مسقط ـ "الوطن" :
نظم مكتب النشر بجامعة نزوى أمس الأول ضمن فعاليات الموسم الثقافي الخامس عشر احتفالية باللغة العربية بعنوان "اللغة العربية عالمية كل يوم" قدمت فيها العديد من الأوراق البحثية في خمس جلسات متنوعة ، وقد افتتح الدكتور محمد شيخ الطريحي مدير مكتب النشر، فعاليَّة "اللّغةُ العربيةُ عالميةٌ كلَّ يومٍ" بتقديم كلمة عن هذه المناسبة، تطرق فيها للحديث عن أهمية اللغة العربية وإسهامات العلماء العمانيين في إثرائها ووضع أصولها وقواعدها، بدءا من الخليل بن أحمد الفراهيدي وليس انتهاء بابن دريد. ثم ألقى عميد كلية العلوم والآداب الدكتور غسان الشاطر، كلمته عن اللغة العربية وما تتعرض له من مخاطر حقيقية، ودور المناهج الأكاديمي لتحصين طلبتنا للحفاظ على اللغة. بعدها تحدث رئيس قسم اللغة العربية في كلية العلوم والآداب الدكتور خميس بن ماجد الصباري عن أهمية اللغة العربية، ودور أقسام اللغة العربية في تخريج أجيال تصون وتحفظ لغة القرآن الكريم. وشارك الشاعر سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء (نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العرب) بورقة عن شاعرية اللغة العربية، وضرورة التصدي لمحاولات طمس هويتها؛ للارتقاء بها مرة أخرى عبر دعم الشباب وتشجيعهم لنشر دواوينهم ومؤلفاتهم. ثم نقل الدكتور سليمان بن سالم الحسيني، من مركز الخليل الفراهيدي، تجربته في الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية والعكس، في مشواره التربوي والأكاديمي الذي يزيد عن ربع قرن. فيما قدم الشاعر محمد بن محمود الرواحي في هذه المناسبة قصيدة عن اللغة العربية.
وفي سياق الاعتزاز بعلماء اللغة العربية العمانيين وتكريمهم، أعد مكتب النشر برنامجا خاصا للاحتفاء بالتراث العلمي للعلامة الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي بالتعاون مع أسرته إذ تم فيه عرض مادة مرئية عن حياة العلامة الكندي، ثم كلمة الأسرة قرأها الدكتور عيسى بن سعيد الحوقاني من قسم اللغة العربية وهو (أحد طلاب الشيخ) ، كما أبحر سليمان بن محمد النعماني وكيل أعماله الذي لازمه سنوات عديدة، في محيط ذكريات سيرة العلامة، إذ استطرد في ذكر التكوين العلمي والخلقي للشيخ العلامة، وبراعته في التحصيل الدراسي خصوصا في مرحلة الدكتوراة التي نالها بامتياز مع مرتبة الشرف، وغيرها من الجوانب المهنية باعتبار المراتب الوظيفية العليا التي تقلّدها، والاجتماعية مثل مساعدته لطلبة العلم والمحتاجين وغيرهم.
ثم استمرت فعاليَّة "اللّغةُ العربيةُ عالميةٌ كلَّ يومٍ" بتقديم مجموعة من البرامج منها ورقة قدمها سالم بن عبدالله العوفي، من معهد التأسيس بالجامعة، تحدث فيها عن تغيير أسماء بعض القرى والمدن والقصبات في سلطنة عمان لأسماء أكثر إشراقا وحياة؛ بحسب توجيه صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم بعد عصر النهضة المباركة. كما قدم الشاعر الدكتور محمد السعدي من مركز البحث العلمي قصيدة بعنوان: "قدرة اللغة العربية في التعبير عن العلوم التكنولوجية". وقدم الدكتور محمود جاسم، من شعبة الرياضيات ورقة ناقش فيها علاقة اللغة العربية بالمنطق الرياضي، ودورهما في تشكيل المعرفة العلمية. إضافة إلى كلمة بعنوان "الأمثال العمانية في الأفلاج" قدمها الدكتور ناصر بن عبدالله الصقري، من وحدة بحوث الأفلاج.
وفي ندوة مصاحبة بعنوان "ازدهار اللغة وتحديات العولمة" اقيمت ندوة نقاشية لعدد من أعضاء قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى، فُتحت فيها أوراق وملفات عديدة تخص هذا الجانب، مثل وقفة تأمل في حضارة اللغة العربية، ووسائل التواصل الاجتماعي واللغة العربية، ومزاحمة العامية للفصحى، ومن الأخطاء الشائعة في اللغة العربية، وقد أدار الندوة الدكتور محمود بن ناصر الصقري من قسم اللغة العربية.
وفي ختام الفعاليَّة تم التوقيع على ديوان "والحب يضاعف لمن يشاء" للشاعر هشام بن ناصر الصقري، الذي دشّنه مؤخرا في معرض مسقط الدولي للكتاب 2019م.