تسهم المقاصف المدرسية بدور بارز في حياة الطلبة والطالبات من خلال ما تقدمه من وجبات تغذية تعينهم على تكملة يومهم الدراسي بكل نشاط وحيوية، وتبذل الجهات المعنية المسئولة عنها في مديريات التربية والتعليم مع مجالس الآباء والمعلمين بالمدارس واللجان المعنية والمتعاونة دوراً مهماً في عمليات الاشراف والمتابعة والرقابة على خدماتها في تقديم وجبات صحية وسليمة لطلابنا في المدارس في كل حلقاتها الفصولية والدراسية، ولكن يبقى دائماً هناك هاجس وقلق أولياء الأمور فيما تقدمه من وجبات أساسية لأبنائهم الطلبة والطالبات وخاصة بعد أن تكررت حالات من التسمم بين الطلبة أثناء تناولهم وجبات غذائية في الفترات الماضية في عدد من المقاصف المدرسية وملاحظتهم للمنافسة الشديدة من دخول الوافدين ممن يعملون في المطاعم والمقاهي تحت غطاء صاحب النشاط أو المؤسسة الذي يدخل في عطاءات المناقصات الخاصة بعملية تأجير المقاصف المدرسية في كل عام دراسي وعدم متابعته بما يقدم من وجبات غذائية فيها وكل ما يهمه الكسب السريع أو محاولة الوافد من الدخول بطريقة ما في إعداد الفطائر والسندويتشات وبيعها للقائمين على أعمال المقاصف بطريقة الربح ما بين الاثنين، وهذه العوامل جاءت نتيجة المبالغة من ارتفاع قيمة إيجارات المقاصف وفتح مجال المنافسة في عطاءات ومزايدات المناقصات والزيادة المطردة لمن يدفع أكثر مبلغ شهري من قيمة المناقصة وغلاء الأسعار في بعض المنتجات والمواد الغذائية مما يجعل الفرد الذي رست عليه المناقصة لايفي بالاحتياجات المطلوبة في تقديم الخدمة اللازمة وبالتالي الاستعانة بالمطاعم والمقاهي لإعداد الوجبات الغذائية، فطموح أولياء الأمور وأمنياتهم بأن يرقى حال هذه المقاصف المدرسية وأن تتطور عن نهجها الحالي، لأن صحة وسلامة الطلبة والطالبات مسئولية مشتركة لابد من تطوير بنيتها وتوسعتها بما يتلاءم ودورها الحيوي في المدرسة من تقديم الأفضل وجودة العمل ولأجل ذلك لابد من طرحها للاستثمار عن طريق عقود لمؤسسات وشركات متخصصة في مجال التغذية كسائر الكليات، وتقوم هذه الشركات بتطويرها وتقديم خدمات التغذية الصحية السليمة ولو بعقود لسنوات محددة، وبهذا يضمن صحة ما يُقدَّم فيها من وجبات غذائية ويبعد عنها الدخول في مناقصاتها، وكل من هبَّ ودبَّ همه الربح وليس جودة العمل وأيضاً زرع الطمأنينة في قلوب أولياء الأمور.سعيد بن علي الغافريمسئول مكتب (الوطن) بعبري