حضرها 26 مختصا في الإرشاد الأسري

عقدت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية أمس حلقة العمل النقاشية حول " قضايا الزواج المعاصرة" بهدف تزويد 26 مشاركا من المختصين في الإرشاد الأسري والزواجي بالحقائق والمفاهيم والمعارف العلمية في المجالات الفقهية ، والتعرف على أمراض الدم الوراثية وأهمية الفحص الطبي قبل الزواج ، والوقوف على التخطيط لميزانية الأسرة ، وتنظيم ورسم الصحة الانجابية في الأسرة والتي تترجم هذه المعارف في الخدمات الإرشادية والتوعوية للأفراد والأسر لتحقيق الاستقرار والتوافق الزواجي.
اقيمت الحلقة بمقر مركز رعاية الطفولة بالخوض تحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية وذكرت وضحى بنت سالم العلوية مديرة مساعدة بدائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية في كلمة ألقتها في الحلقة بأن الزواج هو علاقة اجتماعية تجمع الطرفين ويختلف كل منهما عن الآخر في سمات الشخصية والفطرة الإنسانية ومعطيات التنشئة الاجتماعية ، مما يجعل هذه العلاقة تشهد العديد من التغيرات والتحولات والتي تفرض دورا جديدا لكل فرد فيها بحيث يسمح بالمشاركة في اتخاذ القرارات ومواجهة متطلبات وتحديات الحياة الزوجية مما يعني أهمية الأدوار التي يقوم بها الأفراد وأهمية الوظائف التي تقوم بها هذه الأدوار وما الوقوع في أزمات إلا نتيجة لعدم اكتساب مهارات التعامل مع الأدوار الجديدة أو التهيؤ لها، فكلما زاد عدم توافق الفرد بين طبيعة الدور وعدم تحقيق متطلباته زادت حدة الأزمة المترتبة على ذلك.
وفيما يتعلق بوجود العديد من المشكلات الأسرية والزواجية الواردة لدائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية فقد أفادت في كلمتها بأن هناك جهوداً بذلت في مجال الإرشاد الأسري في دراسة الحالات الإرشادية وكذلك الإرشاد الزواجي من خلال إنشاء برنامج متخصص لإرشاد المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثاً منذ عام 2014م بزيادة مجموعة من المتخصصين المؤهلين في دورات تخصصية من وزارة التنمية الاجتماعية والشركاء في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم وقد بلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج حتى نهاية عام 2017م ما يزيد على ثلاثة عشر ألف مستفيد من المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا في مختلف محافظات السلطنة في الجهات المدنية والعسكرية وقد سجلت أعلى نسبة استفادة لدى طلبة مؤسسات التعليم العالي.
وعلى مستوى المحافظات فقد أشارت بأن أعلى نسبة استفادة من محاضرات ودورات الإرشاد الزواجي في محافظة مسقط نتيجة التوسع السكاني ووظيفتها كعاصمة وتركز النسبة الأكبر من مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات التعليم العالي فيها وتليها محافظة الداخلية ومن ثم محافظة البريمي وآخرها محافظة مسندم.
بدأت الحلقة بورقة عمل قدمها الأستاذ الدكتور سلام بن سالم الكندي استشاري أمراض الدم الوراثية عن " أمراض الدم الوراثية والفحص ما قبل الزواج " ذكر خلالها بأن الدم يتكون من خلايا الدم البيضاء ، وخلايا الدم الحمراء ، والصفائح الدموية ، وخلايا الدم الحمراء تخلق وتعيش لمدة ثلاثة أشهر وتعمل على حمل الأكسجين من القلب إلى باقي أجزاء الجسم ، ويوجد في هذه الكريات مادة تسمى الهيموجلوبين ، وفي حال نقصت هذه المادة فإن الشخص يعاني من فقر الدم أو ما يسمى بالأنيميا ، كما أوضح بأن الأمراض تتصف بصفات منها أنها أمراض مكتسبة أو موروثة من الآباء إلى الأبناء ، وأنها لا تغادر الإنسان المريض إلا بزراعة النخاع فيه ويكون عن طريق انتقاله وراثيا من الآباء للأبناء ، وتطرق لتجربة مملكة البحرين في كيفية تقليلها من أمراض الدم الوراثية كما أوضح بأن في السلطنة ثلاثة أنواع لأمراض الدم كالثلاسيميا ، وفقر الدم المنجلي ، ونقص الخميرة ، وتطرق خلال ورقة العمل إلى طرق الوقاية من هذه الأمراض ومن أهمها ضرورة الفحص قبل الزواج كسبيل لرفع هذه المعاناة ، وزواج الرجل الحامل لهذا المرض من امرأة سليمة أو العكس كزواج امرأة حاملة لهذا المرض من رجل سليم.
وفي ورقة العمل الثانية بعنوان " الإدارة المالية للأسرة " قدمها بدر بن ناصر الجابري مدير مساعد دائرة الإعلام بحماية المستهلك تضمنت الحديث عن العوامل المؤثرة سلبا على ميزانية الأسرة ، والنزعة الاستهلاكية الخاطئة والشراء العشوائي بالتقسيط والاستدانة غير المنظمة .
من جهته ركز الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين فتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في ورقة " العلاقة الزوجية وأبعادها الفقهية " على جعل الدورات التوعوية حول العلاقة الزوجية إلزامية للمتزوجين وذلك نظرا لتفشي حالات الطلاق التعسفية وحالات الطلاق على أبسط الأسباب كلا الطرفين جراء ضعف أو قلة الوعي ، كما تحدث عن بعض الأعراف الاجتماعية التي يرفض التنازل عنها من قبل الآباء ويتجنبوا الحديث عنها أمام أبنائهم ويؤكد الصوافي هنا على ضرورة مناقشتها أمامهم والخروج بقرار ترضي جميع الأطراف ، معرجا حول الأمور الخاطئة التي يقع فيها الزوجين كمصارحة كلا منهما للآخر عن مرحلة ما قبل الزواج وما حصل أو وقع فيها ، وعدم وجود انسجام بين الزوجين جراء قلة اللقاء أو ضعف التواصل وعدم وجود المصارحة بينهما عن شعور كل طرف وأمنياته وطموحه كأن تكون هذه المصارحة بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري .
وفي الورقة الربعة بعنوان " التخطيط الأسري للصحة الإنجابية " بينت خلالها الدكتورة نوال بنت علي الراشدية أخصائية أولى طب أسرة بوزارة الصحة بأن " الصحة الإنجابية " تعني أن يتمكن الناس من التمتع بحياة جنسية آمنة مع إمكانية الإنجاب وحرية اتخاذ القرار برغبتهم به وتحديد زمانه وتواتره وتهدف برامج الصحة الانجابية إلى التوسع في تقديم حزمة الصحة الانجابية في مؤسسات وزارة الصحة وتحسين السلوك الانجابي للمجتمع ،وتحسين نوعية وجودة الخدمات الصحية المقدمة للطفل مع التركيز على الاطفال ذوي الاعاقة وذوي الأمراض المزمنة .