في فجر 22 من شهر ديسمبر 2013
تغيرت الأشياء
انطفأت قناديل ليلي
المترفة بالحب ..

في ذلك الفجر القاسي
احترق قلبي الصغير
بشهقة الموت
من قلب أمي .
*****
أمي :
حملوك
ووضعوك بين شاهدتين ،
أخذوك لحياة أخرى
بعيدة عني ،
وبين أصوات الأحياء
وصمت الموتى
في المقبرة
دفنوك
ملاكي ..
وأنا
كدمية قطنية صغيرة كانت في عناق دائم
بين يديكِ ،
أبعدوني عنك للأبد

****
رجال كثيرون
أهالوا حفنات من التراب
فوق ترابك ،
ها أنتي سيدتي العظيمة
في بيت جديد
لا أستطيع أن أصلك
فيه ،
خذي وردتي البيضاء
المبللة بالدمع
خذيها
مع آخر عطر من طفولتي
وحُبي العميق أمي .

***
غيمة مسافرة
تضع حزنها على شراشف
سريري المتألمة ،
تحط كحمامة جريحة
تبحث عن وطن
تحلم بزرقة السماء
والأناشيد
والكثير
الكثير أمي .

***
أمي
دموع الفقد كالجمر
تجرح خدي الناعم من قبلاتك ،
دموعاً
تترك المجال للأوراق
وللقلم الضائع بين
سماوات حبك
و
البكاء
من عذابات الفقد .

***
بعدك
لا ورد يتفتح على نافذتي
لا موسيقى تُحيي الروح
لا جمال ينام على ضفائري
لا كحل بعيون صغيرتك
لا حلم مدلل يداعب راحة مخدتي ،
وأنتِ تنامين بعيدة عني
وأنا هنا
بجسد راجف
مكتسي بهدوء
الخيبة
الخذلان
الخوف
و اليتم أمي .

***

اقتنيت زهور الربيع
من أعضائي الحزينة
ومن أعضائك المتألمة مرضاً
زهوراً
نثرتها على كفنك
قبل أن يحملوك بعيداً
بعيداً .

***

علمتني أمي
كيف أشرب اليتم
قطرة
قطرة
بدمي
وأمشي مطحونة القلب
بثوب أميرة
ولا أنكسر .

علمني الفقد
أن أكون عاشقة يتيمة
تحلم كل ليلة
على شرفاتها
بالحب .

علمني أيضاً
أن أضم الجدار الذي
يحمل زهرة وحيدة
ووجه أمي .

***

وأسكن في هذه الدنيا
بدمعتين
أضم بهما
بروازا لصورة
ملاكي الراحلة أمي .

***

هل لكِ عودة أمي ؟!
و أزرع لأجلك بستان زهور
شجرة صغيرة
ذات زهور صفراء
تظللنا بعطر النهار
أنتِ وأنا
حضناً بحضن .

هل لكٍ عودة أمي ؟!
وآتي إليكِ
بأجمل لؤلؤة منزرعة بصدر المحيطات
آتيك بأبهى نجمة مختبئة
على كتف القمر ،
فقط عودي جميلتي الغائبة .

***

إلهي :
كن معي يا الله
كن مع قلبي المخذول
بدون كف أمي
تمسح عليه .

إلهي :
كن معي يا الله
فأنا منكسرة
حد الوجع المتعب .
***
أيها الموت :
الآن غرفتي خالية ،
رائحة أمي
ليست هنا .

فوزية بنت عبدالله الحارثية