من التطورات الجديدة التي غزت مجتمعاتنا في طقوس الزواج دفع المهر أو الصداق عن طريق بطاقة الائتمان البنكية في عملية يقوم بها الزوج أو العريس بتحويل المهر عن طريق حساب الفتاة أو العروس في ظاهرة جديدة تم استحداثها بديلة عن دفع المهر نقدا للعروس أو ولي أمرها ففي يوم الخطبة وبعد الاتفاق بين الأسرتين على المهر وقيمة مستلزمات وطلبات العرس يتم إيداع المبلغ في حساب الفتاة أو ولي الأمر وتقديم بطاقة الائتمان بحضور أفراد الأسرة والمعزومين من الأهل أو الأقارب يوم الخطبة أو الملكة (عقد الزواج) ويتم تأكيد ذلك بواسطة الإشعار الصادر من البنك بعملية وجود المبلغ في الحساب.
أوقفتني هذه العملية التي تأتي ضمن تداعيات الطفرة الحديثة في عالم التقنية وتطوراتها التي مكنتنا من المرونة في إدارة الحسابات البنكية والتواصل المجتمعي فالآن يمكننا الاتفاق على المهر والمطالبات الأخرى بواسطة التقنية الحديثة والتي دخلت ضمن ترتيبات ومضامين الزواج الحديث وتبعاته وهذه الظواهر الدخيلة هبت علينا برياحها شئنا أم أبينا عادات وتقاليد في طقوس الزواج دخلت بيوتنا من أوسع الأبواب كالكوشة وتقديم المهر أو بطاقة الائتمان في مزهرية وكسر الجحلة المملوءة بالقطع المعدنية النقدية بين أرجل العرسان والأغاني والموسيقى الصاخبة وحجز قاعات الأفراح والمزارع ومأدبة الحفل التي تتنوع بالمأكولات من لحوم وشحوم ودجاج وحلويات ومكسرات وعصائر وغيرها وفي النهاية تكون تلك المصاريف من جيب العريس الذي سيظل يعاني من ضائقة مالية على مدى سنوات عمره من استدانه بنكية.
هذه الظواهر والعادات السلبية يجب تقليصها وأن تنبع الحلول في كسر حاجزها من أفراد المجتمع والعودة للبساطة والزمن الجميل لعادات الآباء والأجداد في احتفالاتهم بالزواج لابد من تقنين هذه الأمور قبل استفحالها في مجتمعنا ويجب على أولياء الأمور النظر في إعادة ترتيب الاحتفال بالزواج وعدم الانسياق للعادات الدخيلة والتي تذهب بجماليات وريحة وعبق العادات والقيم في مناسبات الزواج وأيضا يجب على الشباب الوعي التام والإدراك بمستقبلهم ورسم خارطة مليئة بالسعادة والهناء التي لاتشوبها شائبة من العادات الدخيلة والمظاهر البراقة والتي في غنى عنها ولا تمت بقيمنا وعاداتنا بصلة لا من قريب أو بعيد ولا تكون معول هدم لاستقرار الحياة الزوجية.

*مسئول مكتب الوطن بعبري
[email protected]