الجزائر-العمانية:تُنظّم المحافظة السامية للأمازيجية، ما بين 22 و24 من هذا الشهر، ندوة دولية في ولاية عين تموشنت (غرب الجزائر) حول الملك النوميدي سيفاكس تحتضنها.وبحسب ما أعلن عنه عصاد سي الهاشمي، الأمين العام للمحافظة، فإنّ اللّجنة العلمية لهذه الندوة، وضعت برنامجاً يتضمن محاضرات يُلقيها عدد من الأكاديميين حول الأهمية التاريخية والحضارية لمملكة نوميديا، وما خلّفته من تراث مادي ومعنوي أثْرى منطقة عين تموشنت، والجزائر عامة.ويتوقّع المنظمون مشاركة كبيرة في أعمال هذه الندوة، تشمل مستشارين من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)،وباحثين من فرنسا واليونان والسودان وتونس والجزائر.ويتضمن برنامج الندوة تقديم 27 محاضرة وعقد 16 مائدة مستديرة، يُشارك فيها مؤرخون وعلماء آثار، تسعى إلى إبراز الأهمية التاريخية لمملكة نوميديا وملكها سيفاكس. كما يستعين المنظمون ببعض الوسائط الحديثة لتحقيق الفائدة القصوى من هذه التظاهرة، من خلال بث أفلام وعرض وثائق وكتب، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني لعلم الآثار بالجزائر.ويتناول المشاركون خصوصيات الاستراتيجية التي اعتمدها الملك النوميدي سيفاكس من أجل إقامة علاقات سياسية ودبلوماسية مع روما وقرطاجة، حيث ظهرت، في تلك الفترة، مملكة المازيسيل (نوميديا الغربية)، كقوة في إفريقيا، وبدأ نفوذها يتعاظم منذ أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد، ودخلت في حسابات المتنازعين (قرطاجة وروما) خلال الحرب البونيقية الثانية (218-201 ق.م)، وكان على رأسها يومئذ الملك سيفاكس الذي كان التحالف معه أمراً محبّذا لدى المتخاصمين، وهو ما أدركه هؤلاء في مؤتمر "سيقا" سنة 206 ق.م.وقد امتدّت المملكة النوميدية، في تلك الفترة، على أراضي واسعة شملت كامل الغرب الجزائري ووسطه وعاصمتها "سيقا"، وكانت نواة قوتها الأساسية تقع في الإقليم الوهراني، حيث توجد العاصمة الحقيقية للمملكة التي امتدّت جنوبا حتى تخوم "جيتوليا"، ومن هنا تأتي أهمية دراسة الدور الذي لعبه الملك سيفاكس في حوض البحر الأبيض المتوسط.وتُعوّل المحافظة السامية للأمازيجية على مثل هذه الندوات لتعزيز المعرفة التاريخية لدى الجمهور، فقد سبق أن نظمت لقاء حول شخصية "ماسينيسا" بقسنطينة (2014)، كما نظّمت تظاهرة خُصّصت للملك يوغرطة خلال عام 2016.