بلغ عددها 360 دائمة وموسمية الجريان و"رزات" أكثرها غزارةجهود لتطويرها من خلال التحسين وصيانة المرافق مع التوعية بالحفاظ عليهاصلالة ـ العمانية: تزخر محافظة ظفار بتواجد العيون المائية في مختلف الجبال والأودية الممتدة من ولاية سدح شرقا إلى ولاية ضلكوت غربا، إضافة إلى تواجد بعض العيون في منطقة النجد حيث يبلغ عددها حوالي 360 عينا دائمة وموسمية الجريان.وتتحول العيون المائية خلال موسم الخريف إلى مزارات سياحية، حيث يفضل السياح زيارة هذه العيون للتمتع بطبيعتها الخلابة ومناظرها البديعة وخاصة عيون "جرزيز" و"صحلنوت" و"رزات" و"حمران" و"طبراق" و"أثوم" و"دربات".وتقوم وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بتطوير معظم العيون المائية واستغلالها الاستغلال الأمثل من خلال تحسين وصيانة مرافقها واستخدام مياهها لتكون مناطق ارتياد للمواطنين والمقيمين واستثمارها سياحيا لتنشيط الحركة السياحية، بالإضافة إلى توعية مرتادي هذه المناطق بأهمية المصادر المائية والحفاظ عليها ووضع لوائح تحذيرية وإرشادية وتنظيم معسكرات خدمة عامة.وتستمد العيون مياهها من الأمطار التي تهطل على الجبال في محافظة ظفار ويعتبر موسم الخريف الذي يبدأ في شهر يونيو ويستمر حتى شهر سبتمبر من كل عام هو المصدر الرئيسي لتغذية العيون.وتعتبر مياه العيون جيدة وصالحة للشرب وتستغل لري الأراضي الزراعية وسقي الحيوانات في كل المواقع الرعوية بجبال المحافظة إلى جانب تميز معظم هذه العيون بمحيطها الطبيعي، حيث تم إنشاء المرافق الخدمية بالقرب من بعضها مثل عين رزات وعين صحلنوت وعين جرزيز وعين حمران وعين دربات وعين غيضة كما أن الدراسات جارية لاستغلال وتنمية بعض العيون الأخرى.وتعد المناطق التي تقع فيها العيون المائية من أهم المناطق كونها تشكل موردا رئيسيا لأعداد وفيرة من الماشية، كما قامت حولها في الزمن الماضي زراعات مختلفة من الحبوب والبقوليات وجوز الهند والبطاطا الحلوة وأعلاف الحيوانات ومن أهم هذه العيون عين حمران وعين دربات.يقول الدكتور خالد بن سالم المشيخي رئيس قسم السدود والعيون بإدارة موارد المياه بمحافظة ظفار إن الإدارة تقوم بالمعاينة الميدانية لمواقع العيون المائية وتقييمها من خلال عدة عوامل رئيسية منها وفرة المياه والكثافة السكانية والحيوانية التي يمكن أن تستفيد منها بهدف استغلالها وتنميتها مشيراً إلى أن دائرة الأفلاج تشارك في إدارة بعض الأعمال الفنية والإشرافية للعيون المائية.وأضاف أن أعمال التحسينات تتمثل في بناء أحواض لتجميع المياه للاستخدامات المختلفة للعيون المائية الواقعة في الجبال ومنطقة النجد وكذلك صيانة هذه العيون بإنشاء برك لتجميع مياهها في أحواض لتشرب منها الحيوانات مع عمل الحماية اللازمة لها من الأمطار وقد أدى ذلك إلى توفر مياه نظيفة في المواقع الرعوية المختلفة في جبال المحافظة وخصوصا المناطق البعيدة والوعرة مما ساعد على زيادة وتنمية الثروة الحيوانية بالمنطقة.وأشار رئيس قسم السدود والعيون بإدارة موارد المياه بمحافظة ظفار الى مشروع صيانة عين ماء "قفه" بسفح جبل سمحان والتي تقع على مسار طريق اللبان سابقا وتعد المصدر المائي الرئيسي في تلك السفوح الوعرة لمختلف الاستخدامات حيث بلغت كمية المياه المحتجزة في العين بعد الصيانة (7650) لترا كما بلغت كمية التدفق (7000) لتر/ اليوم.وتعتبر عين رزات بولاية صلالة أكثر العيون المائية غزارة بالمحافظة حيث يتم تصريفها بواسطة مجرى ينقل مياه العين إلى جدول مبني من الإسمنت يبلغ طوله عشرة كيلومترات ويمر بمنطقة المعمورة وينتهي بمزرعة رزات.وتقوم وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ممثلة بإدارة موارد المياه بمحافظة ظفار بجمع البيانات المائية من محطات المراقبة الهيدرومترية لإيجاد قاعدة بيانات مائية علمية قادرة على تحديد التغيرات المهمة التي تحدث في مياه تلك العيون.كما تقوم إدارة موارد المياه بالمحافظة بقياس تدفق وملوحة ودرجة حرارة العيون المائية الرئيسية في المحافظة بشكل دوري لمعرفة كمية وجودة مياهها.ويبلغ معدل التدفق السنوي لمياه أهم العيون المائية الرئيسية في محافظة ظفار وهي رزات وصحلنوت وحمران وجرزيز وطبراق حوالي 46ر10 مليون متر مكعب سنوياً. وقد سجل أعلى معدل للتدفق في عين ماء جرزيز في عام 2002م، حيث بلغ 650 لتر/ ثانية بينما بلغ أدنى معدل تدفق لعين ماء حمران 1 لتر/ ثانية في عام 1992م.وتشير الدراسة التي أعدتها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه إلى أهمية الأمطار خلال فصل الخريف في تغذية الخزانات المائية الجوفية الطبيعية المتكونة في مناطق الحجر الجيري في الجبال التي تزود المخزون المائي الجوفي لسهل صلالة والعيون المائية.وتفيد بيانات القياسات الشهرية الواردة عن إدارة موارد المياه بالمحافظة إلى أن مياه هذه العيون معتدلة الحرارة مقارنة مع حرارة الجو حيث بلغت أعلى معدل درجة حرارة في عين صحلنوت 5ر34 درجة مئوية في عام 1997م بينما بلغت أدناها في عين حمران 4ر21 درجة مئوية في عام 2007م.كما تشير القياسات الشهرية إلى أن مجموع أعلى معدل تدفق للعيون المائية الرئيسية (رزات ـ حمران ـ جرزيز ـ صحلنوت ـ طبراق) بلغت في سبتمبر 2004م 1219 لترا / ثانية فيما كان أدناها في مايو 2010م وبلغ 184 لترا / ثانية مما يوضح مدى تأثر العيون بموسم الخريف ووصولها للذروة ثم تتناقص تدريجيا لتسجل أقل معدلات التدفق في شهر مايو من كل عام.ونفذت إدارة موارد المياه بمحافظة ظفار العديد من مشاريع الصيانة والإنشاءات للعيون المائية بالمحافظة حيث تمت صيانة حوالي 51 عيناً من عام 2000م إلى عام 2013م تم خلالها عمل أحواض تجميع المياه وسواقي وأحواض لشرب الحيوانات، بالإضافة إلى إنشاء نقاط لتعبئة سيارات نقل المياه وإنشاء أماكن لسقي البيئة المحيطة وذلك بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 453 ألف ريال عماني ومن هذه العيون (جرزيز ـ صحلنوت ـ طبرق ـ حشير ـ أزاع ـ شيروخ ـ بيرين ـ نغرار ـ قفه ـ الشويمية).