زارها : سيف بن عامر الهطالي تصوير : آدم الراشدي
القريتين هي القرية الوادعة في ولاية إزكي بمحافظة الداخلية التي اتخذت من شرق الولاية موقعا لها ليحدها من غربها قرية الحميضة ومن شرقها قرية الخرماء وهما قريتان من أعمال الولاية نفسها أيضا.
استمدت بلدة (القريتين) تسميتها من تثنية القرية؛ إذ إن هذه البلدة عبارة عن قرية مزدوجة جمعت بين القرية الأثرية القديمة والقرية التي تأسست بعدها بالتزامن مع بزوغ فجر النهضة المباركة اللتين يفصل بينهما مجرى الوادي ومزارع النخيل الواسعة والممتدة، وهي مزارع يعتمد سكان القرية في ريها على نظام الأفلاج.
أفلاج (القريتين) القائمة والمستغلة ثلاثة (فلج المحيدث، فلج الصادر، فلج المسْوي) تسقي بالدرجة الأولى مزارع النخيل ومزارع القت (البرسيم) وكذلك عددا من الأشجار المتنوعة بين أشجار الليمون والمانجو وغيرها، فضلا عن غيرها من الأفلاج غير الفاعلة التي اندثرت مع مرور الزمن.
وزيادة على عراقة (القريتين) وكونها معلما نموذجا لنمط المعيشة في الريف العماني، وشاهدا تاريخيا يحكي تفاصيل حياة الإنسان العماني ماضيا وحاضرا، فهي تمثل وجهة سياحية حباها الله تعالى بجملة من المقومات التي جعلت منها مكانا مقصودا للمهتمين بالسياحة ولأولئك الذين يجدون في الطبيعة مساحة للاسترخاء والاستمتاع بها، وأيضا لمن هم معنيون بعالم الآثار والتراث نذكر من هذه المعالم المتنوعة:
برج الحصن: وهو برج يعتلي قمة جبل الرابية، ويعود تاريخه إلى ما قبل الإسلام وفقا للروايات المأثورة، وكان يمثل الحصن المنيع الذي يتحصن فيه أهالي البلدة، في الحالات المضطربة وغير المستقرة.
جبل المعقوق: وهو جبل يتوسط بلدة القريتين، به آثار قديمة تروي قدم الإنسان العماني الذي عاش فيها، إلى جانب المساجد التي فيه والمتوجهة بقبلتها إلى المسجد الأقصى، ما يدل على الزمن الموغل في القدم الذي تعود إليه هذه الآثار.
المقابر الأثرية: وهي مقابر قديمة جدا تقع على الجانب الشرقي للحارة القديمة للبلدة، وتنسب تاريخيا إلى العصور الجاهلية، وتتخذ هذه المقابر عدة أشكال مختلفة؛ فمنها الدائري ومنها المربع ومنها السداسي، وغيرها من المقابر التي تتخذ طابعا تاريخيا بحت.
خف الشيطان: أما خف الشيطان فهو مزار يقع في الجانب الشرقي من بلدة القريتين يستقطب الكثير من الناس والوقوف عليه، وهو تشكيلة جبلية طبيعية على هيئة موطئ قدم الإنسان، إلا أنها ونظرا لحجمها الكبير الذي لا يتوافق وحجم قدم الإنسان العادي؛ فقد ذهب الناس في بلدة القريتين منذ القدم إلى تأويلات وتفاسير مختلفة لاتخلو من تأثرها بالأساطير والخرافات.
تصويرة الجمل: وهي تشكيلة بيضاء على صفيحة جبلية بنية؛ وهذه التشكيلة على هيئة حيوان الجمل، علما بأنها تشكيلة تكونت بفعل الطبيعة بعيدا عن تدخل الإنسان.
الحارة الأثرية القديمة: والمعروفة محليا في القريتين باسم (الحجرة) وهي قرية قديمة تمثل شاهدا أثريا وحكاية تراثية من الطراز الأصيل، إذ تجد فيها البيوت الطينية والمساجد والقلاع والمجالس، والمتمعن فيها يستشعر العفوية والبساطة التي عاشها الإنسان آنذاك في هذه القرية.
المساجد الأثرية: وهي تلك التي تتفرد بتصميمها العمراني الإسلامي وطابعها التقليدي في المواد المستخدم في تشييدها بالطريقة التقليدية ليكون ذلك عاملا أساسا يضفي عليها جمالا رائعا، ومنها: مسجد النخل وهو مسجد يتوسط مزارع النخيل مضفيا نكهة خاصة من عبق القرية العمانية التقليدية.
الجدير بالذكر أن بلدة (القريتين) لها جذور ضاربة وموغلة في القدم؛ مما ساعد على أن يكون ذكرها حاضر في العديد من الكتب المعنية بالتاريخ والتراث العماني الأصيل، ومن ذلك كتاب (نزهة المتأملين في معالم الأزكويين).