سليمان بن سعيد الهنائي*
تمتد أيادي الخير في بناء الصروح التعليمية التي تساهم في تعليم الأجيال لتكون قادرة على اكتساب العلم والمعرفة وتغذية فكرها التغذية السليمة وإمدادها بكل ما يعينها على حفظ كتاب الله.
من هنا ندرك ما تقدمه مدرسة تحفيظ القرآن الكريم ببلادسيت في ولاية بهلاء والتي تم تدشينها مؤخراً وفق نظم حديثة في مجالات العلوم التي تضمها لينتفع بها المجتمع وتكون أحد المعالم الحضارية في البلدة.
ندرك بأن المساهمات الذاتية والجهود الكبيرة لأيادي الخير لها الأثر الإيجابي في النفوس لتعزيز الدور الذي يشكله في الخروج بهكذا صرح تعليمي هام خاصة أنه يرتكز على تعليم وتحفيظ القرآن الكريم بصورة أساسية، فهذا الجانب يُعدُّ أهم ما يتعلمه الانسان في حياته، فالقرآن الكريم يصنع في الانسان حياة سعيدة بتوفيق من الله عزوجل في تدابير حياته.
إنّ بناء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بالطريقة الحديثة هدفٌ نبيل وذلك لأهميتها وقيمتها النفسية والمعنوية إضافة الى ما تغرسه في نفوس النشء من مدارك ومعرفة بالشريعة الإسلامية السمحة من حديث وتفسير وفقه وعقيدة وسيرة تنير أفكارهم لتمكنهم من التعرف عن قُرب عن دينهم، فهناك جهود مبذولة ومسخّرة من قبل القائمين على المدرسة في توصيل الرسالة التربوية السليمة التي يحتاجها المجتمع ويسعون من خلاله الى الرقي بالفكر لهؤلاء النشء ليتغذوا على المبادئ الإيمانية الراسخة وتكون مصدراً لهم في مشوار حياتهم متحصنين بالقرآن الكريم ومايستمدونه منه من تعاليم.
إنّ الدور التي تقوم به مدرسة القرآن الكريم حتماً سينعكس على المجتمع خاصة إن ذلك يُعتبر امتداداً لنهج الآباء والأجداد ليكمله الأبناء ويترسخ في أذهانهم في أهمية النهوض بمثل هذه المدارس التعليمية الذي لها الأثر الطيب في النفوس لتحافظ على قيمتها الثمينة في المجتمع.
إنّ هذه المبادرات تستحق الإشادة، فهي تضم عدة قاعات مختلفة ويتوفر فيها عدد من الأجهزة الحديثة، كما ستكون حاضنة للندوات والمحاضرات وتستوعب الناشئة وتحرص على استقطاب كبار السن لتعليم قراءة وترتيل وتجويد القرآن الكريم.
نؤمن جميعاً بأن العمل التطوعي يُسهم في أعمال الخير ويقدم الكثير من الايجابيات في حياة المجتمع فهذه بادرة خير كانت لها اللمسة الطيبة من أهالي البلدة من أصحاب الأيادي البيضاء لإنجاز هذا الصرح العلمي.
[email protected] *
من أسرة تحرير (الوطن)