كتابة وتصوير ـ سالم بن عبدالله السالمي :قلعة نـزوى التاريخية " الشهباء " هي من أقدم القلاع في عُمان وتقع في محافظة الداخلية، حيث تنفرد بشكلها الدائري الضخم ويصل ارتفاعها إلى 24 مترا وقطرها الخارجي إلى 43 مترا والقطر الداخلي إلى 36 مترا، بها سبعة آبار وفتحات متعددة لمرابطة المقاتلين المدافعين عن القلعة، بناها الإمام سلطان بن سيف اليعربي في منتصف القرن السابع عشر الميلادي وهو الإمام الذي طرد البرتغاليين من عمان وترتبط القلعة بحصن ذي ممرات معقدة. وقد استغرق بناء القلعة 12عاما، وهي شاهد حي كباقي الحصون والقلاع في السلطنة التي تعاقب على حراستها الآباء والأجداد منذ تاريخ قديم ليأتي الأبناء خليفة لهم في تولي المهمة وليكملوا المسيرة ، لقد شدني مشهد رائع أثناء زيارتي لهذا العلم العريق قلعة نـزوى بوجود فتية عند مدخل القلعة يحملون البندقية "الكند والصمعاء" يتوشحون بالحزام التقليدي للإنسان العماني بزيه وهيبته في صورة تعكس همة وشجاعة ليكونوا خلفا لخير سلف ممن كان يقف على هذه الأبواب ليل نهار والتي تجسد تاريخ عمان برمزها الأثري والمعماري. المشهد يعبر عن حب هؤلاء الفتية ليس لالتقاط صورة تذكارية على بوابة قلعة نـزوى وإنما متأملون أن يكون كما كان آباؤهم وأجدادهم قد قضوا حياتهم في عسكرة القلعة والحصن والذود عنها من المعتدي حيث يوجد في اللوحة التاريخية للتعريف بتاريخ القلعة نص القصة عما مرت به والذي لايزال اليوم شاهد عيان يحكي قصة إمجاد خالدة حيث يوجد في القاعة 25 فتحة على منسوب 15 مترا من سطح الأرض ( نوافذ ومرامي) تستخدم للدفاع في وقت الحروب كما يوجد 120 فتحة أخرى على منسوب 24 مترا من سطح الأرض تستخدم أيضا للدفاع في وقت الحروب حيث يقف الجنود المدافعون في هذه الفتحات كما تحوي أماكن للسجون وأماكن أخرى للصلاة بجانب 7 آبار للمياه. وهؤلاء الفتية مروا على تفاصيل تلك القصة وعرفوا ما هي مهمة عسكري القلعة ومسئولياته وواجباته وبعد تجوال فسيح بين أروقة القلعة والحصن جاءوا متسلحين بالهمة مدركين مكانهم ودورهم لا يحتاجون لتعليمات جديدة أو تدريب أو قراءة نص المسئولية ووجبات العمل حين يتسمرون على أبوابها ليحمل زوار القلعة الذين يأتون من مختلف الجنسيات انطباعا رائعا حول كل ما رأوه بداية عن عسكري القلعة الذي هو من استقبلهم ورحب بهم.