السب والشتم من عيوب اللسان وهو خارج عن الآداب الإسلامية ومنافي لأخلاق القرآن الكريم، وعنه قال ـ عليه الصلاة والسلام:(المتسابان شيطانان يتهاتران)، فاحذر ـ أخي المسلم ـ أن تكون شيطاناً ولا ترد على من سبّك أو شتمك بمثل مقالته، ولا تجعل الغضب يسيطر على عقلك ويسول لك الشيطان فترد السوء بالسيء بحجة البادئ أظلم، ولا يجوز مقابلة الظلم بمثله فلا يجوز مقابلة الغيبة بالغيبة ولا التجسس بالتجسس ولا القذف بالقذف ولا السب بالسب، وقال:(وإن امرؤ عيّرك بما فيك فلا تعيّر بما فيه)، ويروى أن رجلاً شتم أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ وهو ساكت فلما ابتدأ ينتصر قام النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال أبو بكر: كنتَ ساكتاً لما شتمني فلما تكلمتُ قمتَ؟ قال:(لأن الملك كان يجيبُ عنك فلما تكلمتَ ذهب الملك وجاء الشيطان فلم أكن أجلس في مجلس فيه شيطان).أخي المسلم: علمت بأن النميمة والغيبة والكذب وسب الوالدين والنسبة إلى الزنا والفحش حرام بالاتفاق، وقد قال (عليه الصلاة والسلام):(المتسابان على ما قالا حتى يعتدي المظلوم)، والسكوت عن أصل الجواب أيسر من الشروع من الجواب، وعن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، والفسوق عقوبته الخلود في النار، وعن أنس قال:(لم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشاً ولا لعّاناً ولا سباباً، كان يقول عند المعتبة: ماله تربت جبينه)، وقال:(ومن لعن مؤمنا فهو كقتله ، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله)، وعن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:(قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، وإذا كان يومُ صَوْمِ أَحَدِكُم ْفلا يَرْفَثُ ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم).فالصخب هو الخصام والصياح وهو مذموم في كل حال ومنافاته لأدب المسلم، فسبُّ المسلم أخاه مذموم شرعاً في كل الأحوال وأشد قبحاً إذا كان في شهر الصيام، شهر التوبة والأوبة والذي يطمع كل مسلم في مغفرة الله له، فكيف به يمتنع عن الطعام والشراب والجماع وكل مباح طوال اليوم، ويتحمل مشقة الصوم في الحر والبرد، ثم إذا ما غضب غضبة تراه يسب ويشتم فيضيع أجره بسبب لسانه، لذا لزم عليه أن يستجيب لقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) إذا ما تعرض لسب أن لا يرد بمثله وإنما يقول:(اللهم إني امرؤ صائم) عرفت فالزم.