يقدم "أشرعة" في عدده اليوم الجزء الأخير من موضوع "العلاقات العمانية الصينية : تجارة اللبان الظفاري أنموذجا" للباحثحبيب الهادي متحدثا في الجزء الأخير عن "موانئ ظفار عبر التاريخ" والتي اشتهرت فيها ظفار منذ عصور ما قبل الميلاد، ومنها ميناء سمهرم ومرباط وظَفار( البليد) وريسوت وطاقة وحاسك وغيرها التي كانت تعج بالحركة التجارية عبر العصور، وكان اللُبان هو المحرك الاقتصادي الأبرز لهذه الموانئ.ويستخلص الباحث في هذه الدراسة أن عُمان تملك رصيداً حضارياً ضارباً في أعماق التاريخ الإنساني، وفي كل لحظة يُنقب فيها عن تلك الحضارة تنكشف لنا ذخائره التاريخية والأثرية، ومن تلك المكتشفات طريق البخور الذي ينطلق من موانئ شاطئ العطور (ظَفار) ليمتد شرقاً عبر المحيطين الهندي والهادي متواصلاً مع شعوب الهند وجنوب شرق آسيا والصين وغيرها من مناطق شرق آسيا، كما يمتد غرباً نحو سواحل البحر المتوسط وإلى أوروبا، وقد كان لهذا الطريق نشاطاً دعوياً مصاحباً لذلك النشاط التجاري، مما أسهم في انتشار الإسلام في معظم السواحل الآسيوية واهمها سواحل الصين من خلال حكمة التجار وصلاحهم وتحملهم لأمانة الخيرية التي دعا الإسلام لها.كما يسدل الكاتب جمال النوفلي الستار على رحلته "ما لم تَرهُ في الاْردن" حيث يقدم اعترافات عن واقع هذه المدينة الذي يعده جزءا من المشاهدات والمناظر التي يجب على المسافر أن يفيض في وصفها .اما الكاتب عبدالله الشعيبي فهو الآخر يقدم رؤيته المتجددة في زاوية "النقد الثقافي" حيث يسرد "شفاهيات شعرية مَحكيّ النصوص وقاموس الكلام" مشيرا إلى أن الفنون الشعبية العمانية القديمة، في الحيزين الزمني والمكاني، لا يمكن النظر إليهما في دائرة الفلكرة، التي تحبس الروح التي - على أقل تقدير- كانت جزءا من هوية وحراك وامتداد نسج خيوط مرجعية قابلة للتعاطي معها، وبخاصة العناصر التي شكلت تفاصيلها بنية في الطقس الفنوني الذي ران على المرحلة القديمة من عمر المكان العماني.كما يؤكد الكاتب ضرورة الاعتناء بالشفاهية الشعرية، التي ما كان لها أن تظل مثيرة أسئلتها وجدلها لولا الفنون الشعبية التي نقلتها وجعلتها جزءا ركينا في الوجدان الشعبي العماني.وفي الجانب المسرحي يقدم الكاتب الدكتور سعيد بن محمد السيابي الباحث المسرحي بجامعة السلطان قابوس موضوعه بعنوان "التمثيل الايمائي أو فن الحركات الايحائية (البانتومايم)" حيث يشير إلى ان الفنون بتطورها تُعرف مع مقتضيات الضرورات الحياتية، وتواكب حركة نمو المجتمعات الانسانية، وتقدم أشكال التعبير المناسبة لكل مرحلة من مراحل التطور الحضاري للأمم والشعوب، لهذا نشأ فن البانتومايم أو التمثيل الايمائي أو فن الحركات الايحائية وتدرج في الظهور من حضن الممارسات الاجتماعية والدينية فواكب الظواهر والمستجدات التي قادت إلى تشكل لغة الجسد لتوصيل الرسائل والمشاعر والاحاسيس عندما تريد أن تعبِّر عن الفرح أو الحزن وعن الحرب أو السلم.وفي حوار العدد يلتقي الزميل وحيد تاجا الناقد السوداني عزالدين ميرغني الذي يعد أهم وأبرز الأقلام النقدية السودانية المعاصرة. وله إسهامات واضحة في المشهد الثقافي، سواء عن طريق النقد أو الترجمة، ويكتب في عدة دوريات، كما يدير البرامج الثقافية في قناة أم درمان. صدر له "البنية الشخصية في أدب الطيب صالح دراسة في روايتي موسم الهجرة إلى الشمال وعرس الزين" ، و"موسوعية المعرفة وجماليات اللغة في ديوان حاج الماحي".