القدس المحتلة ـ الوطن:
وثق شريط فيديو صورا من قبل فلسطينيين كيفية استهداف الاحتلال للفتى الفلسطيني أحمد أبو طيور (16 عاما) خلال مشاركته في مسيرات العودة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة في الجمعة الرابعة والعشرين لمسيرات العودة وكسر الحصار. قبل أن يستشهد أمس الاول.
ويُظهر الفيديو الفتى وهو يرشق الحجارة على الشريط الحدودي من مسافة لا تشكل أي خطر على جنود الاحتلال. كما يظهر نداءات المتظاهرين للفتى والتي طالبته بالعودة خشية استهدافه.
وظهرت لحظة اطلاق النار على الفتى وهو رافع يديه لأعلى بالفيديو، قبل ان تصيبه رصاصة قناصة الاحتلال في صدره، ومن ثم أُعلن عن استشهاده يوم أمس الاول.
ويعد الفيديو الرابع من نوعه الذي يوثق قتل الاحتلال لأطفال، دون أن يشكلوا خطرا على جيش الاحتلال. من جانبه، تساءل والد أبو طيور معلقا على استشهاد نجله "ابني ليس لديه دبابة ولا صاروخ، لماذا قتلوه؟". وأعلنت سلطات الاحتلال بعد الضجَّة التي أثارها مقطع الفيديو أنها سيفتح تحقيقا في مقتل الفتى. وباستشهاد أبو طيور يرتفع عدد شهداء المسيرةِ إلى 174 شهيدا و19600 إصابة مُنذ انطلاق مسيرات العودة 30 مارس الماضي بينهم 28 طفلا دون الثامنة عشرة.
في سياق متصل، أكد مركز الميزان لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد استهداف المشاركين بمسيرات العودة على الحدود الشرقية لغزة وإيقاع الأذى في صفوف المدنيين. وذكر المركز في بيان صحفي أن حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في غزة منذ بدء مسيرات العودة نهاية مارس الماضي بلغت 182 شهيدا من بينهم 132 استشهدوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم 24 طفلا، و3 من ذوي الإعاقة، و3 مسعفين، وصحفيين، وسيدة. كما أصيب 9371 مواطنًا من بينهم 1729 طفلا، و410 نساء، و107 مسعفين، و86 صحفيا، ومن بينهم 5310 أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم 871 طفلا، و112 سيدة.
وطالب بتحرك المجتمع الدولي العاجل والفاعل لوقف انتهاكات قوات الاحتلال، والعمل على تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، والعمل على إنهاء الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في فلسطين الإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية. وحملت الوزارة حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو وقادة أذرعها العسكرية والأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة، التي تكشف بما لا يدع مجالا للشك كذب وزيف المواقف الأميركية الإسرائيلية التضليلية والتصريحات المرافقة حول الجهود لإحلال السلام أو لإنعاش قطاع غزة. وأكدت الوزارة أن أركان الإدارة الأميركية ومبعوثيها للمنطقة يواصلون بمواقفهم وتصريحاتهم الفجة التعبير بلا خجل عن انحيازهم المطلق للاحتلال وسياساته، ويواصلون التغطية على جرائم الاحتلال بحجج وذرائع واهية، عكستها تصريحات جرينبلات الأخيرة ان أمن إسرائيل في صلب أي خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مُتجاهلاً دماء أطفال فلسطين وطفلي رفح اللذين قتلا بدم بارد، ويطرح سؤالا في رسم ترامب وفريقه: ماذا عن أمن أطفال فلسطين بمن فيهم أطفال غزة من بطش الاحتلال وجبروته؟!. وأكدت الوزارة أن الشهداء لن يتحولوا إلى مجرد أرقام وأعداد في الإحصائيات مهما بلغ البطش السياسي الأميركي وعنجهية الاحتلال، مضيفة أن امس الأول شيعت جماهير رفح جثماني الطفلين الشهيدين أحمد مصباح أبو طير (16 عاما) والشهيد بلال مصطفى خفاجة (17 عاما) اللذين أعدما ميدانيا برصاص قناصة الاحتلال لمشاركتهم في مسيرات العودة الكبرى، دون أن يشكلا أي خطر على جنود الاحتلال، ولينضما إلى مئات الشهداء الذين قتلوا خارج القانون وبدوافع عنصرية.