ما أجمل الحياة عندمـا ننظر لهـا بجانب مشرق، ومـا أجمل التفاؤل وأن نبدأ يومنا بإبتـسامة مشرقة
إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري
عزيزي القارئ .. نستكمل معك ما تبقى من هذا الموضوع الشيق ونقول: وفي خضم هذه الظلمات الكثيفة، كانت لسان رسول الله وألسنة أصحابه، وفعاله وفعالهم تشرق بالتفاؤل وحسن المستقبل، وكانت نفوسهم عاملة في سوق الصبر والمصابرة، والجد والمثابرة، فما كلّت ولا ملّت، ولا يئست ولا قنطت، ولا شكّت ولا ارتابت.
وحينما يبلغ الضر بأحدهم مَداه يأتي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فينفخ فيه روحَ التفاؤل، فيصبح العذاب عذوبة، والشدة مغتسلاً باراً وشرابًا، يطهّر به نفسَه من درن الجزع والألم، فيتسامى على الجرح ويضحك ساخراً بالجارح الذي قد كساه الظلمُ الإرهاقَ والكلل من كثرة الظلم، وقد روى البخاري في صحيحه عن خباب بن الأرت ـ رضي الله عنه ـ قال: شكونا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له: ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا؟ قال:(كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه. ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون).
ففي هذا الحدث يخفف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطأة البلاء الذي نزل بأصحابه بإشراقات التفاؤل والأمل، حتى لا يزورهم اليأس والضعف والاستسلام لترغيب الأعداء وترهيبهم. فيذكر لهم الاعتبار بالماضي فيقول:(كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه) ويبشرهم بأمل المستقبل فيقول:(والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه)، وكان يمرّ على بعض أصحابه كأسرة ياسر ـ رضي الله عنها ـ وهم يُعذَّبون فيقول:(صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة)، وفي السياق نفسه كانت الآيات القرآنية تتنزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفيها من البشائر والآمال لهذا الدين وأهله بالنصر والغلبة والتمكين والفرج، وزوال الكربة والشدة، فيتلوها عليهم فتنشرح لها صدورهم، وتطمئن بها نفوسهم، وتهتك أحجبة الألم والقنوط أمام أعينهم، قال تعالى:(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ) (الصافات ـ 171)، (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ) (الصافات ـ 172)، (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات ـ 173)، وقال:(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر ـ51).
إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يكتفِ بنقل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على أفق التفاؤل إلى البشرى القريبة، بل نقلهم إلى البشرى البعيدة التي لا يدركونها؛ لكي يوقنوا بانتصار هذا الدين على كل ما خالفه ووقف في طريق نوره، ولكي يزدادوا تفاؤلاً ويقينًا بانقشاع سحابة الابتلاء التي تظلّهم، فيقول ـ عليه الصلاة والسلام:(ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ الا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر).
ما اجمــل الحيــاة عندمــــا ننظر لهـا بجانب مشـــرق، ومــــا أجمـــــل شعاع الشمس عندمـا تشرق أشعته الذهبية بالتفاؤل، ومـا أجمــل التفـــــاؤل وان نبدأ يومنـــا بإبتـسامة مشرقة دعونــــا ان ننظـر للحياة بجانب ايجــابي وان نـتأمل بخلق الله وابداعه السحــري انظــر للوردة والوانهـا فهي تضفي السرور لاتدع الحزن يقتل قلبك ولاتدعِ الشيطــان يوسوس لك ويوهمك بأنك وحدك الحزين ومن تتجرعين الالم وتكابد الاحزان وغيـــرك في سعــــادة وفرح انظر للحياة بجــانب مشرق وسعيد اقنع نفسك وردد انك سعيد وانكـ تمتلك أسباب السعـادة اكســـــر اليأس بكلمات التفاؤل والفرح وكل ما داهمك اليــأس دع الامـل يشرق في قلبك واصـــرخ بصوت عال انك سعيد.