د.جمال عبد العزيز أحمد*.. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، فهي جملة اسمية من مبتدأ وخبر التزم فيهما الأصل وجوباً بسبب كون ما تعجبية من ألفاظ الصدارة، والجملة الخبرية فعلية، فاعلها ضمير مستتر، فتوجب التزام الأصل في ترتيبها، (أسلوب (ما أفعله) جملة اسمية، خبر مبتدئها جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر وجوباً)، وأما إعراب الصيغة الثانية (أفعل به)، مثل: أجملْ بالدين! فيكون كالآتي: أجملْ: فعل ماض، ورد على صورة الأمر، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب (وأصل التركيب: جمُل الدينُ)، بالدين: الباء حرف جر زائد، و(الدين) فاعل مجرور لفظا مرفوع محلاً، أو هناك صيغة مطولة، ومهمة، هي:(فاعل مرفوع بالضمة المقدرة، التي منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد)، وهذا هو الإعراب الأساس لهذا التركيب، فيكون (أسلوب (أفعل به) جملة فعلية، فاعلها مجرور لفظاً، مرفوع محلاً)، (وأسلوب (ما أفعله) جملة اسمية، خبر مبتدئها جملة فعلية، فاعلها ضمير مستتر وجوباً)، فهما: اسمية وفعلية.وملخص إعراب صيغتي التعجب القياسيتين: كالآتي: أسلوب (ما أَفْعَلَه)! (جملة اسمية مكونة من (ما) مبتدأ وبعده جملة فعلية، فاعلها ضمير مستتر وجوباً، وهذه الحملة هي خبر المبتدأ في محل رفع)، وأسلوب (أَفْعِلْ به)!:(جملة فعلية، فاعلها مجرور لفظاً مرفوع محلاً، أي الفاعل عكس الأولى مذكور وجوباً).والحكم الثالث: أنه لا يجوز تقديم المتعجب منه على صيغتي التعجب لأنهما فعلان جامدان، فلا يقال: الصدقَ ما أجمل! ، ولا بالصدق أجْمِل!، ولا محمدًا ما أصدق!، ولا بمحمدٍ أصْدِق!؛ لأن صيغ التعجب لا تعمل متأخرة، بل متقدمة.والحكم الرابع: أنه لا يجوز الفصل بين فعلي التعجب، والمتعجب منه بفاصل، لا يتعلق بهما، ورخصوا في أن يكون الفاصل بينهما هو الجار والمجرور، أو الظرف، أو المنادى؛ لأنه يتوسع فيها ما لا يتوسع في غيرها، ومتجوز معها، ومن أمثلة هذا الفاصل ظرفاً كان أو جاراً ومجروراً، قولنا: ما أحسنَ اليومَ قراءتك! وما أحسن في الابتلاء فاطمةَ!، قال عباس بن مرداس:وقال نَبِيُّ المسلمين تقدموا وأحبِبْ إلينا أن تكون المقَدَّماوإعراب الشاهد يكون كالآتي: قال: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، نبيُّ: فاعل مرفوع ،وهو مضاف، والمسلمين: مضاف إليه، وتقدموا: جملة (من فعل وفاعل) في محل نصب مقول القول، وأحْبِبْ: فعل ماض ورد على صورة الأمر، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، وإلينا: جار ومجرور، وهو الفاصل بين فعل التعجب والمتعجب منه، وهو أمر جائز، وأن: المصدرية الناصبة، وتكون: فعل مضارع منصوب بـ (أن)، واسمها ضمير مستتر تقديره أنت، والمقدما: خبر (تكون)، والألف للإطلاق؛ لأن القافية مطلقة، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بباء زائدة، محذوفة، وهو فاعل، ولكنه مجرور لفظاً مرفوع محلاً، والتقدير: أحببْ بكونك مقدماً، أي ما أحب ذلك إلينا.ونحو قول الشاعر:خليليَّ ما أحرى بذي اللبِّ أن يرى صبورًا ولكن لا سبيل إلى الصبروإعراب هذا الشاهد يكون كالآتي: خليلي: منادى منصوب بالياء لأنه مضاف مثنى، وياء المتكلم مضاف إليه، وقد حذف حرف النداء، وما: مبتدأ في محل رفع، وأحرى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، والفاعل ضمير مستتر، بذي اللب: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الباء وهو مضاف واللب مضاف إليه،أن: مصدرية ناصبة، ويُرَى: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بالفتحة المقدرة للتعذر، ونائب الفاعل ضمير مستتر، صبوراً: مفعول به ثان، و(أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به للفعل (أحرى)، وجملة (أحرى بذي اللب أن يرى صبوراً) في محل رفع خبر المبتدأ (ما)، ولكنْ: حرف استدراك مبني لا محل له من الإعراب، ولا: نافية للجنس تعمل عمل إن، وسبيل: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، إلى الصبر: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا النافية للجنس.وكقول الشاعر الآخر:أقيم بدار الحزم ما دام حَزْمُها وأَحْرِ ـ إذا حالت ـ بأن أتحولا وإعراب ذلك الشاهد يكون كالآتي: أقيم: فعل وفاعل ضمير مستتر وجوباً.بدار الحزم: شبه جملة في محل نصب حال، وما دام: فعل تام أي:(ما بقي)، وحزمها: فاعل، والضمير مضاف إليه، وأحْرِ: فعل ماض ورد على صورة الأمر مبني على حذف الياء لأنه معتل الآخر، إذا حالت: ظرف في محل نصب تضمن معنى الشرط، وجملة (حالت) في محل جر مضاف إليه، بأن أتحولا: حرفٌ جارٌّ مع مصدر مؤول، مجرور لفظاً، مرفوع محلاً، لأنه فاعل (أحْرِ) مؤخر، والجملة في محل جر مضاف إليه، و(حالت) جملة فعل الشرط، وجملة جواب الشرط محذوفة.* جامعة القاهرة بكلية دار العلوم بجمهورية مصر العربية