جودة مرسي:أعلنت وزارة الصحة في بداية هذا الأسبوع عن وجود ثلاثة إصابات من بعوضة الزاعجة المصرية (الايديس) في بعض مناطق مسقط، وهي تنقل فيروسات حمى الضنك والحمى الصفراء، ومنشأ البعوضة في إفريقيا وهي منتشرة في الكثير من البلدان، سواء في آسيا أو أميركا الجنوبية. ثم قامت وزارة الصحة فيما بعد بالإعلان عن تماثل الحالات الثلات للشفاء. وبتعاون الصحة مع المديرية العامة لبلدية مسقط في مختلف الولايات التي يوجد بها البعوض تم القيام بأعمال التقصي عن البعوضة وبؤر توالدها في المنازل والمزارع، ووزعت فرق العمل على المناطق المختلفة لتوالد البعوضة والتخلص منها، مع تصميم برامج مكثفة لاحتواء وجود الحشرة الكاملة ومن ثم القضاء عليها.إن سبب الإزعاج الذي سببه الإعلان عن وجود هذه البعوضة عدد حالات الإصابة التي تصل إلى 390 مليون حالة سنويا على مستوى العالم، وهو أمر حتمي من أجل أن يكترث المواطنون والمقيمون لخطورة هذه البعوضة التي تسبب حمى الضنك والتي يصعب علاجها وأخذ الاحتياطات اللازمة، خصوصا أن أساس تكاثرها هو أشياء من صنع الإنسان، وفي تقرير أخير نشر في الثالث عشر من سبتمبر الماضي على موقع منظمة الصحة العالمية يعرف حمى الضنك ((بأنها مرض فيروسي ينقله البعوض وقد انتشر بسرعة في كل أقاليم منظمة الصحة العالمية في السنوات الأخيرة. وتنقل فيروس الضنك إناث البعوض وذلك أساسا من جنس الزاعجة المصرية، كما ينقل هذا النوع من البعوض داء الشيكونغونيا والحمى الصفراء والعدوى بفيروس زيكا. ويتفشى المرض على نطاق واسع في الأقاليم المدارية، مع تغيرات محلية في مستوى الخطر تتأثر بمعدل هطول الأمطار، ودرجة الحرارة، والعمران السريع العشوائي. وتم التعرف على حمى الضنك الوخيمة (المعروفة أيضا باسم حمى الضنك النزفية) في الخمسينيات من القرن الماضي أثناء فاشيات الضنك في الفلبين وتايلاند)). وقد غدت من بين الأسباب الرئيسية للإدخال إلى المستشفيات والوفيات في صفوف الأطفال والبالغين. كما ويذكر التقرير أن انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر لسعات إناث البعوض المصابة. والإنسان المصاب هو الجهة الحاملة والمُكثرة الرئيسية للفيروس، حيث يشكل مصدرا للفيروس بالنسبة للبعوض غير المصاب. وبمقدور المرضى المصابين بالفعل بفيروس حمى الضنك نقل العدوى (لمدة أربعة إلى خمسة أيام؛ وحتى 12 يوما كحد أقصى) عبر بعوض الزاعجات بعد ظهور الأعراض الأولى عليهم. وتعرف بعوضة الزاعجة المصرية (الايديس) من نقطة بيضاء توجد على أرجلها.إن التعامل السريع في التعريف بالبعوضة ومحاربتها وعلاج الحالات المصابة يجعلنا نشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة بالتعاون مع بلدية مسقط في البحث عن وجود البعوضة، والقضاء عليها مبكرا والكشف عن وجودها للاحتراز منها، ما يجعلنا نتفادى الآثار السلبية والأمراض الممكنة التي يمكن لهذه البعوضة أن تسببها، وإن كان يتطلب ذلك تعاون الجميع كل في مكانه ببعض الإجراءات والنصائح البسيطة من أجل عدم توفير بيئة مناسبة لتكاثر هذه الحشرة وتزايدها، وأهم هذه النصائح كما ذكر المتخصصون الصحيون التخلص من المياه الراكدة سريعا والعمل على عدم تواجدها مجددا، خصوصا في بعض المواقع الخفية منها (أصيص الأشجار، والنافورات داخل وخارج المنازل والمياه المجمّعة من أجهزة التكييف وتغيير مياه المراوح الرذاذية، والعبوات الفارغة بأحجامها المختلفة، والإطارات القديمة)، تفريغ أوعية تخزين المياه وتنظيفها بالفرشاة كل خمسة أيام، تغييـر المياه في أوعية شرب الحيوانات والطيور وتنظيفها بالفرشاة قبل إعـادة تعبئتها كل خمسة أيام، التغطية المحكمة لخزانات المياه، سواء على أسطح المنازل أو الخزانات الأرضية. إن الالتزام بهذه الإجراءات يجعلنا نخفف من انزعاجنا من تأثير هذه البعوضة والتخلص منها قبل نقلها للمرض، وهذا ما يعرف بالطب الدقيق أو الطب الشخصي القائم على الوقاية والعلاج الذي يأخذ في الاعتبار المحافظة على البيئة النظيفة التي تناسب الجميع في الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض قبل حدوثها.