مطالبات بالاقتصاد فيهما والتركيز على مقاصد الصيام الحقةـ التسابق يجب أن يكون على طاعة الله والذكر وليس بما لذ وطاب من المأكولاتالخابورة ـ من سميحة الحوسنية : ظاهرة الإسراف في شهر رمضان المبارك من الظواهر السلبية التي بدأت تتفاقم في مجتمعاتنا وتتخذ أشكالا مختلفة فمع دخول الشهر الفضيل تزدحم الأسواق لشراء مستلزمات المأكولات والمشروبات بشراهة ملفتة يعكس صور الإسراف والتبذير. إن شهر رمضان المبارك هو شهر الصوم والروحانيات الطيبة وطقوس العبادة من دعوات وصدقات وتراويح تسعد وتطيب بها النفوس ودعوة لتجديد العلاقات الطيبة وجسور تواصل بين الأرحام تهرول الأرواح إلي عتقها من النار وتتنافس في أعمال الخير والتقرب إلى الله لتنال رضاه متشوقة للجنان. مانراه في مجتمعاتنا في هذه الأيام ماهو الا صورة واقعية لظاهرة الإسراف كميات هائلة من الأطعمة مصيرها القمامة وقد نهانا ديننا الحنيف عن التبذير بشتى أنواعه وصوره كما أن هناك الكثير من الأضرار الصحيَّة الناجمة جراء الإسراف في تناول الطعام والشراب خلال الشهر الكريم حيث يؤدي إلى انخفاض كفاءة وقدرة الجسم على النَّشاط البدني لذلك كان لقمان ينصح ابنَه بقوله : يا بني إذا امتلأتِ المعدة نامَت الفكرة، وخرست الحِكمة وقعدَت الأعضاءُ عن العبادة.حول ظاهرة الإسراف سلطت "الوطن" الضوء لتتعرف عن قرب على تلك الظاهرة. يقول خليفة مبارك البلوشي الإسراف والتبذير في شهر رمضان عادة مذمومة لا يختلف عليها إثنان ، فهي متواجدة في المجتمعات العربية خاصة التي لديها بسطة في الرزق فالكثيرون يحاولون التخلص منها لكنهم لم يهتدوا بعد للسبيل وآخرون أجبروا على تركها في ظل تراجع إمكانياتهم المادية وفقاً لغول الغلاء الذي اجتاح الأسواق.وأضاف : يتفق الجميع معي على أن التبذير عادة مذمومة تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي طالما حذرت من الإسراف ، إلا أن كثيرين ينتهجون هذه العادة في شهر رمضان فتجدهم يبذرون ويسرفون في المأكل والمشرب إسرافاً كبيراً ومن ثمَّ لا يأكلون ما يطهون وتكون سلة المهملات مصيره بعد أخذ الحاجة منه والتي لا تصل للنصف في أحسن الأحوال .وأضاف بأن السبب يعود إلى الاعتقاد الخاطئ بين الناس بأن رمضان شهر الخيرات والكرم وهو شهر التلذذ والمبالغة في أصناف الطعام المختلفة وغير المعتادة فنجد الأسر تذهب إلى الأسواق ليأتوا بحاجيات الشهر الضرورية وغير الضرورية داخل المحلات التجارية بكميات كبيرة قد لا يستخدمونها طوال الشهر لزحمة المائدة بأصناف الطعام والشراب.أما سليمان بن علي البلوشي فيقول : إن ظاهرة الإسراف في الأطعمة والمشروبات في شهر رمضان المبارك لا تقتصر ـ مع الأسف ـ على الموسرين بل تشمل جميع الأسر غنيها وفقيرها وأصبحت هذه العادة السيئة صفة ملازمة لجميع الأسر وامتدت للإفطار في بعض المساجد وذلك حينما لا يتم التنسيق مع إمام المسجد أو القائم على برنامج الإفطار فيحضر كل شخص ما يراه من الأطعمة والتمر مما يفيض عن حاجة الذين يفطرون في المسجد وقد يكون بعضه مما لا يسهل حمله أو نقله فيرمى في حاويات القمامة .واضاف : نحن في شهر رمضان شهر البر والإحسان شهر المغفرة والرضوان شهر التقوى يجب أن نحرص على الالتزام بهدى المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن يظهر علينا أثر نعمة الله سبحانه وتعالى ولكن دون سرف ، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري : (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف ، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)، وما أحوجنا في هذا الشهر إلى أن نلتفت إلى ما نحن عليه من أمور سلبية وخاطئة في حياتنا ، وليكن شهر رمضان منطلقاً لتصحيح هذه الأخطاء وأن نحرص على عدم الإسراف والتبذير ، وأن نبدل هذه العادة السيئة إلى عادة حسنة، فنبقى على ما كان يطهى ويطبخ ، ثم نقوم بتوزيعه على المستحقين من الفقراء والمساكين ، أو إهداء الجيران أو المشاركة في إطعام وإفطار الصائمين في المساجد والجمعيات.