المقومات الطبيعية والتراثية التي تتميز بها السلطنة نعمة أدامها المولى على البلاد، تليها نعمة الأمن والأمان، وهاتان لوحدهما أبرز عوامل استقطاب وجذب السياح، وعلى مدار عقود من عمر النهضة المباركة تصاعد أعداد السياح القادمين إلى السلطنة لكن الطموح أعلى لجعل القطاع السياحي رافداً لا يستهان به في الاقتصاد الوطني، عبر منظومة متكاملة تضم القطاعين العام والخاص لإثراء السياحة تتصدرها وزارة السياحة الجهة المعنية بالإشراف على عجلة النهوض بالسياحة نحو العالمية.التنوع السياحي اليوم لا يقتصر على منتج بعينه إذ انبثقت سياحة أخرى تتجلى في سياحة المغامرات والتخييم والترفيه والمعارض والفعاليات وغيرها، إذ ثمة جهود مضنية لوزارة السياحة والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ" عبر مبادرة السياحة، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية للسياحة الأساس التي تقف عليه الحكومة للنهوض بالقطاع السياحي.وحملة "اكتشف عمان" واحدة من المبادرات الوطنية للسير قدماً بالقطاع السياحي عبر الشراكة مع القطاع الخاص في استقطاب وجذب السياح للسلطنة خلال فترة الصيف، لكن اليوم عند استقراء الواقع السياحي من أفواه المشتغلين فيه سواء شركات السفر والسياحة أو المرشدين السياحيين فإن أهم المتطلبات التي ما زال يفتقدها القطاع تتركز في توفير الخدمات الضرورية في المواقع السياحية وأبرزها وجود دورات المياه والمقاهي المتنقلة عبر توظيف المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مثل هذه النشاطات التي من خلالها ستوفر فرص عمل جديدة للأيدي العاملة الوطنية، بالإضافة إلى وجود فرق إنقاذ في المواقع السياحية المائية كما هو الحال في وادي بني خالد.ورغم ذلك لا نقلل من العمل المضني الذي تقوم به وزارة السياحة في الترويج للسلطنة في العديد من الدول والذي أسهم في ارتفاع عدد السياح القادمين من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وانجلترا، وربما ما زلنا بعيدين عن استقطاب السياح من الصين التي تعتبر من أكبر الدول المصدرة للسياحة في العالم، وينبغي استغلال مثل هذه الأسواق في الاستفادة من جذب السياح من دول شرق آسيا، ونعول على وزارة السياحة في إثراء الدور المنوط بها لاستغلال قدرتها للتسويق والترويج للسلطنة في دول شرق آسيا، إذ من خلالها قد تتمكن السلطنة من جذب استثمارات سياحية إلى جانب الأفواج السياحية.مع تصاعد أعداد السياح القادمين إلى السلطنة بشكل تدريجي سنوياً فإنه يمكن القول إن القطاع السياحي يمضي قدماً نحو الأمام، يرفده النهوض المتواصل بالمنشآت والمشاريع السياحية التي ترسم معالم جديدة لقطاع واعد يرفد الاقتصاد الوطني.يوسف الحبسي
[email protected]