الْحَمْدُ للهِ الْوَدُودِ الرَّحْمَنِ، جَعَلَ الْمَوَدَّةَ رَابِطَةً بَيْنَ أَرْوَاحِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالأُلْـفَةَ جَامِعَةً لِقُلُوبِ عِبَادِهِ المُتَّـقِينَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، حَثَّ عَلَى الأُلْـفَةِ وَالْمَوَدَّةِ، وَحَذَّرَ مِنَ التَّنَافُرِ وَالْقَطِيعَةِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.أَمَّا بَعْدُ، فِيَا عِبَادَ اللهِ:اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى، وَاعْـلَمُوا أَنَّ الْمُؤْمِنَ ضَعِيفٌ بِانْفِرَادِهِ، قَوِيٌّ بِتَوَاصُلِهِ مَعَ إِخْوَانِهِ، مُنْفَسِحُ الصَّدْرِ فِي حَالِ التَّآلُفِ، مُنْقَبِضُ النَّفْسِ عِنْدَ التَّنَافُرِ، لا يَقِرُّ لَهُ قَرَارٌ إِلاَّ فِي رِحَابِ الأُخُوَّةِ وَالتَّقَارُبِ، وَلا يَطِيبُ لَهُ أُنْسٌ إِلاَّ فِي أَجْوَاءٍ مُفْعَمَةٍ بِالتَّصَافِي وَالتَّعَاوُنِ، لِذَلِكَ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى الرَّابِطَةَ بَيْنَ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ رَابِطَةَ أُخُوَّةٍ، وَهِيَ مِنْ أَقْوَى الرَّوَابِطِ وَأَمْـتَنِهَا، وَمِنْ أَعْظَمِ الأَوَاصِرِ وَأَشْرَفِهَا، يَحْرِصُ عَلَيْهَا الأَتْـقِيَاءُ، وَيَسْعَى إِلَيْهَا الأَصْـفِيَاءُ، وَيَسْعَدُ بِهَا الْعُـقَلاءُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " الحجرات 10 ، فَحَرِيٌّ بِالْمُؤْمِنِ الصَّادِقِ أَنْ يُقَوِّيَ عَلاقَةَ الأُخُوَّةِ مَعَ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ أَجْمَعَ فِي التَّقَارُبِ وَالتَّآلُفِ، وَإِنَّ الشَّرَّ كَامِنٌ فِي التَّقَاطُعِ وَالتَّدَابُرِ، إِذْ لَيْسَ مِنْ خِلالِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ مِنْ إِخْوَانِهِ نَافِرًا، وَعَنْ جَمَاعَتِهِمْ مُنْعَزِلاً، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلا خَيْرَ فِي مَنْ لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ))، فَالْمُؤْمِنُ بِالْمَوَدَّةِ بَيْنَ إِخْوَانِهِ مَوْصُوفٌ، وَبِالْحِرْصِ عَلَى الأُلْـفَةِ بَيْنَهُمْ مَعْرُوفٌ. عِبَادَ اللهِ:تَزْدَادُ الأُلْـفَةُ أَهَمِّـيَّةً وَتَعْظُمُ مَنْزِلَةً إِذَا كَانَتْ بَيْنَ الأَقَارِبِ وَذَوِي الأَرْحَامِ؛ لِذَلِكَ كَانَ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْتَزِعُوا مِنْ قُلُوبِهِمْ كُلَّ مَا هُوَ مَذْمُومٌ، فَلا حِقْدَ بَيْنَهُمْ، وَلا حَسَدَ، وَلا عَدَاوَةَ وَلا بَغْضَاءَ وَلا ضَغِيْـنَةَ، بَلْ حُبٌّ وَوَفَاءٌ وَتَآلُفٌ وَمَوَدَّةٌ وَرَحْمَةٌ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا " الحجر (47) وَقَالَ تَعَالَى: " وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " ال عمران (103) إنَّ الأَقَارِبَ وَذَوِي الأَرْحَامِ يَجِبُ أنْ يَكُونُوا هَكَذَا، تَشُدُّ الأُلْـفَةُ نُفُوسَهُمْ، وَتَخْـلُو قُلُوبُهُمْ مِنَ الغِلِّ، وَتَجْمَعُ بَيْنَهُمْ أَسْمَى الرَّوَابِطِ وَأَوْثَقُ الْعَلاقَاتِ، وَهَذَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ الجِيرَانُ أَيْضًا، فَإِنَّ الإِسْلامَ أَمَرَ بِحُسْنِ الْجِوَارِ وَالصَّـبْرِ عَلَى إِيذَاءِ الْجِيرَانِ، وَأَنْ لا تُقَابَلَ الإِسَاءَةُ بِمِثْلِهَا حَتَّى لا يَتَفَاقَمَ الشَّرُّ، وَتَسْـتَفْحِلَ الْمُشْكِلَاتُ فَتَخْرُجَ مِنْ دَائِرَةِ الإِيمَانِ، فَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الْرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم : ((وَاللهِ لا يُؤْمِنُ وَاللهِ لا يُؤْمِنُ وَاللهِ لا يُؤْمِنُ! قَالُوا: مَنْ هُوَ يا رَسُولَ اللهِ؛ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ؟ قَالَ: مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوائقَهُ))، ذَلِكَ أَنَّهُ بِالإِيْمَانِ تَتَقَوَّى الرَّوَابِطُ بَيْنَ الأَفْرَادِ وَبِالإِيْمَانِ يَسُودُ الأَمْنُ وَالأَمَانُ، فَتُحَلُّ مُشْكِلاتٌ وَتَزُولُ ضَغَائِنُ وَأَحْـقَادٌ، لِيَكُونَ مُجْـتَمَعُ الإِيْمَانِ مُتَمَاسِكًا مُتَرَابِطًا كَمَا وَصَفَهُ الْرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ قَالَ: ((تَرَى الْمُؤمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مِثْلَ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ الْجَسَدُ بِالْحُمَّى وَالْسَّهَرِ))، فَهَذِهِ صِفَاتُ الْمُؤمِنِينَ فِي مُجْـتَمَعَاتِهِمْ، حُبًّا وَتَعَاطُفًا وَتَرَاحُمًا وَتَوَاصُلا.أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّنَا فِي زَمانٍ كَثُرَتْ فِيه شَوَاغِلُ الإِنْسَانِ، وَانْفَتَحَ عَلَيْهِ مِنْ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ مَا أَلْهَاهُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ صُنُوفِ الإِحْسَانِ، فَاكْـتَفَى كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ بِتَوَاصُلِهِمْ مَعَ إِخْوَانِهِمْ عَنْ طَرِيقِ تِلْكَ الْوَسَائِلِ، وَاسْـتَثْـقَلُوا التَّوَاصُلَ بِالتَّزَاوُرِ، وَفِي قَطْعِ التَّزَاوُرِ الحِسِّيِّ - أَيُّهَا الأِخْوَةُ الْفُضَلاءُ - مَا فِيهِ مِنْ فُقْدَانِ كَثِيرٍ مِنَ الْفَضَائِلِ وَانْحِسَارِ كَثِيرٍ مِنَ الْقِيَمِ، وَخُسْرَانٍ عَظِيمٍ مِنَ الأَجْرِ، مَا كَانَ الإِنْسانُ لِيَحْصُلَ عَلَيْهِ إلاَّ بِالزِّيَارَةِ وَالصِّلَةِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ((أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْـتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْـتَهُ فِيهِ))، فَكُنْ حَرِيصًا أَيُّهَا المُؤْمِنُ عَلَى زِيَارَةِ إِخْوَانِكَ، وَاجْـعَلْ فِي وَقْتِكَ مُتَّسَعًا لاستِقْبَالِهِمْ، فَإِنَّ التَّقَارُبَ بِالزِّيَارَةِ يَجْعَلُكَ مُطَّلِعًا عَلَى أَحْوَالِهِمْ، فَإِنْ كَانُوا فِي كُرْبَةٍ نَفَّسْتَ كُرْبَتَهُمْ، وَإِنْ كَانُوا مُحْـتَاجِينَ إِلَى عَوْنٍ أَوْ مُسَاعَدَةٍ حَرَصْتَ عَلَى عَوْنِهِمْ وَمُسَاعَدَتِهِمْ، وَهَذَا فِيهِ مَا فِيهِ مِنَ الأُلْفَةِ، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: (كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الأَخَ أَتَيْنَاهُ، فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا كَانَتْ عِيَادَةً، وَإِنْ كَانَ مَشْغُولاً كَانَ عَوْنًا، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ كَانَتْ زِيَارَةً).فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاحْرِصُوا عَلَى التَّوَاصُلِ وَالتَّزَاوُرِ، لِتَعيشُوا فِي صَفَاءٍ وَنَقَاءٍ، فَتَنَالُوا مِنَ اللهِ الْفَضْـلَ وَالأَجْرَ، وَمِنْ عِبَادِهِ الدُّعَاءَ وَالشُّكْرَ.أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.*** *** ***الْحَمْدُ للهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْـبِهِ وَمَنْ وَالاهُ.أَمَّا بَعْدُ، فِيَا عِبَادَ اللهِ:إِنَّ لِلزِّيارَةِ آدَابًا يَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا، وَأَخْلاقًا يَنْبَغِي مَعْرِفَتُهَا، تُعِينُ عَلَى نَجَاحِ الزِّيَارَةِ، وَتَبْعَثُ عَلَى جَنْيِ ثِمَارِهَا وَتَحْصِيلِ فَوَائِدِهَا، فَمِنْ ذَلِكَ أَنْ تُعْـلِمَ مَنْ تَوَدُّ زِيَارَتَهُ قَبْـلَ ذَلِكَ بِرِسَالَةٍ أَوِ اتِّصَالٍ، فَإِنَّ هَذَا مِمَّا تُعُورِفَ عَلَيه فِي هَذَا الزَّمَانِ، وَفِي هَذَا خَيْرٌ لِلزَّائِرِ وَالْمَزُورِ، فَرُبَّمَا تَعَنَّى لِزِيَارَتِهِ وَلَمْ يَجِدْهُ، أَوْ وَجَدَهُ وَلَكِنَّهُ كَانَ مَشْغُولاً؛ فَرَفْعًا لِلْحَرَجِ يَنْبَغِي الاسْـتِئْذَانُ مِنْهُ قَبْـلَ الْقُدُومِ عَلَيْهِ، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَإِلاَّ أَجَّـلَ الزِّيَارَةَ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: " وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ " النور 28 أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَتَوَاصَلَ مَعَ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ إِذَا غَفَلَ ذَكَّرُوهُ، وَإِذَا احْـتَاجَ أَعَانُوهُ، وَإِذَا اسْـتَنْصَحَهُمْ نَصَحُوا لَهُ، وَهُوَ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَنْأَى بِنَفْسِهِ عَمَّنْ يُبْعِدُونَهُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَطَاعَتِهِ، وَلا يَنَالُ مِنْ رِفْقَتِهِمْ وَالتَّوَاصُلِ مَعَهُمْ إِلاَّ الْغَفْلَةَ وَقَسْوَةَ الْقَلْبِ، مُمْـتَثِلاً قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: " اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) الكهف " فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاحْرِصُوا عَلَى التَّآلُفِ مَعَ إِخْوَانِكُمْ، وَاسْعَوْا إِلَى زِيَارَتِهِمْ لِتَنَالُوا الْفَضْـلَ وَالأَجْرَ، وَتَغْنَمُوا الْمَوَدَّةَ مِنَ اللهِ وَالْقُرْبَ، فَتَسْعَدُوا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَنَالُوا الرِّضْوَانَ الأَكْبَرَ فِي الْحَيَاةِ الأُخْرَى. هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ المُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيمًا: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " الاحزاب 56 "اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُومًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ بِكَ نَستَجِيرُ، وَبِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ أَلاَّ تَكِلَنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ يَا مُصْلِحَ شَأْنِ الصَّالِحِينَ.اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ، وَأَيِّدْهُ بِنُورِ حِكْمَتِكَ، وَسَدِّدْهُ بِتَوْفِيقِكَ، وَاحْفَظْهُ بِعَيْنِ رِعَايَتِكَ.اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرْزَاقِنَا يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ،المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.عِبَادَ اللهِ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل