مسقط ـ "الوطن":
يشكل نبات الخيار حوالي 90% من المساحات المزروعة في البيوت المحمية بالسلطنة في الزراعة التقليدية أو فيما يعرف بنظام الزراعة المائية "بدون تربة".
وقال المهندس ناصر بن سالم بن سيف الوهيبي، باحث تربة أول بمركز بحوث التربة والمياه بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية: إن أعراض نقص العناصر السمادية على أوراق النبات تعطي مؤشرا سريعاً عن نوعية الخلل الغذائي في محصول ما، فالنباتات تتأثر لنقص العناصر السمادية من خلال ظهور الأعراض المميزة عليها لكل عنصر سمادي، وتستخدم هذه الأعراض لتشخيص الحالة الغذائية ونقص العناصر على النبات.
وأوضح أنه ليس بالإمكان الاعتماد بشكل كلي على التشخيص المظهري لأعراض نقص العناصر على النبات وذلك بسبب تشابهها مع مظاهر أعراض الإصابة بالأمراض والآفات الزراعية بالإضافة إلى تأثره ببعض الكيماويات، ويمكن تأكيد التشخيص المظهري لأعراض نقص العناصر وذلك بتحليل أوراق النبات ومعرفة تراكيز العناصر الغذائية إن كانت بالمستوى الطبيعي من عدمه، كما تستخدم هذه التقنية أيضا لمعرفة مدى فعالية برامج التسميد، إلا أن طريقة التحليل المخبري تأخذ وقتا أطول لتشخيص أعراض نقص العناصر حيث تحتاج معظم المختبرات أسبوعاً لتحليل العينات وإعطاء تقرير عن الحالة الغذائية للنبات، كما ان المختبرات تعطي تفسيراً لنتائج التحاليل بالإضافة إلى توصيات تعالج الحالة الموجودة.
وركز في حديثه على أثر عنصر النيتروجين على نبات الخيار والذي يشكل حوالي 90% من المساحات المزروعة في البيوت المحمية بالسلطنة في الزراعة التقليدية أو فيما يعرف بنظام الزراعة المائية "بدون تربة"، بالإضافة إلى أهمية عنصر النيتروجين لمحصول الخيار وكيفية معالجته والتعامل معه من أجل إنتاج محصول اقتصادي وذو جودة إذ أنه يعتبر عنصرا متحركا في أنسجة النبات ويحتاجه النبات بكميات أكبر في مرحلة النمو حيث يساهم في نمو الأوراق والأغصان وتكاثرها.
وقال: إن مظاهر أعراض نقص هذا العنصر تظهر بالأوراق السفلية (القديمة) للنبات وذلك لأنه إذا لم يكن هناك إضافة مستمرة لهذا العنصر في التربة فإن الأوراق السفلية سوف تتأثر أولا بنقص النيتروجين لأن الكمية المتوفرة بالنبات تتجه إلى الأوراق العلوية (الجديدة) أن نقص عنصر النيتروجين يقلل من قدرة النبات في الحصول على الطاقة وذلك من خلال عملية التمثيل الضوئي لأن هذا العنصر هام في إنتاج الكلوروفيل (الصبغة الخضراء في الأوراق)، وهي المسؤولة عن تحويل أشعة الشمس إلى طاقة قابلة للاستخدام من قبل النبات، عليه فإن كلا من النمو الخضري وإنتاج الثمار يكون محدوداً جداً عندما يكون إمداد المحصول بالنيتروجين غير كاف، كما يؤدي نقص هذا العنصر أيضاً إلى ضعف النبات وإصفرار لون الأوراق وخصوصا الأوراق القديمة، وإذا لم يتم معالجة حالة النقص سينتشر الإصفرار في الأوراق الجديدة ويؤدي إلى انخفاض إنتاجية الثمار وتكون شاحبة اللون قصيرة وسميكة.
وعن كيفية معالجة نقص النيتروجين قال المهندس ناصر الوهيبي: يتم معالجة نقص النيتروجين في الخيار المزروع في التربة المستديمة وذلك بإضافة ما مقداره (20 إلى 50 كغم نيتروجين/للهكتار) ويوضع السماد النيتروجيني حول النبات على بعد لا يقل عن 10 سم من ساقه ويخلط بالتربة مع ري النبات مباشرة أو إضافته عن طريق الرش على الأوراق كل أسبوعين وبمعدل 50 إلى 100 جرام من سماد اليوريا في 100 لتر ماء، وللوقاية من احتراق الأوراق بفعل رش السماد عليها فيفضل أن يكون الرش في المساء قبيل غروب الشمس أو خلال الاجواء الغائمة، أما بالنسبة للمحاصيل المزروعة في نظام الزراعة بدون تربة فيجب استخدام محلول مغذي يحتوي على 150 إلى 200 مليجرام نيتروجين في لتر ماء.