كتب ـ عبدالله بن محمد باعلوي
حصلت الباحثة خلود بنت حمدان بن سعيد الخاطرية على رسالة الماجستير من جامعة السلطان قابوس كلية الآداب والعلوم الاجتماعية قسم التاريخ لبحثها بعنوان "أبعاد تأثير القبيلة في السياسة الأموية في بلاد الشام والجزيرة الفراتية (64ـ73هـ/ 683ـ692م)" وتكونت لجنة مناقشة الرسالة من كل من الدكتور محمد المنجد أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس رئيسا والدكتور فاروق عمر فوزي أستاذ بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس مشرفا رئيسا للرسالة والدكتور خالد بن خلفان الوهيبي أستاذ مساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة السلطان قابوس ممتحنا داخليا وممثلا لقسم التاريخ والدكتور عمر لقمان بوعصبانة أستاذ مساعد بجامعة نزوى ورئيس مشروع المخطوطات العمانية المغاربية ممتحنا خارجيا.
وقد أكدت الباحثة خلود الخاطرية بأن الدراسة هدفت إلى الكشف عن تأثير القبيلة على السياسة الأموية في بلاد الشام أثناء الحرب الأهلية (64ـ73هـ/683ـ692م)؛ وذلك عن طريق البحث في الوسائل التي استخدمتها القبيلة في الضغط على سياسة الدولة الأموية أثناء هذه الفترة التي نحن بصدد الدراسة عنها، وبالمقابل دراسة رد فعل الدولة للحد من تأثير القبيلة عليها من جهة والاستفادة من ولائها ودعمها من جهةٍ أخرى، وتسليط الضوء على المظاهر التي أنتجها هذا التأثير سواء أكان من جانب القبيلة أم الدولة. وأشارت خلود الخاطرية بأن الدراسة قُسِّمت إلى المقدمة والتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وتنتهي بقائمة من المصادر الأولية والمراجع الحديثة، حيث تناولت المقدمة لمحات عن دور القبيلة منذ العصر الجاهلي إلى قُبيل فترة الدراسة، ثم أوضحت أسئلة الدراسة، ومن ثم تحدثت عما تناولته الدراسة تِباعاً. بينما تناول التمهيد استعراضاً موجزاً لوصول الأمويين إلى السلطة (الخلافة)، وقد ناقش البند الأول فيه دعوى الأمويين بالحكم، في حين عالج البند الثاني منه موقف خلفاء بني أمية من الصراع اليماني-المضري قبل 64هـ/683م. وأضافت الخاطرية: لقد خُصِصَ الفصل الأول للحديث عن دور القبيلة في انهيار الأوضاع الداخلية في الدولة الأموية بعد 64هـ/683م. أما الفصل الثاني فقد ركز على الخليفة مروان بن الحكم ودوره في استمرار المفاوضة في الأقاليم وانعكاسه على الصراع القبلي في بلاد الشام والجزيرة الفراتية. في حين ركز الفصل الأخير من الدراسة على ذيول الحرب الأهلية في بلاد الشام والجزيرة الفراتية وتأثيرها على سياسة عبد الملك بن مروان. وتحدثت الباحثة خلود الخاطرية عن أن الدراسة توصلت إلى نتائج تم تضمينها في الخاتمة، وهي في مجملها ترصُد تأثير القبيلة على السياسة الأموية في الفترة موضوعة البحث ورد فعل الدولة على ذلك، ومن أهم تلك النتائج: ظهور القبيلة على مسرح الأحداث السياسية يصورةٍ أكثر تعقيداً ووضوحاً في فترة الدراسة أكثر من أي فترة مضت؛ لتداخل الخصام القبلي بالسياسة العليا للدولة فتدخلت القبيلة في صنع القرار السياسي ووجهت الأحداث بوسائل أو بأخرى الوجهة التي وصلتنا بها، ومن ضمن تلك الوسائل التي استخدمتها القبيلة مثلاً في الضغط على الدولة: النفوذ القبلي المادي والمعنوي والشعر والشعراء كمادة إعلامية مهمة في تلك الفترة، والتحالف القبلي وما تضمنه ذلك من روابط اجتماعية في النسب. وأضافت: كما أظهرت الدراسة أن السياسة الأموية أصبحت في ظل تدخل القبيلة والضغط المستمر من قبلها أمام خيارين لا ثالث لهما إما احتواء القبيلة بقبول شروطها وإما استخدام القوة لإرغامها على الدخول تحت سيطرتها، وفي معظم مراحل الدراسة قدمت الدولة تنازلات لحاجتها الماسة إلي القبيلة لما تمر به من ظروف حرجة كونتها أسباب ربما بعيدة عن فترة الدراسة كما كشفت الدراسة عن مظاهر التدخل القبلي في السياسة الأموية التي كان من أبرزها تلك الحروب القبلية التي كانت أشبه بـ"أيام العرب"في الجاهلية وظهور الأحزاب السياسية وحركات المعارضة وانقسام الولاءات وتغيرها بين عشيةٍ وضحاها فكلها مظاهر وقفت حجرة عثر أمام تكوين مجتمع مستقر وآمن لفترةٍ من الزمن ولعل النتيجة الأكبر للحرب الأهلية في بلاد الشام (64ـ73هـ/683ـ692م) أنها وضعت المجتمع الإسلامي أمام تساؤلات حول "الشرعية السياسية" ليس للأمويين وحدهم بل حتى للأحزاب والفئات والحركات الأخرى التي ظهرت خلال تلك الفترة". واختتمت الباحثة خلود الخاطرية حديثها بتقديم الشكر الجزيل لجميع من مد لي يد العون والمساعدة وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي وجميع أفراد عائلتي وإلى كل من رافقوني بكلماتهم الطيبة ودعواتهم الدائمة وتشجيعهم المستمر طيلة سنوات دراستي.