأخذت الرابطة الصهيونية على عاتقها تولي عملية تنظيم هجرة اللاجئين اليهود من شمال العراق، وكان هؤلاء اللاجئون يصلون إلى المكتب الصهيوني في إيران.
حصلت اضطرابات في قرية (ساندور) إلى الشمال الغربي من مدينة الموصل في مايو/ أيار 1941 وكانت هذه هي القرية الوحيدة التي كان جميع سكانها من المزارعين اليهود، وقد بلغ عددهم حوالي 300 نسمة وكان سكانها يزرعوها صيفًا، ويهاجرون شتاءً إلى المدن وخاصة بغداد ليعملوا هناك كخدم.