جبل (آناك كراكاتو) ربما يسبب المزيد من الانهياراتجاكرتا ـ وكالات: ذكرت وكالة التخفيف من آثار الكوارث في إندونيسيا أن حصيلة الوفيات بسبب موجات المد البحري العاتية (تسونامي) التي أعقبت سلسلة من الثوارانات البركانية على مضيق "سوندا" تبلغ الآن 430 شخصا، فيما لا يزال 159في عداد المفقودين. وقال المتحدث باسم الهيئة سوتوبو بورو نوجروهو إن 1495شخصا أصيبوا ونزح 21991 شخصا بسبب الكارثة التي سبقتها ثواران بركان جبل "آناك كراكاتو". وأضاف أن عمال الإنقاذ مازالوا يبحثون في المناطق النائية بمنطقة سومور بأقصى غرب جزيرة جاوة، حيث تم نشر آلات ثقيلة للوصول إلى المنطقة بعد أن أصبحت معزولة بسبب الطرق التي لحقت بها أضرار والجسور المهشمة. ولحقت أضرار بـ 31278 كيلومترا من الخط الساحلي في منطقتي "لامبونج" و"بانتن" واجتاحت المياه داخل إندونيسيا لمسافة 500 متر. ونصحت هيئة الأرصاد الجوية والمناخ والجيوفزياء الإندونيسية المواطنين بالابتعاد عن المناطق الساحلية على جانبي مضيق "سوندا"، التي ضربتها أمواج مد بحري عاتية (تسونامي) مطلع الأسبوع.وذكر رئيس الهيئة، دويكوريتا كارناواتي "بالتالي، نطلب من الناس أن يبقوا حذرين ويتفادوا الشواطئ أو المناطق الساحلية، داخل دائرة نصف قطرها ما بين 500 متر وكيلومتر واحد. وتعرقل الأمطار الغزيرة مهام رجال الإسعاف في إندونيسيا، حيث يحاولوا جاهدين الوصول إلى المناطق النائية التي ضربها التسونامي لمساعدة سكّان تقطّعت بهم السبل.وقال سوتوبو بوروو نوغروهو الناطق باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث عبر تويتر إن "أمطارا غزيرة أدت إلى فيضان نهر كان له ارتدادات في عدّة مواقع. وهذا يعرقل الجهود لإجلاء الناس ومساعدة الناجين".وطلبت السلطات من السكّان البقاء بعيدين عن السواحل إذ إن بركان آناك كراماتوا،"طفل" بركان كراماتوا الشهير بحسب التعبير المحلي، لا يزال يشهد ثورانا في مضيق سوندا. ويرجّح مسؤولون، استنادا إلى المعلومات المتوفرة، أن يكون ثوران بركان آناك كراكاتوا في مضيق سوندا بين سومطرة وجاوة قد أدى إلى انهيار جزء من الفوهة الذي سقط في الماء وتسبّب بالتسونامي. وبحسب الخبراء، تكوّن آناك كراكاتوا بحدود العام 1928في كالديرا كراكاتوا، وهو حوض بركاني تشكّل نتيجة ثوران أدى إلى انهيار فوهة بركان كراكاتوا الشهير الذي شهد سنة 1883انفجارا أودى بحياة 36 ألف شخص.وكان عاملون في المجال الإنساني حذروا من خطر نفاد الأدوية والمياه النظيفة في ظلّ توافد الآلاف إلى المشافي وملاجئ الإغاثة المستحدثة والمكتظّة، محذّرين من أزمة صحية عامة. وقد خسر كثيرون منازلهم من جرّاء هذه الكارثة.وأوفدت السلطات مروحيات لتوفير المواد الغذائية في البلدات الساحلية النائية التي اجتاحها التسونامي في غرب جاوة وجنوب سومطرة.ولا يزال مئات الإندونيسيين عالقين في جزر صغيرة عند مضيق سوندا وتوفد لهم السلطات مروحيات ومركبات لتنقلهم إلى مراكز إغاثة. ويلجأ عناصر الإسعاف إلى كلاب مدرّبة للبحث عن ناجين بين الركام، وتصطف العائلات المفجوعة في الطوابير أمام مراكز للتعرّف على جثث ذويها. وبات الأمل في العثور على ناجين شبه معدوم.وألحق التسونامي الضرر بالطرقات والجسور وباتت الأنقاض على أنواعها منتشرة في شوارع المناطق المنكوبة، من هياكل سيارات ومركبات بحرية ومفروشات.وألحق التسونامي دمارا في فندق تانجونغ ليسونغ، حيث كانت فرقة البوب الشبابية "سيفنتين" تحيي حفلا وقت وقوع الكارثة التي أتت على موقع العرض وأودت بحياة ثلاثة من أعضاء الفرقة ولم ينج من شرّها سوى المغني.الى ذلك، ذكر مسؤول من هيئة الأرصاد الجوية والمناخ والجيوفزياء الإندونيسية أن جبل "آناك كراكاتو" من المحتمل أن يسبب المزيد من الانهيارت الأرضية والجليدية، طبقا لما ذكرته وكالة "أنتارا" الإندونسية للأنباء. وقال رئيس مركز رصد الزلازل وموجات المد العاتية (تسونامي) التابع للهيئة، رحمت تريونو في مؤتمر صحفي في جاكرتا أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي إن أجهزة قياس الزلازل بالهيئة سجلت باستمرار أنشطة بركانية من جبل "آناك كراكاتو".وتابع أن الهيئة قامت بتركيب ستة أجهزة لقياس الزلازل حول البركان الثائر الواقع بمضيق "سوندا" بين جزيرتي جاوة وسومطرة.