مسقط ـ عبدالله الرحبي: تصوير ـ يوسف العويسي:
حلّت ولاية وادي المعاول ضيفة جديدة علي مهرجان مسقط بمتنزة العامرات تلك الولاية الشامخة كشموخ معالمها الأثرية وابراجها وحصونها ومساجدها الموغل بالقدم والدال علي عمق تاريخها واصالتها.
وقد سطّر أبناؤها حروفاً من موروثاتها وسردت حكايات من حياة مفعمة بعبق الجد والاجتهاد وتسخير الطبيعة القاسية ليبقي بعضها شامخاً في وجه الطبيعة، وتقف قلعة السفالة شامخة في مقدمة الآثار ومرحبة بزوار الولاية ومن ناحية أخرى هناك حجرة الشيخ التي تتجمل بسياج يحيط بها واحات من النخيل الباسقات تلك نماذج من الشواهد التاريخية والآثار لتخلد تاريخ يحمل نفحات لذكريات معطرة لتوضح قدرة الانسان العماني في تسخير الطبيعة لمواكبة الحياة وبناء هوية ثقافية فكرية اجتماعية.
وتضمنت مشاركة ولاية وادي المعاول جملة من المناشط والفعاليات وأثرت القرية التراثية بمفردات من الإرث والعادات والتقاليد وخلقت جوّاً من الحراك الثقافي.
وقد أجاد المشاركون في تصوير جوانب من حياة الانسان قديماً وما يمارسه من أنشطة وحرف متعددة طبقا لتلك البيئة الغنية التي أفرزت حرفاً وصناعات تقليدية تميزت بها هذه الولاية ومن أبرز الصناعات الحرفية هي صناعة الخناجر والحلي وصناعة الفخار الذي تشتهر به هذه الولاية من القدم، ومن الحرف التقليدية السعفيات مثل المراوح (الملاهب) والقفير والسمة والدعون والمجامع.
خطفت فرقة الفنون الشعبية للصغار الاضواء التي ادت جملة من الرقصات الشعبية من فن الرزحة، فكان لها حضور مميز وتسابق المصورون في التقاط صور متنوعة لتبقي ذكري طيبة للتاريخ، أما بالنسبة للفنون الشعبية التي تتميز بها هذه الولاية أبرزها فن الرزحة والهمبل والقصافي وفن العازي والتغرود والونّة.
كما تواجدت بالقرية التراثية عدة بيئات تبين ملامح من حياة الانسان في وادي المعاول منها البيئة البدوية جسدت أهم الممارسات اليومية في حياة البادية بدءاً من رعي الغنم وغزل الصوف وبعض الصناعات والأعمال اليومية تتلاءم مع قساوة البيئة إضافة الى تأدية الكثير من الفنون للترويح عن النفس وتوظيفها في المناسبات المختلفة، أما البئية الزراعية حيث جسدت جميع الانشطة التي تتعلق بالزراعة منها استخراج المياه بواسطة الزاجرة والمنجور وحراثة الارض قديماً وتنبيت النخيل وطريقة الزراعة وتجفيف التمور وتم عرض عرضة السوق وما يتم فيها من مناداة، كما تواجدت البيئة الحضرية بكل ما تجود به من صناعات وحرف.
وقد تضمن المتحف الذي تواجد بالمعرض التراثي معرضاً مصغّراً، وركن للصور الفتوغرافية، ومعرض للمخطوطات والوثائق التاريخية، ومعرض لبيت الغشام.
كما تعددت المشاركات النسائية لولاية وادي المعاول فجسدن مظهر البيت العماني بكل تفاصيله والنساء يمارسن بعض الصناعات التي تلامس خصوصيتهن والاعمال المهنية وتأدية الفنون وعرض طريقة زفة العروس كما قدمت اطباق شهية من المأكولات التقليدية.
وقدم الصغار عدداً من الالعاب الشعبية التي قدموها بساحة القرية التراثية فلفتت الانتباه وخلقت المتعة والاثارة، وللألعاب التراثية فوائد جمّة فلها فؤائد خلقية وسلوكية ونفسية واجتماعية وتعمل على تنمية التعاون والألفة ومن أبرز ما قدم لعبة (سلوم بلوم) .. وغيرها وهي لعب متوارثة عن ماضٍ عريق وأعاد ابناء الولاية الروح لها.