أما فايزة الأنصارية فقالت : تعد ظاهرة الإسراف في شهر رمضان من الظواهر السيئة والمذمومة وهذا مانشاهده على أرض الواقع بصفة متكررة بل تتفاقم لدرجة التنافس في إعداد الكثير من الأصناف على المائدة والذي يكون مآله حاويات القمامة فإن الأفراط في تناول الطعام يؤدِّي إلى انخفاض كفاءة وقدرة الجسم على النَّشاط البدني والذِّهني، والمسلم لابد أن يستغل هذا الشهر المبارك في العبادات من صلاة وقيام وزيارة الأرحام وغيرها من الأعمال كما أن التبذير عادة سيئة تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي طالما حذرت من الإسراف ، إلا أن كثيرين ينتهجون هذه العادة في شهر رمضان ، فتجدهم يبذرون ويسرفون على المأكل والمشرب إسرافاً كبيراً فلابد أن يقلع الجميع عن تلك الممارسات الخاطئه ويكون التركيز على العبادة والتقرب إلي الله لا التنافس والسباق على الأطعمة والمأكولات. أما فيصل بن قاسم الشحي فقال : في كل عام يبدأ المسلمون في جميع أماكن تواجدهم الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل ولكن الغريب في الأمر أن الاستعدادات ليست في مجال الروحانيات بل استعدادات ومشتريات بكميات كبيرة تحضيرا للولائم التي سيقيمونها ، فالعديد من الأسر يعمدون إلى الأسواق لشراء ما لذ وطاب من حاجيات رمضان ،بعضهم باقتصاد وفق الحاجة وكثيرون بتبذير يتنافى مع الحكمة التي من أجلها شرّع الله الصيام وتتكبد الكثير من الأسر، المصاريف الشرائية التي تتجاوز ضعف ما تنفقه في الأشهر العادية، أو من خلال السلوكيات الغذائية التي تصيب الصائم بسبب إسرافه في تناول الطعام الذي يؤرق جسده من الناحية الصحية والنفسية ،وهناك نساء يتباهين بموائدهن ويتفنن بأنواع مختلفة من الأطعمة والشراب ويجعلنها ميدانا للتنافس مع أخريات. وأضاف بأن عادة التبذير تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي طالما حذرت من الإسراف في رمضان وغير رمضان إلا أن الكثيرين ينتهجون هذه العادة في شهر رمضان فتجدهم يبذرون ويسرفون في المأكل والمشرب إسرافاً كبيراً ولكنهم لا يأكلون كل ما يعدّون من أصناف المأكولات والأطباق المتنوعة ، وفي معظم الحالات يجد نصف الطعام أو أكثر طريقه إلى سلة المهملات وفي اليوم التالي يقع الاختيار على أصناف جديدة واليوم نرى أن هناك تسابقا لتزيين الموائد الرمضانية بأشهى الأطباق وألذ الوصفات التي تبثّها برامج الطهي في الفضائيات العربية تارة وصفحات الطبخ على شبكة الإنترنت وما أن يحل موعد الإفطار حتى يجتمع أهل البيت على المائدة مبهورين بالأصناف المختلفة من الخضار واللحوم وأطباق الأرز المزينة بالمكسرات وأنواع السلطات اللذيذة فيأكل الجميع كل حسب قدره وتكون المفاجأة الكبرى أن بعض الأصناف لم يمسها أحد سوى حجم التذوق والباقي يبقى في الأطباق. وأضاف بأن الله تعالى حين شرع الصيام هدف إلى إحساس العباد بالفقر والجوع والمساواة بين الغني والفقير لكن ما يحصل هو العكس تماماً ففي شهر رمضان يزداد إسراف الناس وتتجاوز ميزانية الشهر سابقاتها من ميزانيات الأشهر السابقة بكثير حيث الاتجاه لشراء ما لذ وطاب من المأكل والمشرب والذي لم يعتد عليه الشخص في الأيام العادية فرمضان شهر العبادة والإقبال على الطاعات المتنوعة بين قيام وتراويح وختم قرآن وصيام وليس شهر أكل وشرب وتبذير .أما نورة الوهيبية قالت : جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِين) وكأن في ذلك إشارة إلى أن الصائم بترفعه عن شهوة الطعام والشراب وغيرها من الملذات إنما هو يسدُّ أبوابًا يستغلها الشيطان فعندما يرى الإنسان غارقًا في تلبية شهوات النفس ورغبات الجسد ينقله من اللذائذ الحلال إلى الحرام ، وفي ذلك إشارة إلى أن سر الروح يلمع في النفس ويشف في الجسد كلما كان صاحبها مترفعًا عن شهوات النفس وملذات الجسد . ولو أن المؤمن استوعب هذه الأسرار القدسية للصيام لما أسرف في الطعام بعد الإفطار وكأنما خرج من سجن اسمه (الصيام) إلى حرية اسمها الإفطار، فما نراه اليوم على موائد بعض المسلمين من إسراف ومبالغة في صنع الطعام واستهلاكه يدل على خلل جليٍّ في فهم مقاصد الصيام التي أرادها الله خاصة له وخالصة لوجهه الكريم .وقالت انتصار الهنائية : شهر رمضان هبة الرحمن فقد اقترن بأعظم الفتوحات وأكبر الانتصارات واليوم نرى حالا مؤسفا إذ أصبح شهر التنافس في إعداد الأطعمة بشكل مفرط يدخلنا في دائرة المسرفين الذين وصفهم الله في سورة الإسراء بقوله :" إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" مما يجعلنا نغرق في عباب المعصية إذ أن مآل تلك الأطعمة إلى القمامة والمنازل تكاد تخلو من سراج العبادة المنير وما جعل الله الصيام ركناً من أركان الإسلام إلا لعظم فائدته بيد أن المسلم بات يرتكب خطأ فادحاً بالإسراف في مأكله ومشربه ولو عرف تلك الفوائد الثمينة لأكل وشرب باعتدال وجاهد شهوات نفسه ليفوز بعطايا الرحمن في شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار.